بالفيديو.. كل ماتريد معرفته عن تصنيع الأحذية من الجلد الطبيعي
كتب - علي منصور
بدأت صناعة الأحذية مع الصيادين القدماء الذين ابتكروا طريقة لتغطية أنفسهم وخاصة أرجلهم باستخدام جلد الحيوان الطبيعي بالإضافة إلى الأوراق النباتية وربط أجزائها وعمل أحذية منها. الأحذية في القديم كانت عملية جدا وللفئة العاملة فقط ولكن في منتصف القرن 18 أصبحت صناعة الأحذية تجاريا اكثر فقد قامت المحلات ببيع الأحذية لعامة الناس واتخذوا منها شكل تكميلي للباس أو الزي.
ومع زيادة الحروب زاد الطلب على صناعة الأحذية وبذلك شهد العالم تطور في آلات صناعة الأحذية ومن ثم تم أنشاء مصانع خاصة وبالتالي بدء استيراد وتصدير الأحذية بدءا من ايطاليا ثم البرتغال واسبانيا وصولا في الآونة الأخيرة للهند والصين.
بحلول عام 1750 بدأت صناعة الأحذية بالأدوات والطرق البدائية وحيث كان يدويا ومن ثم أصبح هناك إنتاج صناعي للأحذية ولكن لازالت الكثير من دور الأزياء يتجهون للصناعة اليدوية للأحذية وخاصة المصنوعة من الجلد لجودتها وقيمتها العالية. وصناعة الأحذية ليست مقتصرة على نوع واحد فقط بل تنتج أنواع مختلفة منها الصنادل والأخفاف والكعب بأنواعه وغيرها، وأيضا تستخدم مواد مختلفة لتصنيعها كالجلد والخشب والمطاط والبلاستيك وغيرها من المواد.
تاريخ صناعة الأحذية
يعدّ المصريون القدماء أوّل من صنع الأحذية بواسطة لبادات من الجلد أو من ورق البردى تُشد على القدمين باستخدام رباطين وحتى يحموا القدم (الإبهام) كانوا يرفعون مقدمتها للأعلى، ثمّ قام الرومان بصناعة متطورة للحذاء كانت تسمى بـ "كالسيوم" ويتكوّن من ثمانية شقوق على الجنبين ومربط يتمّ عقده في المقدمة، وكانت له أنواع مختلفة، ثم تطوّرت صناعة الأحذية مع مرور الوقت لتصبح " المقسين" وهو حذاء ليس له كعب ويصنع من الجلد الناعم، والذين يستخدمونه الهنود الحمر والأسكيمو، أمّا فيما يتعلّق بالحذاء الحديث فيعود أصلها إلى الحروب الصليبية والذين كانوا يذهبون لمسافات بعيدة للحج ويحتاجون الحذاء لحماية أقدامهم، من هنا أصبحت الحاجة لصناعة حذاء يدوم طويلاً، ثم تطوّرت وأصبح هناك أحذية جلدية ظهرت في إيطاليا وفرنسا وإنجلترا.
أصبحت الأحذية عُرضة إلى تقلبات الموضة فمثلاً في زمن ملك إنجلترا "جيمس الأول" انتشرت موضة الأحذية ذات الكعب العالي، بالإضافة الىموضة الأحذية المصنوعة من الجلد الناعم جداً، وفي العام 1629 دخلت صناعة الأحذية الى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال " ثوماس بيرد".
أنواع الجلود الطبيعية التي تستخدم في صناعة الأحذية
1- جلد الأفعي:
من اكثر أنواع الجلود المحببة لدى الكثير من النساء، حيث انه يتمتع بالمرونة العالية و النعومة أيضأ، وهو ذو أشكال هندسية مسدسة رائعة المنظر، و ترتفع قيمتها المالية كلما كان عمر الأفعي اكبر و أيضا طريقة معالجتها قبل الصنع، يصنع منه الأحذية والحقائب والمحافظ.
2- جلد النعام:
يتميز بوجود بروز على سطحه هي تلك منابت الريش، و هو من أكثر الأنواع ندرة وفخامة، هو جلد ناعم جدا و سميك في نفس ذات الوقت، الأمر الذي جعله مطلب لكثير من النساء لاقتنائه، ويصنع منه الأحذية والحلى والمحافظ، وحقائب السفر وبعض الملابس.
3- جلد القاطور:
القاطور هو حيوان مائي يشبه التمساح في تكوينه، و له جلد سميك ذو خامة فاخرة و جودة عالية وأيضا مظهره فريد من نوعه، يتم الحصول عليه من جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتواجد هناك بكثرة، وهو شديد التحمل وقوى، يستخدم في صنع الأحذية وحقائب اليد.
4- جلد سمك الراي اللاسع:
هي أحد أنواع الأسماك التي تدخل جلودها في صناعة الأحذية والحقائب، وتتميز بانها جلود شديدة القوة وأيضا مقاومة للنار و هو قوى صلب كالبلاستيك، لذا يصعب تشكيله والعمل عليه، وهو ذو سعر مرتفع لانفراده بقوة تحمله وأيضا صعوبة العمل عليه ومدى احتراف صانع الأحذية الذي يعيد صقله مرة أخري.
مراحل صناعة الأحذية
تمر صناعة الأحذية بعدة مراحل وهي كالتالي:
1- مرحلة دباغة الجلود:
وهي العملية التي من خلالها يتم تنظيف الجلد الحيواني بإضافة بعض المواد اليه ثم تنظيفع من الشعر أو الوبر ليصبح طرياً وناعم الملمس.
2- مرحلة المقاسات:
حيث يوجد مقاسات عالمية متبعة في صناعة الحذاء ثم يتم قص الجلد حسب المقاسات.
3- مرحلة التجميع:
وهي المرحلة التي من خلالها يتم تجميع أجزاء الحذاء بواسطة آلات خاصة إما بالخياطة أو باللصق.
4- مرحلة التنقيح والتلميع:
وهي التي يتم بها تلميع الحذاء وصبغه بعدة ألوان.
كيف تُفرق بين الجلد الطبيعي والصناعي؟
من المعروف أن هناك العديد من المنتجات المصنوعة من الجلود، ويصعب على المشتري التمييز بين إذا كان المنتج مصنوع من الجلد الأصلي أم من الجلد المزيف لأنه يُصنع بشكل قريب جدًا من الجلد الأصلي، فهناك بعض الصفات للجلد الأصلي لا يمكن تقليدها، وهناك حيل يمكن استخدامها لمعرفة ما إذا كان الجلد أصلي أم لا، ومنها:
1- اختبار قطرة الماء:
الجلود الأصلية تمتص الماء، فإذا قام المشتري بوضع قطرة ماء عليها سوف تمتصها، أما إذا تم وضع قطرة الماء على جلد مزيف فإن قطرة الماء ستبقى على سطح الجلد، لأنه وعلى الرغم من مرور زمن طويل على عملية صناعة الجلود المزيفة إلا أنها لم تتمكن من جعل الجلد قادر على امتصاص الماء لأنها سمة طبيعية للجلد.
2- السطح:
شكل سطح الجلد الأصلي يختلف عن سطح الجلد المزيف، وذلك لأن الجلد الأصلي مصنوع من جلد الحيوان؛ فسيكون على سطحه تشققات وبقع، بينما الجلد المزيف رغم المحاولات للوصول لهذا النمط إلا أنها قد تصل إلى نمط مناسب من هذه الشقوق ولكن سيبقى واضحًا أنه ليس حقيقي وإنما صناعي، وهذه طريقة يصعب تمييز الجلد الأصلي من المزيف فيها.
3- الرائحة:
يكون الفرق بين رائحة الجلد الأصلي ورائحة الجلد المزيف، بأن الجلد الأصلي له رائحة مميزة فهو بالأصل تكون رائحته عفنة ويتم التحسين عليه للتخفيف من هذه الرائحة، أما الجلد المزيف فتكون رائحته كرائحة البلاستيك.
4- الانحناء:
كما أن من خصائص الجلد الأصلي الانحناء؛ فيمكن ثني الجلد الأصلي وعند ثنيه يتغير لونه قليلًا أما الجلد المزيف ورغم المحاولة في عملية صناعة الجلود المزيفة إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على هذه الخاصية؛ فالجلد المزيف يصعب ثنيه وبالتالي لا يتغير لونه.
كورس لتعلم الجلد الطبيعي عملي بشكل كامل ومجاني تعلم تصنيع الجلد الطبيعي بكل بساطة الآن مع Crafty Workshop من هنا