تاريخ فن الكروشيه ، وأول " باترون " فى التاريخ ؟!
أولاً : ما هو الكروشيه
الكروشيه أو التريكو هو الحياكة أو لف الخيط بالإبر الصغيرة ، وهي عبارة عن إبرة خاصة لها شكل معكوف نسميها عادة بالصنارة ، والخيوط المستخدمة متعددة ، وتتنوع الخامات المستخدمة من القطن ، إلى الصوف والحرير وغيرها ، هذا بالطبع بخلاف الخامات الصناعية. تستخدم هذه التقنية في صناعة المفارش والأغطية والملابس والمكملات المنزلية التي لا حصر لها .
ثانياً : تاريخ الكروشيه
يفترض البعض أن الكروشيه قد نشأ عن ممارساتٍ تقليدية تمت مزاولتها فى شبه الجزيرة العربية ، أو جنوب أفريقيا ، أو الصين ، إلا أنه ليس هناك دليلاً دامغاً يؤكد أن هذه الحرفة تمت مزاولتها قبل اكتسابها لشعبيتها في أوروبا أثناء القرن التاسع عشر ،
وتُشير أقدم المراجع المكتوبة عن الكروشيه إلى " حياكة الراعي " من " ذكريات سيدة نجدية " التي كتبتها إليزابيث جرانت عام 1824 وظهر أول باترون كروشيه تم نشره في مجلة Pénélopé الألمانية عام 1824، وهناك مؤشرات أخرى تُشير إلى أن الكروشيه كان حرفة حديثة فى القرن التاسع عشر من ضمنها منشور " هدية الشتاء " الذي نُشر عام 1847، والذي قدم تعليماتٍ مفصلة عن طريقة تنفيذ غرز الكروشيه ضمن التعليمات التي احتوى عليها بالرغم من أنه افترض مسبقًا أن القراء يفهمون أساسيات حِرَف شغل الإبرة الأخرى ، وتُشير الإشارات القديمة في " مجلة جودي : كتاب اللايدي " ، "ـGodey's Lady's Book " في عامي 1846 و1847 إلى حرفة الكروشيه باستخدام الاسم القديم قبل تعديل طريقة هجائه في عام 1848، ويتكهن البعض بأن الكروشيه كان في حقيقة الأمر مستخدمًا في أوائل الحضارات، إلا أن إصبع السبابة كان يُستخدم محنيًا بدلاً من الإبرة المستحدثة ؛ لذا لم تُخلَّف أدوات لتشهد على هذه الممارسة ، ويُشير هؤلاء الكتاب إلى " بساطة " الأسلوب ويزعمون أنه "حتمًا كان أسلوبًا مستخدمًا قديمًا ".
ويوضح كتَّاب أخرون أن المنسوجات المُحاكة أو المعقودة أو المنسوجة التي يعود تاريخها إلى الفترات الزمنية القديمة قد نجحت في البقاء حتى الآن، إلا أنه لم تنج عينات من أنسجة الكروشيه في أيًَّا من المجموعات الأثنولوجية أو في المصادر الأثرية قبل عام 1800 ، ويُشير هؤلاء الكتَّاب إلى إبر الطامبور التي كانت مستخدمة في تطريز الطامبور فى فرنسا في القرن الثامن عشر ، وقد بدأ استخدام الكروشيه - في بداية القرن التاسع عشر في بريطانيا وأمريكا وفرنسا - كبديلاً أقل تكلفة لأشكال أخرى من الدانتيل ، حيث كان سعر خيط القطن المُصَنَّع يتناقص ، وحتى إذا كان دانتيل الكروشيه يستهلك خيطًا أكثر من دانتيل البكرة المنسوج ، فإن دانتيل الكروشيه كان أسرع وأيسر في تعلمه ، ويُعتَقَد أن بعض مُصنّعي الدانتيل كانوا يدفعون مبالغ زهيدة مما جعل عاملاتهم يلجأن إلى البغاء ، وخلال المجاعة الآيرلندية الكبرى (في الفترة من 1845 إلى 1849) ، قامت الراهبات الأورسيلينيات بتعليم الأطفال والنساء المحليات شغل الكروشيه ، ولقد شُحنت مصنوعات الكروشيه إلى جميع أنحاء أوروبا وأمريكا وأقبل الناس على شرائها لجمالها وكذلك من أجل المساعدة الخيرية التي قدمتها للسكان الآيرلنديين .
وقد أصبح فن الكروشيه صناعة منزلية مزدهرة في جميع أنحاء العالم ، وخاصةً في آيرلندا وشمال فرنسا ، من شأنها تدعيم المجتمعات التي تضررت فيها وسائل كسب الرزق بسبب الحروب ، والتغيرات في زراعة الأراضي ، واستغلال الأرض ، والعجز في المحاصيل الزراعية ، حيث كانت النسوة ، وأحيانًا حتي الأطفال ، يمكثن في المنزل ويقومن بشغل قطع من الكروشيه مثل الملابس والبطانيات لكسب المال ، وكانت القطع تامة الصنع تُشترى من قِبَل الطبقة المتوسطة الناشئة ، إن تقديم الكروشيه كتقليدًا للرمز الدال على المكانة الاجتماعية ، وليس كحرفة فريدة في حد ذاتها ، قد وصم هذا الفن بالوضاعة والابتذال ، فأولائك الذين كان باستطاعتهم شراء الدانتيل المصنوع بطرق أقدم وأغلى ثمنًا كانوا يزدرون أعمال الكروشيه وينظرون إليها على أنها نسخ مقلدة زهيدة الثمن ، إلا أن الملكة فيكتوريا قد خففت من حدة هذا الانطباع بشرائها العلني للدانتيل المصنوع بالكروشيه الآيرلندي بل وبتعلمها أيضًا كيفية تنفيذ قطع الكروشيه بنفسها ، ولقد حظى الكروشيه الآيرلندي بالمزيد من الرواج بفضل الانسة "رييغو دي لا برانكاردياريه" Mlle. Riego de la Branchardiere فى عام 1842 التي نشرت باترونات لدانتيل المكوك ودانتيل الإبرة وتعليمات استنساخهما بطريقة الكروشيه ، بالإضافة إلى نشرها للعديد من الكتب التي تتناول صنع ملابس الكروشيه باستخدام خيوط الصوف ، ولقد اتسمت الباترونات التي توافرت في أوائل أربعينات القرن التاسع عشر بالتنوع والتعقيد .
وبعد كل ما ذكرناه عن فن الكروشيه ، يظل الكروشيه أحد أشهر وأجمل فنون " الهاند ميد " ، والذي يجب دعمه وتطويره ، وامداد مصمميه بأحدث صيحات الموضة لينتجوا لنا منتجات فريدة من نوعها ومميزة ومختلفة ، ولدينا فى " فرزيانا " الموقع الذي تتصفحون عليه هذا المقال ، مجموعة من المنتجين المميزين لهذه المنتجات ، والتي يمكنكم اقتنائها وتصلكم لباب المنزل .