أهمية التشبيك لأعمالك: كيف تبني علاقات عمل ناجحة
كتبت - منجية إبراهيم
التشبيك في العمل هو مهارة إقامة وبناء علاقات منفعة متبادلة، وتطوير الاتصالات المهنية والاجتماعية من خلال التواصل مع الآخرين؛ من أصحاب الأعمال التجارية أو رواد الأعمال، أو العملاء أو العملاء المحتملين، التشبيك هو جوهر بناء العلاقات إذ يساعد أصحاب الأعمال في تبادل الأفكار، المعلومات والبحث عن شركاء محتملين، ما يساهم في تطوير أعمالهم، وخلق أو استكشاف الفرص التجارية الجديدة.
بعض المنظمات أو المجموعات المتخصصة ترعى أحداثا وفعاليات للتشبيك بين رواد الأعمال في العالم سنويا، ويتم التحضير لهذه الفعاليات جنبا إلى جنب مع أحداث أخرى أكبر مثل انعقاد مؤتمر (منتدى دافوس الاقتصادي مثلا).
التشبيك يساعدك في معرفة الأشخاص المناسبين الذين يشكلون إضافة فريدة لأعمالك، فكيف يمكن أن تؤسس علاقات عمل مثمرة؟
ما أهمية التشبيك؟
“التشبيك هو جزء أساسي من بناء الثروة.” أرمسترونج وليامز
للتشبيك أهمية كبيرة وفوائد عديدة، من أهمها:
تعزيز رأس المال الاجتماعي، أي استثمار العلاقات الاجتماعية في تحقيق الأهداف التجارية.
بناء قائمة اتصالات جديدة، تسمح لرواد الأعمال بالحصول على إحالات جديدة، ولقاء عملاء محتملين.
العثور على فرص للشراكات، ومشاريع جديدة وتوسيع الأعمال.
العثور على فرص استثمار، من خلال بناء علاقات مع مستثمرين أو مع أشخاص يساعدون في الربط بينك وبين المستثمرين.
يساعد في الترويج والتسويق لأعمالك، حضورك لغداء عمل، أو لأحداث وفعاليات اقتصادية يرسخ شركتك في أذهان الآخرين.
يساعد التشبيك في بناء سمعة جيدة لشركتك، اهتمامك بالفعاليات يعزز الثقة بشركتك، وبمدى اهتمامك بالتطوير وبناء العلاقات الجادة.
تبقى على اطلاع، ومواكبا باستمرار لكل التطورات والمتغيرات التي تحدث في سوق العمل.
من خلال الاحتكاك بالخبراء وصناع القرار في مجال عملك ستكتسب المزيد من الخبرات التي تساعدك في تنمية أعمالك.
حضور الندوات والتواصل مع الفاعلين في مجال عملك، يساعدك في العثور على حلول للمشاكل التي تعترض شركتك بفضل تبادل الحلول والمعلومات حول المشاكل المشتركة التي تشغل بال الجميع في حقل عملك.
يمكن أن تستثمر الكثير من المال والوقت في مشروعك من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين ووجهات نظرهم.
على الصعيد الشخصي، الاحتكاك برجال الأعمال في المؤتمرات والفعاليات يساعدك في تعزيز ثقتك بنفسك، ويمنحك طاقة إيجابية كبيرة لتواصل تطوير أعمالك.
كيف تقوم ببناء علاقات عمل ناجحة؟
لا يتمكن الجميع من بناء علاقات عمل ناجحة، لعدة أسباب منها عدم فهمهم لاحتياجات أعمالهم، أو شعورهم بالخجل، أو عدم تقبلهم للحياة الاجتماعية التي تقوم على التشبيك.. أو غيرها من الأسباب المختلفة، لذلك إذا كنت تفكر في بناء علاقات عمل يجب أن تتأكد من أنك تمتلك القدرة للقيام ببعض الأمور، من أهمها:
1- أن تكون على استعداد للتشبيك
خطوة مهمة لكي تنجح في بناء علاقات مع الآخرين هي أن تعرف نفسك وقدراتك، هل تجيد التعبير عن نفسك، من هم الأشخاص الذين تريد بناء علاقات معهم ولماذا؟ هل ستتحلى بالصبر اللازم؟ كيف ستغتنم الفرص لتبادر بالحديث، هل أنت على اطلاع واسع بمجال عملك، ما هي المشاكل التي تعترض عملك، هل حددت الخطوات التي ستقوم بها للتعرف على الأشخاص الذين تريد بناء علاقات عمل معهم؟ هل تمتلك المهارات اللازمة، هل تعرف ما يكفي عن حديث المصعد (القدرة على تقديم نفسك بأهم المعلومات عنك لشخص مُهمّ تلتقي به صدفة في ظرف 30 ثانية).
2- استهداف الأشخاص المناسبين
إذا كان مجال عملك هو التسويق الإلكتروني فإن الذهاب إلى المؤتمرات والندوات والمحاضرات الخاصة بالتسويق الإلكتروني أكثر فائدة بالنسبة لك ولعملك من الذهاب لمؤتمر عن البيئة أو عن الاقتصاد، استهدف الفعاليات التي تجمع الأشخاص الذين يحملون اهتمامات عملك ذاتها، والمجموعات ذات الصلة بمجالك، كلما استهدفت جهات ومجموعات ملائمة لعملك، كلما استثمرت في وقتك وجهدك أكثر، ومن المهم أن تعرف بالضبط ما الذي تريده منهم قبل محاولة التعرف عليهم.
استهداف المجموعات التي لها علاقة بعملك أمر مهم وضروري ولكن لا يجب أن يمنعك من بناء شبكة متنوعة من خلال بناء علاقات مع بعض الأشخاص الفاعلين في الحدث والذين يمكن أن يكونوا على درجة من الفائدة والأهمية، مثل الصحفيين، المستثمرين، أصحاب رأس المال المخاطر… إلخ.
3- خوض حديث مثير للاهتمام
عندما تلتقي بمجموعة من الأشخاص الفاعلين، فإنك يجب أن تكون قد خططت مسبقا لما ستقوله، يجب أن يكون الكلام الذي ستقوله جادّا، والأسئلة التي ستطرحها مُلفتة وذكية، أثناء الحديث ابحث عن القواسم المشتركة بينك وبين الطرف الآخر، إذا كنت كاتبا فتطرق إلى المواضيع المشتركة بينك وبين الناشرين والكُتّاب والصحفيين أثناء لقاءك بهم في معارض الكتب أو الأمسيات الأدبية، أو الفعاليات الثقافية، ابدأ بذكر شيء مثير للاهتمام دائما في الحديث، لكي يساعدك على بناء محادثة كبيرة وذات جدوى مع الطرف الآخر.
يجب أن تكون مُلمّا وعلى اطلاع بالموضوع الذي تنوي الحديث فيه، مع التأكد من المعلومات أو الأرقام أو الإحصائيات التي لديك بشأنه، إذا كنت تعرف الكثير عن الموضوع الذي ستناقشه فبالتأكيد سيكون الطرف الآخر مُهتما بسماع ما لديك لتقوله.
4- التشبيك بعيدا عن المؤتمرات
حضور المؤتمرات والأحداث الهامة، استضافة عشاء عمل، من المصادر الهامة لبناء علاقات عمل مثمرة، وبالرغم من أن التواصل وجها لوجه أفضل في كل الأحوال عندما تبدأ بناءَ علاقات عمل إلا أن الإنترنت وفّرت أكثر من طريقة ومنصة لبناء علاقات جديدة مع المتخصصين والمؤثرين في مجال عملك، مثل فيس بوك، لينكد إين، القوائم البريدية.. وغيرها، لذلك ينبغي أن تعزز وجودك على الشبكة إذا كنت تمارس عملا تجاريا، لأن الجميع متواجد هناك: رجال أعمال، عملاء، مستثمرون، جمهور.. وغيرهم، يمكن الانضمام إلى المجموعات ذات الصلة بمجال عملك على فيس بوك أو لينكد إن ومشاركة النقاشات حول شؤون العمل، كما أن المشاركة في العمل التطوعي والفعاليات المجتمعية، يمكن أن تساعد في بناء شبكة علاقات مع الأشخاص المؤثرين الذين يحبون بدورهم التطوع ومساعدة المجتمع.
“التشبيك الناجح ليس التأكد أنك حصلت على ما تريد فقط، بل التأكد أن الأشخاص المُهمّين بالنسبة لك حصلوا على ما يريدون أيضا” كيث فيرازي
ومضات
لكي تتمكن من بناء علاقات عمل بشكل فعال ستحتاج إلى عديد من المهارات من أهمها: مهارات التواصل، مهارات الاستماع، مهارات الإقناع، الإيجابية في لغة الخطاب.. إلخ.
يمكن للحديث مع الأشخاص الذين تعرفهم أن يفتح لك فرص لتعرف على الأشخاص الذين يعرفونهم، لكن تجنب قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص الذين تعرفهم، ركز على التعرف على شخص جديد لتقدم له نفسك.
قبل الحضور للفعالية اطلع على قائمة الأشخاص المدعوين الذين يهمّك التعرف عليهم، وابحث عن معلومات عنهم لمعرفة اهتماماتهم لكي تستثمرها أثناء الحديث معهم.
تذكر أنك لم تأتِ لتبيع خدماتك أو منتجاتك، بل لتقيم علاقات عمل حقيقية، وتجري محادثات حقيقية.
احتفظ ببطاقة العمل معك في مثل هذه الفعاليات، تأكد أنها تحتوي على معلومات الاتصال الكاملة، لكي تقدمها للأشخاص الذين ستلتقي بهم.
لا تقضي كل وقت التعارف في الحديث عن نفسك خصص وقتا أكبر لتطرح الأسئلة وتمنح الطرف الآخر فرصة ليخبرك بالكثير.
استخدم لغة الجسد بفعالية، الإيماءات، التواصل البصري، تعابير الوجه… وغيرها.
لا تقترب من شخص يهمّ بالذهاب للحديث مع شخص آخر، أو يحمل هاتفا ليجري اتصالا، أو يتجه إلى الحمام.
لا ترفض الحديث مع أي شخص على اعتبار أنه غير مُهمّ (قد يكون مُهمّا فيما بعد).
لا تقم بإجراء محادثات مع المجموعات (بدءا من أربع أشخاص) لأن الحديث في مجموعات يشتت النقاش.
عندما تلتقي بشخص ما للمرة الأولى، لديك 48 ساعة للمتابعة معه قبل أن ينسى تماما لقاءك.
أرسل رسالة بريد إلكتروني للشخص الذي تحدثت معه، لتشكره على وقته وعلى المعلومات والخبرات المفيدة التي تبادلها معك.
لا يهم عدد البطاقات التي تحصل عليها بقدر ما يهم مدى قدرتك على تطوير تلك العلاقات واستثمارها في أعمالك.
قد تلتقي بأشخاص مشغولين، أو لا يرغبون في التعرف وتقديم المساعدة..إلخ، لا تأخذ الأمر على محمل شخصي، ركّز في محاولة التعرف على أشخاص آخرين غيرهم.
لا تطلب أي شيء من شخص تعرفت عليه للتو، ولا تعرف عنه الكثير.
بعد بناء العلاقات في المناسبات والفعاليات العامة، تذكر أن العمل الحقيقي سيبدأ بعدها.
احرص على المتابعة مع الأشخاص الجدد الذين تعرفت عليهم وعلى الوفاء بوعودك والتزاماتك لأن المتابعة تبني الثقة، العلاقات، والسمعة الطيبة.
احرص على تحديث شبكة العلاقات دوريا، من خلال اللقاء بمجموعة أخرى من الأشخاص الجدد كل مرة.
بعد أن تكون معروفا ويسعى البعض للتعرف عليك وبناء علاقات معك، كن مستعدا بدورك لكي تقدم يد المساعدة للآخرين.
التشبيك من أقوى الأدوات التي يمكن أن يستخدمها المرء لتعزيز حياته الشخصية والمهنية، وهو مفتاح الأعمال الناجحة؛ يساعد الأشخاص في العثور على عمل، توظيف المواهب، الحصول على فرص شراكة أو فرص استثمار، العثور على العملاء والعملاء المحتملين، ولكن بناء علاقات العمل لا يمكن أن ينجح ما لم تكن مستعدا لذلك، وما لم تتحلى بالصبر اللازم، يقول إيفان ميزنر: الثقة هي مفتاح التشبيك، يستغرق بعض الوقت، ليثق الناس بك، وليُكوّنوا علاقات معك.