بالصور.. كل ما تريد معرفته عن الفخار أقدم الحرف اليدوية وأكثرها إبداعا
كتب - علي منصور
الفخار هو الطين المحروق، نتيجة أن الإنسان عرف منذ الأزل كيف يحول الطين إلى مادة صلبة عن طريق الشوي في النار بالأفران (القمائن)، وعرف كيف يشكله ويصنعه ويزججه.
ويمكن تعريف الفخار، بأنه كل ما صنع من طين وتعرض للحرق، فاكتسب صفة الصلابة والمتانة، والطين مجموعة ذرات رسوبية دقيقة تقل حجمها عن 002.مم3 وتتحول مادة لينة عند خلطها بالماء، وتنتج عن تفكك أو تعرية القشرة الصخرية الأرضية ، وتصبح متماسكة عند فقدان الماء. إلا انها تبقى هشة، وتكتسب صلابة عندما تتعرض للحرق. وقد درج على أن يدل الفخار على الاواني دون الدمى والطوب، التي تصنع ايضاً من الطين وتتعرض للحرق.
نبذة تاريخية عن الفخار
الفخار هي من اقدم الحرف التي عرفها الانسان والفخار هو اية شي تم صناعته من طين وهناك نوعان من الطين المدري والطين الحجري الأول يحصل عليه من مجاري الاودية والانهار والهضاب والثاني يحصل عليه من الجبال وهو عبارة عن صخر يتم طحنه ليصبح قابل للعجن. وكلا النوعين من الطين له عدة ألوان الاخضر والابيض والاحمر والاسود والاصفر.
وعادة ما يفرق اصحاب صناعة الفخار بين الطين المدري والطين الحجري ان الأول يحرق على حراراة مابين 950 درجة مئوية حتى 1150 درجة مئوية والثاني يحرق على درجة درجة حرارة ما بين 1200 درجة فما فوق.(للحديث بقية) صنع منه الفخار المسامي وغير المسامي وفي عدة ألوان وأشكال. ومما ساعد في اختراع الفخار الدولاب البطيء ثم السريع الذي أحدث ثورة في كمية الإنتاج في الألفية الرابعة ق.م.
وكان الفخار يجفف في الهواء والشمس ثم يتم إحراقه بطريقة تهوية والتحكم في الهواء ليعطي اللون الأحمر أو الأسود حسب أكاسيد المعادن الموجودة مادة الطين. وكان يزين يصقل قبل الحرق أو بعده. ويلون بأكاسيد المعادن. زأزل مراكز صناعة الفخار في شرق ى سيا كانت في الصين واليابان وكوريا حتى نهاية الألفية الثانية ق.م. اعطاني كتاب عن المتحف واليابان هي التي اكثرت من صناعة الفخار خاصة في سنة 1265 ميلادي.
كان الصينيون يصنعون الفخار بأيديهم. وظلوا منذ سنة 206 ق.م.وحتي سنة 220 م. يصنعون التماثيل الصغيرة والأشياء الفخارية حتي المواقد.وفي سنة 220 م ز ظهر الخزف الصيني وكانت تصدره للهند والشرق الأوسط. وكان عليه رسومات تميزه.
المواد الأولية للفخار
- طين المدر.
- حجر الصربوخ.
- الماء.
- الأصباغ,
- أعشاب وأخشاب جافة (لإشعال نار الفرن).
أدوات صنع الفخار
1- منخل (غربال):
يستخدم لنخل الأتربة وتنقيتها من الشوائب.
2- الدولاب (ويسمى محليا الطاق، والدليوب، والقرص الدوار):
هو عبارة عن صحن دائري مرتبط بعامود سفلي، وقبل نهاية العمود تحيط به أسطوانة دائرية هي موضع قدم الصانع، وبتحريك هذه الاسطوانة بواسطة قدم الصانع يتم دوران القرص (الصحن) العلوي.
3- القوالب الجبسية:
قالب يصمم بشكل آنية تصب فيه العجينة وترفع من القالب بعد تشكيلها.
4- الفرن:
يتم بناء الفرن على شكل كوخ يضيق في تصميمه العلوي حتى ينتهيا بشكل قبة وقد صممت تحت أرضية هذا الفرن سواقي ومسالك هوائية، لتوصيل حرارة اللهب تحت أرضية الفرن.
وتتواصل هذه المسالك بفتحات جانبية إلى داخل الفرن لتحيط بجدرانه من الداخل بنفس درجة الحرارة السفلية لضمان وصول الحرارة واللهب على الفرن من جميع الجهات، وللفرن باب صغير هلالي الشكل يتسع لدخول شخص واحد
5- العربانة:
عربة يد ذات عجلة واحدة يتم دفعها للأمام بعد رفع مقبضيها الخلفيين.
6- المكسار:
مطرقة تستخدم في تجفيف الطين.
7- المقص:
عبارة عن خيط ثبت من كل جانب بقطعة خشبية.
أدوات خلط الطين ونقله
- المنكش أو الحطبة: عبارة عن عصا لها أسنان كالمشط.
- المشية أو المنقاش: أشكال خشبية تستعمل في تشكيل الطين بالأشكال المختلفة المطلوبة (في منطقة ليما).
- المشل: قطعة معدنية على شكل الحرف اللاتيني (z) تستخدم في نظافة الخزف.
- مادرما: قماش
أنواع الأواني الفخارية:
- أواني لحفظ السوائل "القدرة، الزير، الجرة".
- أواني الطهي "الابرمة، الطواجن".
- أواني تخزين الغلال "الصوامع".
- أواني الشرب "القلل والأباريق".
- أواني الطعام "الأطباق، السلاطين، الزبدية".
مناطق إنتاج الفخار المصري
- منطقة النوبة.
- محافظة قنا.
- الوادي الجديد.
- سيناء.
صناعة الفخّار
تتمّ صناعة الفخّار وِفق طُرق، ومراحل مُحدَّدة، وفيما يلي توضيحٌ لها:
1- الموادّ المُستخدَمة:
يُعتبَر التُّراب من الموادّ الأساسيّة المُستخدَمة في صناعة الفخّار، ولا يُقصَد به التُّربة العاديّة التي تُوجَد على سطح القشرة الأرضيّة، بل هي طينة يعود أصل تكوينها إلى الصُّخور الصوّانية (الجرانيتيّة، أو الفلدسباتيّة)؛ حيث تحوَّلت هذه الصُّخور إلى جُزيئات صغيرة بفِعل عوامل الطقس، ومن الموادّ المُستخدَمة أيضاً (المُثبِّتات)؛ وهي الموادّ التي تُحسِّن من تركيبة الطينة، وتُغيِّر درجة مُرونتها، علماً بأنّها تُوجَد على ثلاثة أنواع: المُثبِّتات المعدنيّة، والعُضويّة، والصناعيّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الماء هو أهمّ الموادّ المُستخدَمة؛ حيث يُعَدُّ أساساً لإتمام العمليّة.
2- تحضير العجينة:
يتمّ في البداية استخراج الطينة، وجَلْبها إلى الوَرشة، ثمّ تُهرَس بواسطة المطرقة إلى أن تُصبِح مسحوقاً خالياً من الشوائب، ثمّ يُوضَع هذا المسحوق الطينيّ في أحواض مائيّة، ويُترَك مُدَّة تتراوح من 4-9 أيّام، وينتج عن ذلك ما يُسمَّى ب(السائل الطينيّ)، ثمّ تتمّ تصفية هذا السائل بواسطة المناخل إلى أن يُصبِح خالياً من الشوائب تماماً، ويُترَك على مُسطَّحات مكشوفة؛ وذلك ليتبخَّر الماء منه، ويُنقَل بعد ذلك إلى مكان ظليل، ورَطْب؛ للحفاظ على مرونته، ثمّ يتمّ عَجْن الطينة بواسطة الأَرجُل، والأيدي بشكلٍ مُتكرِّر، وتجدُر الإشارة إلى أنَّه يُمكن في أثناء ذلك إضافة المُثبِّتات بأنواعها؛ وِفقاً لدرجة لُيونة العجينة.
3- تشكيل الفخّار:
بعد تجهيز العجينة الطينيّة، تبدأ عمليّة تشكيل الفخّار بأشكالٍ مُختلفة (حسب الطلب)، ويتمّ التشكيل بعدَّة تقنيات، وأساليب، أقدمها هو التشكيل باستخدام الأيدي؛ حيث كان يتمّ لَفُّ العجينة على شكل حِبال، أو شرائح، ثمّ وَضْعها فوق بعضها البعض، وقد ظهر بعد ذلك أسلوب التشكيل باستخدام الدُّولاب؛ حيث يتمّ تقسيم كُرات طينيّة تتناسب مع حجم الآنية المُراد تشكيلها، ووَضْعها على مركز قُرْص الدُّولاب، ثمّ يبدأ الصانع بتدوير الدُّولاب، ووَضْع التصميم الأوَّلي للشكل المَطلوب، وتُترَك العجينة بعد ذلك إلى أن تجفّ قليلاً، ثمّ يتمّ إرجاعها إلى الدُّولاب، ويُستخدَم المِكشَط؛ لتسويتها، وترقيق بدنها، ويمكن في هذه المرحلة وَضْع بعض الزخارف عليها، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ هناك طريقة أُخرى للتشكيل، وهي التشكيل باستخدام القالب؛ حيث يتمّ وَضْع العجينة الطينيّة داخل قوالب مُخصَّصة، وضَغْطها إلى أن تُصبِح بالشكل المطلوب.
4- التجفيف:
بعد تشكيل العجينة الطينيّة بالشكل المطلوب، يتمّ وَضْعها في الظلّ -على أن يكون المكان رطباً- إلى أن تتصلَّب تماماً، ثمّ تُنقَل إلى مكان مُعرَّض لأشعَّة الشمس؛ للحدِّ من رُطوبتها.
5- الحَرْق، أو التفخير:
بعد تجفيف العجينة الطينيّة طبيعيّاً، يتمّ إدخال الأواني المُشكَّلة إلى أفران خاصَّة، أو مَواقِد مَكشوفة، أو حُفَر في الأرض، وتحت درجات حرارة مُحدَّدة؛ وِفقاً لتركيبة الطينة (الطينة الحمراء، والبيضاء)، حيث ينتجُ الفخّار عن عمليّة الحَرْق هذه.
الفرق بين الفخّار والخزف:
يعتقد الكثيرون أنَّ الخَزف، والفخّار يتشابهان، وأنَّه لا يُوجَد فرق بينهما، إلّا أنَّه في الحقيقة تُوجَد بعضُ الاختلافات بينهما، ويمكن توضيح هذه الاختلافات وِفقاً لبعض المَعايير، والخصائص، من أهمِّها:
1- المقدرة على رَشْح الماء:
يسمح الفخّار للماء، أو السوائل بشكلٍ عامّ بالرشح من خلاله، أمَّا الخَزف فلا يمكن للماء، والسوائل أن تَرشح من خلاله؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنَّ المادّة الزُّجاجيّة التي يُطلَى بها الخَزَف قد سدَّت كافَّة المسامات الموجودة فيه.
2- المُقاوَمة للخَدْش:
يُعتبَر الفخّار من الموادّ القابلة للخَدْش، ومن الجدير بالذكر أنَّه يُمكن خدشه بسهولة بواسطة سكّين، أو أداة حادَّة، أمّا الخَزف فهو غير قابلٍ للخدش أبداً؛ ويعود السبب في ذلك إلى وجود المادَّة الزُّجاجيّة التي تتميَّز بمُقاوَمتها للخَدْش.
3- المقدرة على كَشْف الضُّوء:
يتميَّز الفخّار بعدم مقدرته على كشف الضُّوء؛ فهو مادَّة مُعتمة، ولا يسمح للضُّوء بالمرور من خلاله، أمّا الخَزف فقد يسمح للضُّوء بالمرور من خلاله، ومثال ذلك الخَزف الصينيّ.
4- اللون:
قد يكون لون الفخّار -دون النظر إلى الطلاء- أسود، أو أحمر، أو رماديّاً، أمّا الخَزف فقد يكون -قَبلَ طِلائه- بألوان مُختلِفة.
5- طريقة الصُّنع:
يَنتُج الفخّار بعد أن يتمّ وَضْع الطين في الفُرْن، أمّا الخَزف فيَنتُج عن طريق تزجيج الفخّار.
لتعلم الحرف اليدوية مجانًا وبشكل أكاديمي احترافي منظم تابعوا هذه القناة Crafty Workshop