هل يشكل تطور الذكاء الاصطناعي كارثة للبشر؟
تختلف المواقف والدراسات العالمية بشأن التطور السريع للذكاء الصناعي، وبينما تؤكد معطيات بعض مراكز الدراسات التي تبحث الذكاء الصناعي أن نجاحاته ستساعد البشرية على التقدم والتطور في شتى المجالات، تشير دراسات أخرى إلى خطورته المذهلة.
فهل حان وقت الخوف من الذكاء الاصطناعي والاستعداد لنهاية العالم على يد الآلات؟ ربما لا، فقد ينتهي الأمر بعلاقة متينة تصل حدود الزواج بين البشر والروبوتات. وقد تكون النتيجة نعم فقد يعبد البشر الآلات في المستقبل بعد أن تكون لها الكلمة الفصل في إنهاء الجنس البشري.
يرى المهتمون بهذا الشأن ان مستقبل الإنسان مُرعب حقا وسط هذه الطفرة المذهلة للذكاء الاصطناعي، فالاستغناء عن القوة البشرية مقابل استيعاب الآلة والحواسيب قد بدا جليا، وأصبح التفكير صعبا جدا في نوع الأعمال التي قد يعمل بها البشر، خاصة مع ما يشهده العالم من ظهورٍ حقيقي لأنماط وظيفية غير اعتيادية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستجعل مستقبل البشر غامضا وتجعل التنبؤ به صعبا للغاية، خاصة وقد أُعلن منذ فترة عن روبوتات تؤدي وظائف طبية عديدة، منها مهمة سحب الدم من المرضى بدقة عالية تفوق قدرة الأطباء البشر في الوصول إلى الشرايين الرئيسية وبدون مضاعفات قد تتسبب في أضرار للمرضى.
وقد تبدو هذه التطورات المحتملة للذكاء الصناعي، التي لا تكُف السينما ووسائل الإعلام عن الحديث عنها، منطقية وشرعية، خصوصًا إذا علمنا أن شخصيات مؤثرة مثل «ستيفن هوكينغ» و«إلون ماسك» و«بيل غيتس» أعلنوا بدورهم أن التطور المهول لهذه التقنيات ربما يمهد لفناء الجنس البشري.
بدأت تقنيات الذكاء الصناعي فعلًا تطرق مجالات كانت تُعتَبر في وقت مضى حكرًا على الإنسان، بدءًا بالقيادة الآلية الآمنة، والتفوق على أبطال العالم في لعبتي الشطرنج و«غو» والكشف المبكر عن السرطان، وانتهاءً بأشياء مثل الكتابة وتأليف الموسيقى والرسم.
لكن، وفي ظل كل التقدم الحاصل في هذا المجال، هل يعني هذا أن المستقبل سيكون تحت سيطرة الآلات الذكية؟ هل ستتمكن البيانات الضخمة والتعلم العميق وتعلم الآلة من التوصل إلى تقنيات ذكاء صناعي توازي في عملها ذكاء الإنسان وتتفوق عليه؟
إلّا أنّ معظم الخبراء المشاركين، المتفائلين منهم وغير المتفائلين، عبّروا عن مخاوفهم من تأثير هذه الأدوات على العوامل الأساسية للطبيعة البشرية على المدى البعيد. وكان قد طُلب من جميع المشاركين في هذه المبادرة شرح السبب الذي يدفعهم إلى الاعتقاد بأنّ الذكاء الصناعي سيحسّن أوضاع البشر أم سيؤدي إلى تراجعها.
وتندرج أهم التهديدات في الذكاء الصناعي ومستقبل البشر: إذ يعبّر خبراء عن مخاوفهم ويقترحون الحلول. وقد يعيش الأفراد حالة من خسارة السيطرة على حياتهم حينما تتولّى أدوات «الصندوق الأسود» المعتمدة على برامج كومبيوترية تلقائياً مسألة اتخاذ القرارات في المواضيع الأساسية، فيخسر البشر سيطرتهم على سير هذه الأمور. وسيتعمق هذا التأثير أكثر مع انتشار الأنظمة الآلية وزيادة تعقيدها.
سوء استخدام البيانات: ويتمثل في استخدام البيانات والمراقبة في أنظمة معقّدة مصممة لجني الأرباح أو لممارسة السلطة. ويقع معظم أدوات الذكاء الصناعي أو سيقع في أيدي الشركات الهادفة إلى الربح أو الحكومات المتعطشة إلى السلطة. وغالباً ما تفتقر الأنظمة الرقمية إلى القيم والأخلاق التي تعتمد على ترك مسألة اتخاذ القرار للناس أنفسهم.
خسارة الوظائف: سيطرة الذكاء الصناعي على فرص العمل ستزيد من الانقسامات الاقتصادية وتؤدي إلى ثورات اجتماعية.
زيادة التبعية: تراجع مهارات الأفراد الإدراكية والاجتماعية والحياتية، إذ بينما يرى الكثيرون في الذكاء الصناعي فرصة لمضاعفة الإمكانات البشرية، فإنّ آخرين يرون العكس، ويتوقعون زيادة اعتماد البشر على الشبكات المدفوعة بالآلات وتضاؤل قدرة الناس على التفكير لخدمة مصالحهم.
الدمار (أسلحة ذاتية، وجريمة سيبرانية، وتحويل المعلومات إلى أسلحة): يرى البعض في المستقبل مزيداً من التراجع في البنى الاجتماعية - السياسية التقليدية ويتوقعون خسارة كبيرة في الأرواح نتيجة النمو المتسارع للتطبيقات العسكرية الآلية وتحويل المعلومات إلى سلاح على شكل أكاذيب وبروباغندا لضرب استقرار المجموعات البشرية؛ حتى إن البعض يتخوّف من نجاح القراصنة والمجرمين الإلكترونيين في الوصول إلى الأنظمة الاقتصادية.
أما الحلول المقترحة فتتوجه نحو تأمين جوانب الصالح العالمي في الدرجة الأولى، مثل: تعزيز التعاون البشري عبر الحدود ومجموعات الأطراف المؤثرة: أي تطوير التعاون الرقمي الهادف إلى خدمة المصالح البشرية بشكل أفضل ووضعه في سقف الأولويات. ولا بدّ من إيجاد وسائل تمكّن الناس حول العالم من التوصل إلى تفاهمات واتفاقات مشتركة.
عتماد أنظمة مبنية على القيم: تطوير سياسات لضمان توجيه الذكاء الصناعي نحو «الإنسانية» والصالح العام، واعتماد «عقلية إنشاء المشاريع المبتكرة غير الربحية» لبناء شبكات ذكية شاملة لا مركزية «مصبوغة بالتعاطف» مهمتها مساعدة البشر، منح الأولوية للأشخاص: تعديل النظم السياسية والاقتصادية لمساعدة البشر بشكل أفضل على «التسابق مع الروبوتات»، وإعادة توجيه الأنظمة الاقتصادية والسياسية نحو توسيع إمكانات وقدرات البشر بهدف زيادة التعاون البشري مع الذكاء الصناعي وضبط الاتجاهات التي قد تؤدي إلى تراجع أهمية البشر في وجه الذكاء المبرمج.
على العالم أن يبقي الأسلحة الفتاكة تحت تحكم بشري
دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم الجمعة إلى بذل جهود عاجلة لضمان بقاء البشر متحكمين في الأسلحة الفتاكة باعتبارها خطوة نحو حظر ”الروبوتات القاتلة“، وقال ماس أمام مؤتمر للحد من انتشار الأسلحة في برلين إن هناك حاجة لوضع قواعد للحد من تطوير واستخدام أسلحة يمكنها أن تقتل دون تدخل بشري.
ويخشي المعارضون للفكرة من أن تزايد استخدام الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الصاروخية التي يتم تفعيلها ذاتيا والتي أصبح تصنيعها ممكنا بفضل تقنيات جديدة وبفضل الذكاء الاصطناعي قد يؤدي لإمكانية اختراقها أو خلل فيها فيحولها إلى العمل بشكل خارج عن السيطرة، ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر عالمي على مثل تلك الأسلحة لكن النقاشات لم تسفر حتى الآن عن التزام واضح يفضي لإبرام معاهدة.
كيف تستفيد النخبة من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في استثماراتهم؟
قد يبدو الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أشبه بأفلام الخيال العلمي، لكن البنوك الكبرى، وشركات الأسهم الخاصة، وصناديق التحوط، تقوم بالفعل بنشر تقنيات الجيل القادم للاستفادة منها في استثماراتها.
تستخدم "سيتي غروب" التعلم الآلي لإصدار توصيات للعملاء تتعلق باستثماراتهم وأسهمهم، كما تعتمد شركات التداول عالية التردد على أدوات التعلم الآلي لقراءة تحركات الأسواق المالية والتفاعل معها بسرعة، كما طورت بنوك الاستثمار وإدارة المحافظ مثل بانجورا لإدارة الأصول، التي تدير استثمارات قيمتها 43 مليار دولار، خوارزميات معقدة لاختبار أفكار استثمارية متطورة.
وقال مايك تشين مدير محفظة الأسهم في بنك الاستثمار بانجورا، ومقرها بوسطن لـCNN، على هامش قمة الاستثمار البديل لجزيرة كايمان: "كل شيء عقلاني، فهي تستبعد المشاعر والانفعالات البشرية".
لا تعد الكثير من التكنولوجيا التي يستخدمها نخبة المستثمرين جديدة حقًا، وتعتبر الشركات المالية أكثر قدرة على تسخير قوة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لأن أجهزة الكمبيوتر الحالية يمكنها معالجة المعلومات بشكل أسرع، وزادت البيانات بشكل كبير عما كانت عليه قبل سنوات.
إدارة ترامب تدعم تكنولوجيا الذكاء الصناعي
قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب سيوقع أمرا تنفيذيا يطلب من الوكالات الاتحادية تخصيص مزيد من الموارد والاستثمارات للبحث والتدريب في تكنولوجيا الذكاء الصناعي ودعم هذا المجال، وبموجب المبادرة الأمريكية للذكاء الصناعي، فإن الإدارة ستوجه الوكالات لمنح الأولوية للاستثمار في الأبحاث وجهود التطوير الخاصة بالذكاء الصناعي وزيادة إمكانية الحصول على البيانات الاتحادية والنماذج المطلوبة لهذه الأبحاث وإعداد الموظفين للتكيف مع عصر الذكاء الصناعي.
وقال المسؤول الأمريكي في مؤتمر عبر الهاتف إنه لم يتم الإعلان عن مخصصات مالية محددة للمبادرة، مضيفا أنها دعت إلى تحسين مستوى التقارير وعملية مراقبة الإنفاق الخاص بأبحاث وجهود تطوير تكنولوجيا الذكاء الصناعي.
وتهدف المبادرة إلى ضمان تفوق الولايات المتحدة في أبحاث وتطوير الذكاء الصناعي والمجالات المرتبطة به مثل الصناعات المتقدمة والحوسبة الكمية، وقال ترامب في خطاب حالة الاتحاد الأسبوع الماضي إنه مستعد للعمل مع المشرعين لضخ استثمارات جديدة وهامة في البنية التحتية، بما في ذلك الاستثمار في الصناعات المتقدمة في المستقبل، ووصف ذلك بأنه ”ضرورة“، وقال المسؤول الأمريكي الكبير ”الذكاء الصناعي شيء يمس كل جانب من جوانب حياة الناس“. وأضاف ”ما تحاول هذه المبادرة القيام به هو جمع كل هؤلاء تحت مظلة واحدة وإظهار كيف هي واعدة هذه التكنولوجيا للشعب الأمريكي“.
وتقول شركات وخبراء إن الذكاء الصناعي والتعلم الآلي المتعمق يثيران مخاوف أخلاقية بشأن التحكم والخصوصية وأمن الإنترنت، ومن المتوقع أن يؤديان إلى إلغاء وظائف في مختلف الصناعات.
برنامج سري في البنتاجون
يعمل الجيش الأمريكي على زيادة الإنفاق على برنامج أبحاث سري لاستخدام الذكاء الاصطناعي في توقع إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية بالإضافة إلى متابعة منصات الإطلاق المتحركة في كوريا الشمالية وغيرها واستهدافها.
ولم ينشر سوى القليل عن هذا البرنامج كما أن التفاصيل القليلة المتاحة على الملأ عنه مغمورة في مصطلحات يكاد يكون من المستحيل فك شفرتها في ميزانية وزارة الدفاع (البنتاجون)، غير أن مسؤولين أمريكيين مطلعين على الأبحاث قالوا لرويترز إن هناك عددا من البرامج السرية التي تنفذ الآن لاستكشاف كيفية تطوير نظم تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحسين حماية الولايات المتحدة من خطر التعرض لضربة صاروخية نووية.
وقال أكثر من ستة مصادر إنه إذا نجحت هذه الأبحاث فستصبح أنظمة الكمبيوتر تلك قادرة على التفكير والبحث في كميات هائلة من البيانات بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وذلك بسرعة ودقة تفوقان قدرات البشر بحثا عن أي علامات على الاستعداد لإطلاق صاروخ، ومن المصادر التي استند إليها هذا التقرير مسؤولون أمريكيون تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأن الأبحاث سرية.
وبهذا التحذير المسبق ستتمكن الولايات المتحدة من متابعة الخيارات الدبلوماسية إذا كان الهجوم وشيكا وسيصبح لدى الجيش المزيد من الوقت لمحاولة تدمير الصواريخ قبل إطلاقها أو اعتراضها، وقال أحد المسؤولين ”يجب أن نبذل كل ما هو في طاقتنا للعثور على الصاروخ قبل إطلاقه ونزيد من صعوبة إطلاقه“.
وقال عدة مسؤولين أمريكيين كما بينت وثائق الميزانية أن إدارة ترامب اقترحت زيادة التمويل في ميزانية العام المقبل لأكثر من ثلاثة أمثاله ليصل إلى 83 مليون دولار لبرنامج واحد من برامج الصواريخ التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ولم يسبق نشر شيء عن هذه الزيادة في التمويل، ورغم أن المبلغ لا يزال صغيرا نسبيا فهو ليس سوى مؤشر واحد على الأهمية المتزايدة لأبحاث نظم التصدي للصواريخ التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة موقفا أكثر تأكيدا للذات على الصعيد العسكري من جانب روسيا وتهديدا نوويا كبيرا من كوريا الشمالية، وقال بوب ويرك أحد أنصار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي كان نائبا لوزير الدفاع حتى يوليو تموز الماضي دون الإشارة إلى أي مشروعات بعينها ”ما يتيحه لك الذكاء الاصطناعي... هو العثور على الإبرة وسط كومة القش“.
وقال أحد المطلعين على البرامح إنها تتضمن مشروعا تجريبيا يتركز على كوريا الشمالية. وتشعر واشنطن على نحو متزايد بالقلق من تطوير بيونجيانج للصواريخ التي يسهل نقلها ويمكن إخفاؤها في الأنفاق والغابات والكهوف، ولم يسبق نشر شيء عن وجود برنامج يتركز على كوريا الشمالية، ورغم أن هذا المشروع ظل طي الكتمان فقد أوضح الجيش الأمريكي اهتمامه بالذكاء الاصطناعي. وكشف البنتاجون على سبيل المثال عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأشياء من فيديو تم تصويره ببرنامج للطائرات بلا طيار في إطار مسعى بدأ العام الماضي باسم (المشروع مافن)، ومع ذلك يقول بعض المسؤولين الأمريكيين إن الانفاق على الذكاء الاصطناعي عموما في برامح الجيش لا يزال غير كاف.
سباق تسلح بالذكاء الاصطناعي
يخوض البنتاجون سباقا مع الصين وروسيا لزيادة استغلال الذكاء الاصطناعي في آلته الحربية لتطوير نظم ذاتية أكثر تطورا يمكنها اكتساب خبرات من أجل تنفيذ مهام محددة، ولا تزال أبحاث البنتاجون في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد التهديدات الصاروخية المحتملة ومتابعة منصات الإطلاق المتحركة في بداياته كما أنه عنصر واحد من جهد شامل.
وقال المسؤولون إن هذا المشروع يشارك فيه باحثون من المؤسسة العسكرية ومن القطاع الخاص في منطقة واشنطن العاصمة، ومن أجل تنفيذ الأبحاث يعمل المشروع على الاستفادة من الخدمة السحابية التجارية التابعة لمجتمع الاستخبارات بالبحث عن أنماط أو أشكال غريبة في البيانات بما في ذلك الرادارات المتطورة التي يمكنها أن تخترق العواصف والغطاء النباتي، وأشارت وثائق الميزانية التي اطلعت عليها رويترز إلى خطط للتوسع في التركيز على برنامج منصات إطلاق الصواريخ المتحركة ليشمل بقية المجموعة التي تطلق عليها وزارة الدفاع 4 زائد 1 وتشمل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية والجماعات الإرهابية.
الذكاء الصناعي الصيني يهدد التوازن العسكري العالمي
حذرت مؤسسة أمريكية للأبحاث من أن تكنولوجيا الذكاء الصناعي الصينية وتطويرها قد تشكل تهديدا للتوازن الاقتصادي والعسكري للقوى العالمية، واستشهد تقرير المؤسسة بأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الصناعي في الأغراض العسكرية.
وكانت الصين قد أعلنت في يوليو/تموز الماضي عن خططها القومية لتطوير الذكاء الصناعي، ودعت إلى اللحاق بركب الولايات المتحدة، وقال خبير تكنولوجي إن الانتقادات الموجهة قد تمثل "مبارزة" بين طرفين، وقال تقرير صادر من مركز الأمن الأمريكي الجديد، الذراع البحثية للاستخبارات الأمريكية :"لم تعد الصين في مركز أقل تكنولوجيا بالنسبة للولايات المتحدة، بل أصبحت تنافس بحق ولديها القدرة على التفوق على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الصناعي".
ماذا لو كانت المخلوقات الفضائية التي نبحث عنها شكلا من أشكال الذكاء الصناعي، وأضاف التقرير، الذي استشهد بوثائق متاحة :"يستثمر الجيش الصيني في عدد من المشروعات ذات الصلة بالذكاء الصناعي، كما تتعاون معاهد بحثية تابعة للجيش الصيني مع قطاع الصناعات الدفاعية الصينية".
وقال :"يتوقع الجيش الصيني استخدام الذكاء الصناعي في تغيير أساسي لطبيعة الحروب".
الروبوت القاتل، قالت إلزا كانيا، المشرفة على التقرير، إن بعض مؤسسات البحث التابعة للجيش الصيني تتوقع "التفرد" في ميدان المعركة، حيث لا يستطيع العنصر البشري مواكبة سرعة القرارات التي تديرها الآلة خلال المعركة.
وتدعو سياسة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" حاليا إلى دور بشري في الخطوات الهجومية التي تنفذها الآلات، في حين تدرس الأمم المتحدة الدعوة إلى حظر استخدام الأسلحة المستقلة في ميدان المعركة.
وكتبت كانيا :"قد يستفيد الجيش الصيني من الذكاء الصناعي بطرق فريدة وربما غير متوقعة، قد تكون أقل تقييدا على الأرجح مقارنة بالمخاوف القانونية والأخلاقية في الفكر الأمريكي".
وقال نويل شاركي، رئيس حملة "أوقفوا الروبوت القاتل"، لبي بي سي إن اجتماعه مع مسؤولين صينيين أبرز عدم وجود رغبة في تطوير مثل هذه الأسلحة.
وأضاف :"يبدوا أنهم متخوفون مما يفعله الغرب، وأعربوا عن رغبتهم في منع مثل هذه الأسلحة، لذا قد يعتبر الوضع أشبه بمبارزة (بين طرفين)"، ويتفق شاركي مع القول بأن الصين قد تلحق بركب الغرب "في غضون خمس سنوات".
وقال :"يوجد الكثير من الطلاب الصينيين في مجال بحوث الذكاء الصناعي وفي شركات مثل بايدو وعلي بابا وتينسينت، وهي جميعا تقوم بأشياء مثيرة للاهتمام. كما تملك شركة بايدو أكثر من 60 منصة مختلفة للذكاء الصناعي واستثمرت مليار دولار فضلا عن شراء شركات غربية في مجال الذكاء الصناعي".
كما نبه إريك شميت، رئيس شركة "ألفابيت" الشركة الأم لغوغل، إلى إمكانيات الصين في الذكاء الصناعي. وقال خلال مؤتمر استضافته واشنطن أخيرا :"افترض أن تستمر قيادتنا خلال السنوات الخمس المقبلة، وسوف تلحق الصين بالركب بسرعة شديدة. لذا وخلال خمس سنوات سنكون على قدم المساواة، على الأرجح".
وأطلعت وكالة رويترز للأنباء على وثيقة غير معلنة من البنتاغون تحذر في وقت سابق من العام الجاري من تمكن شركات صينية من الإفلات من المراقبة الأمريكية، فضلا عن توصلها إلى تكنولوجيا أمريكية حساسة في مجال الذكاء الصناعي يمكن أن يكون لها تطبيقات عسكرية.
كما أشار تقرير حديث من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى نمو القوة التكنولوجية الصينية.
وقال التقرير إن عدد براءات الاختراع المسجلة في تكنولوجيات الذكاء الصناعي في أبرز خمسة مكاتب لحقوق الملكية الفكرية سجلت زيادة بنحو 6 في المئة سنويا في المتوسط خلال الفترة من 2010 إلى 2015، تتصدرها اليابان.
وتسهم اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة معا بما يزيد على 62 في المئة من طلبات تسجيل براءات الاختراع ذات الصلة بالذكاء الصناعي، غير أن طلبات التسجيل من جانب تقديم الصين وتايوان تزيد زيادة كبيرة.
الصين تبني مجمعا لأبحاث الذكاء الصناعي بملياري دولار
قالت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) إن بكين تخطط لبناء مجمع لأبحاث الذكاء الصناعي بقيمة 13.8 مليار يوان (2.12 مليار دولار) في غرب العاصمة في إطار سعي البلاد لتحقيق طموح الريادة العالمية في هذا المجال بحلول عام 2025.
ونقلت شينخوا عن تقرير للسلطات في حي مينتوقوه أن المجمع سيضم ما يصل إلى 400 شركة بإنتاج سنوي يصل إلى 50 مليار يوان، وأضافت أن مجموعة تشونغقوانغسون للتنمية مطورة المشروع ستبحث عن شراكة مع جامعات أجنبية وستبني معملا للذكاء الصناعي ”على المستوى المحلي“ في المنطقة، ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين من مجموعة تشونغقوانغسوان للتنمية وممثلين من حي مينتوقوه للتعليق.
وتأتي خطة الصين لتطوير قطاع الذكاء الصناعي في ظل تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن بشأن التطبيقات التنافسية للذكاء الصناعي في التكنولوجيا العسكرية، وقال مجلس الدولة (الحكومة الصينية) إن الصين تسعى لتعزيز الصناعة المحلية في القطاع إلى أكثر من 150 مليار يوان بحلول عام 2020 وإلى 400 مليار يوان بحلول عام 2025، ومحليا كشفت الصين عن سلسلة خطط لدعم الكفاءات والاستثمارات والأبحاث في القطاع وحثت شركات القطاع العام والخاص والشركات العسكرية على التعاون بشأن تحقيق الأهداف الوطنية للذكاء الصناعي المذكورة في خارطة طريق التنمية المعلنة في عام 2017.
كما جذب قطاع الذكاء الصناعي المزدهر في الصين شركات أجنبية أيضا. وفي الشهر الماضي أعلنت شركة جوجل المملوكة لألفابت أنها ستطلق فريقا للذكاء الصناعي يتخذ من بكين مقرا له ويركز على كفاءات البحث المحلية على الرغم من أن الصين ما زالت تحجب محرك البحث الأمريكي العملاق.
ألمانيا تعتزم استثمار ثلاثة مليارات يورو في الذكاء الصناعي
خصصت الحكومة الألمانية نحو ثلاثة مليارات يورو لعمليات الأبحاث والتطوير في مجال الذكاء الصناعي، بينما تسعى قاطرة أوروبا الاقتصادية إلى تضييق الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة وآسيا في الابتكارات التي تقودها البرمجيات.
والمبلغ الكبير الذي سيجري إنفاقه حتى 2025 والمنصوص عليه في مسودة الورقة التي اطلعت عليها رويترز وتحمل اسم (ذكاء صناعي مصنوع في ألمانيا)، هو مقياس لحجم القلق الذي تشعر به برلين إزاء التحديات التي تشكلها التكنولوجيا الرقمية والذكاء الصناعي للصناعات التقليدية الألمانية التي تركز على التصدير، وتشدد الوثيقة كذلك على أوجه ”السياسة الاجتماعية والخاصة بالعمل“ للذكاء الصناعي، إذ تعكس قلقا في ألمانيا من الطريقة التي قد يخل بها التغير التكنولوجي الجامح بالنماذج الاجتماعية القائمة.
وجاء في الوثيقة ”نريد الترويج لاستخدام تطبيقات الذكاء الصناعي في الأعمال... (لكن) تكنولوجيا لها تأثير عميق على هذا النحو مثل الذكاء الصناعي... (يجب) أن تندرج في ... إطار يحمي القيم الاجتماعية الأساسية والحقوق الفردية“.
نقلة في عالم الاختراق الإلكتروني
ربما يجد خبراء أمن الكمبيوتر أنفسهم في مواجهة أسوأ كوابيسهم بعد نجاح فريق من شركة (آي.بي.إم) في وضع برامج للذكاء الاصطناعي تستطيع تعلم كيفية مراوغة أفضل الدفاعات.، واستخدم الفريق تقنية معروفة باسم ”التعلم الآلي“ لتصميم برامج اختراق تستطيع التسلل عبر أشد الإجراءات الدفاعية حصانة. وسيكشف الفريق تفاصيل عن تجربته خلال مؤتمر بلاك هات الأمني الذي سيقام في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، وتعتمد أحدث الدفاعات بشكل عام على فحص ما يقوم به البرنامج المهاجم بدلا من التقنية الشائعة التي تقوم على تحليل شفرة البرنامج لرصد أي مؤشرات خطر. لكن النوع الجديد من برامج الذكاء الاصطناعي يمكن تدريبها بحيث تبقى خاملة حتى تصل إلى هدف محدد الأمر الذي يجعل التصدي لها أمرا في غاية الصعوبة، ولم يتفاخر أحد حتى الآن برصد أي برنامج خبيث يعتمد بشكل واضح على خاصية التعلم الآلي أو أي نوع آخر من الذكاء الاصطناعي وربما يرجع ذلك إلى أن تلك البرامج أفضل من أن يتم رصدها.
ويقول باحثون إنها مجرد مسألة وقت في أفضل الأحوال فوحدات الذكاء الاصطناعي اللازمة لبرامج التدريب متاحة مجانا من شركة ألفابت وشركات أخرى.
وقال جون ديماجيو وهو محلل كبير في أمن الإنترنت في شركة سيمانتك ”أؤمن تماما بأننا نسير في هذا الاتجاه... سيزيد ذلك من صعوبة رصد (البرامج)“، وأظهر أكثر المتسللين تطورا على مستوى الدول قدرتهم بالفعل على بناء برامج هجومية لا تنشط إلا عندما تبلغ هدفا معينا. ولعل أفضل مثال على ذلك هو برنامج ستاكسنت الذي استخدمته المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ضد منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وأظهر أحد برامج فريق (آي.بي.إم) يحمل اسم ديبلوكر أن مستوى مشابها من الدقة قد يصبح متاحا لمن يملكون موارد أقل بكثير من حكومة وطنية، وفي عرض توضيحي باستخدام صور متاحة علنا لعينة مستهدفة، استخدم الفريق نسخة مقرصنة من برنامج للتحدث عبر الفيديو لم ينشط إلا عندما رصد الوجه المستهدف، وقال مارك ستوكلين قائد فريق (آي.بي.إم) ”لدينا أسباب كثيرة للاعتقاد بأن هذا هو التطور الأكبر المقبل... ربما يكون قد حدث بالفعل وسنشهده خلال عامين أو ثلاثة من الآن“.
السويدية "اريكسون" تقيم مختبرا للذكاء الاصطناعي في مونتريال
أعلنت المجموعة السويدية العملاقة للإتصالات "اريكسون" أنها ستقيم مركزا "عالميا لتسريع الذكاء الاصطناعي" في مونتريال حيث توظف مجموعات عملاقة للتكنولوجيا مثل غوغل وفيسبوك ومايكروسوفت استثمارات للأبحاث في هذا المجال.
وقالت المجموعة السويدية في بيان إن هذا المختبر المتخصص سيطور "أنظمة ذكية تتمحور حول المعطيات" في مجال الاتصالات وخصوصا شبكات الجيل الخامس (5جي)، موضحة أنها ستقوم بتوظيف ثلاثين باحثا ومطورا في 2019.
وفي المجموع ستستثمر "اريكسون" أربعين مليون دولار كندي (26,6 مليون يورو) خلال خمس سنوات في هذا المشروع، وأوضح غراهام أوسبورن رئيس الفرع الكندي لإريكسون أن هؤلاء الخبراء سيعملون على "اتمتة وتطوير شبكات الجيل الخامس الموجودة".، وتملك "اريكسون" في الأساس مركزا للأبحاث والتطوير يعمل فيه حوالى ألف شخص في مونتريال، سيتم ربط المختبر الجديد به.
ولا تخفي المدينة الكندية المعروفة بتنوع سكانها طموحاتها بأن تصبح مركزا كبيرا لبحاث الذكاء الاصطناعي، وقال أوسبورن إن "القيادة الني أظهرتها حكومة كندا سمحت بإقامة نظام بيئي صارم للذكاء الاصطناعي في مونتريال يعتمد على مواهب مهمة يمكننا توظيفها"، وفي نهاية 2016، اعتمدت "غوغل" على معهد الخورزميات التدريبي في مونتريال للعمل على أنظمة قادرة على فهم وإنتاج لغة طبيعية.
وفي بداية 2017، اشترت مايكروسفت الشركة الكندية الناشئة "مالوبا" المتخصصة بفهم الآلات للغة، وفي منتصف أيلول/سبتمبر 2017 أقام فيسبوك في مونتريال مختبره الثاني لأبحاث الذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة من أجل "تحسين فاعلية المساعدين الافتراضيين عبر فهم أفضل لآليات الحوار على الانترنت".
بريشة إنسان آلي.. لوحة لرامبرانت في دار كريستيز للمزادات
يمكن لإنسان آلي أن يضطلع بالعديد من المهام التي كانت من قبل حكرا على البشر.. لكم هل يمكنه في يوم من الأيام أن يكون بديلا للفنان، هذا ما آمن به فريق من رجال الأعمال الفرنسيين، فأقدموا على تصميم خوارزميات على الكمبيوتر يمكنها أن تعيد رسم لوحات أصلية تشابه أعمال كبار الفنانين مثل رامبرانت.
ومن خلال هذا التصميم ظهرت لوحات تتخيل (بارون بلدة بلامي) وشخصيات أرستقراطية ربطتهم به معرفة أو علاقة ما. ورغم أن النتيجة النهائية جاءت مشوشة وغير واضحة بما لا يثير إعجاب المولعين بفن رامبرانت، فقد كانت جيدة بما يكفي لعرض إحداها في دار كريستيز للمزادات في نيويورك للبيع في أكتوبر تشرين الأول بسعر يقدر بما يتراوح بين سبعة وعشرة آلاف دولار.
وقال هوجو كازيل دوبر، مهندس الكمبيوتر الذي أسس المجموعة مع صديقي طفولته جوتييه فيرنيير وبيير فوتريل، ”نحن فنانون بنوع مختلف من ريشة الرسم. ريشتنا هي خوارزمية نطورها على جهاز كمبيوتر“، وتنتج الخوارزمية تلك الأعمال الفنية من خلال الخروج بصور جديدة بعد تزويد جهاز الكمبيوتر ببيانات لوحات الموجودة بالفعل.
ويعترف فوتريل بأن اللوحات تخرج مشوشة ويقول ”الصور المرئية ليست هي الشيء الوحيد الذي تتألف منه اللوحة النهائية.. ”الرسالة بأكملها والعملية الفنية للحصول على الصورة المرئية من الأمور المهمة أيضا، ربما أهم من المنتج النهائي“، لكن بعض الفنانين لم يقتنعوا بأن آلة يمكنها أن تصنع فنا حقيقيا.
وقال الرسام روبيرت بريستجياكومو ”هناك على الدوام إحساس ما خلف اللوحة.. سواء كان غضبا أو اشتياقا أو رغبة. لكن الذكاء الاصطناعي.. ها هو التعبير يتحدث عن نفسه.. اصطناعي“.
استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الشلل الرعاش
تتعاون شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "تينسنت" مع شركة "ميدوباد" الطبية بلندن لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص مرض باركنسون (الشلل الرعاش)، وتُستخدم كاميرا لالتقاط الطريقة التي يحرك بها المرضى أيديهم لتحديد شدة الأعراض التي يعانون منها، وعمل فريق البحث على تدريب هذا النظام على مقاطع فيديو لمرضى جرى تقييم حالاتهم من قبل أطباء يعملون في مستشفى كينغز كوليدج بالعاصمة البريطانية لندن.
وقال وي فان، رئيس مختبر الذكاء الاصطناعي بشركة تينسنت: "نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لقياس تدهور حالة مرضى باركنسون دون أن يرتدي المريض أي أجهزة استشعار أو أي أجهزة أخرى"، ويتمثل الهدف من هذه التجربة في تسريع عملية تقييم وظيفة الحركة، التي تستغرق عادة أكثر من نصف ساعة.
وباستخدام تقنية الهواتف الذكية التي طورتها شركة ميدوباد، هناك أمل في إمكانية تقييم حالة المرضى في غضون ثلاث دقائق - وربما لا يضطرون حتى للذهاب إلى المستشفى، وتتخذ شركة "ميدوباد" من لندن مقرا لها وتعمل على تطوير تطبيقات وأجهزة يمكن ارتداؤها لمراقبة حالة المرضى الذين يعانون من مشكلات طبية مختلفة.
وتنمو هذه الشركة بسرعة كبيرة، لكنها ما زالت صغيرة بالمقارنة بشركة تينسنت، التي تقود الاستثمار الضخم للصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال الرئيس التنفيذي لشركة ميدوباد، دان فاهدات، إنه لا توجد شركة بريطانية يمكن أن تقدم ما عرضت تينسنت تقديمه كشريك، وأضاف: "طموحنا هو أن نساعد مليار مريض في جميع أنحاء العالم. وحتى نكون قادرين على الوصول إلى هذا النطاق، فنحن بحاجة إلى العمل مع شركاء يعملون على المستوى الدولي"، ويؤكد وي فان أيضًا على النطاق الواسع الذي تطمح شركته للعمل به في مجال الذكاء الاصطناعي بالصحة، مشددًا على أن الشركة تركز على المساعدة في علاج الأمراض التي تؤثر على أعداد كبيرة جدًا من المرضى.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي الحد من العنف الديني؟
يختبر علماء برامج الذكاء الاصطناعي لمعرفة إلى أي مدى يمكن الاستعانة بها للحد من وقوع حوادث العنف الديني، واستخدم باحثون خوارزميات الذكاء الاصطناعي لمحاكة التصرفات التي تسببها الاختلافات الطائفية، وشمل نموذج الدراسة آلاف الأشخاص الذين يمثلون عرقيات وأجناسا وأديانا مختلفة.
وتعكف النرويج وسلوفاكيا على اختبار التكنولوجيا لمعالجة حالات التوتر التي قد تنشأ عندما يستقر المهاجرون من المسلمين في البلدان المسيحية، ويأمل باحثون بجامعة أكسفورد في إمكانية استخدام طريقتهم لمساعدة الحكومات في مواجهة مثل هذه الحوادث والوقوف على أسبابها، ومع ذلك، قال أحد الخبراء المستقلّين إن هذه البرامج في حاجة إلى مزيد من التجارب قبل إمكانية استخدامها في مواقف الحياة الحقيقية.
وقال نويل شاركي، وهو مدير مؤسسة ريسبونسبل روبوتكس (أجهزة الروبورت المسؤولة)، إن "هذا المشروع البحثي يمكن أن يكون مفيدا بدرجة كبيرة إذا ما وصل إلى مرحلة النضج كأداة تعتمد على الفكر لتحليل العوامل المتعلقة بالصراع الديني".
ويشير البحث، الذي نشر في دروية "مجتمعات الذكاء الاصطناعي والتحفيز الاجتماعي"، إلى أن الناس جنس مسالم بطبيعته، وحتى في أوقات الأزمات، مثل الكوارث الطبيعية، تفاعلت العناصر البشرية التي جرى محاكاتها بطريقة سلمية، لكن في بعض المواقف أشار البرنامج إلى أن الناس كانت تميل إلى تأييد العنف.
وشملت الأمثلة البحثية مناسبات جرى فيها تحدي المعتقدات الرئيسية لمجموعات عرقية، واعتمد الباحثون على الاضطرابات في أيرلندا الشمالية لبرمجة الظروف التي نشبت بسبب ما يطلق عليه الباحثون "الخوف الاجتماعي من الأجانب" الذي تفاقم إلى أعمال عنف، وامتد الصراع، الذي تسببت فيه عوامل سياسية وثقافية إضافة إلى أسباب دينية، على مدار ثلاثة عقود وأدى بحياة 3,500 شخص تقريبا.
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل الوظائف في العالم؟
قال رجال أعمال شاركوا في منتدى دافوس إن الاعتماد المتنامي على الذكاء الصناعي في مجال الوظائف، قد يؤدي إلى خسارة الكثير منها. وكشفت دراسة نشرت في هذا النقاش العالمي، أن 1,4 مليون وظيفة في الولايات المتحدة لوحدها مهددة بسبب التقنيات الجديدة بحلول 2026، حذر أصحاب الشركات المجتمعون في دافوس السويسرية من الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في عالم العمل، معتبرين أن ذلك قد يسبب خسارة وظائف كثيرة، حتى أن مقابلات التوظيف قد تحصل قريبا مع أجهزة كمبيوتر قادرة على تحليل أدق التفاصيل وصولا إلى تعابير الوجه. تقنيات كانت حتى فترة قريبة من الخيال العلمي مثل المنظومات الحسابية للتشخيص الطبي أو الروبوتات الذكية أو المركبات ذاتية القيادة، والتي باتت تشق طريقها إلى العالم الواقعي، وقال آلان دوهاز رئيس مجموعة "أديكو" السويسرية وهي الأولى في مجال الوظائف المؤقتة، إن "مهنة التسويق حاليا تختلف تماما عما كانت عليه قبل خمس سنوات". وأشار إلى أن "الموظفين باتوا يفقدون في المعدل30 بالمئة من معارفهم كل أربع سنوات تقريبا"، ما يستدعي "الخضوع لتدريب جديد بانتظام لتحسين قدرات العمل".
غير أن رئيس "أديكو "أبدى "تفاؤله" حيال الإمكانيات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي الذي سينشئ وظائف جديدة. وأوضح أن "التحدي الرئيسي يكمن في مزامنة وصول التقنيات الجديدة والطاقات التي ستحتاج إليها الشركات".
وبينت دراسة نشرها منظمو المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن حوالي1,4 مليون وظيفة في الولايات المتحدة وحدها ستتأثر بالتقنيات الجديدة بحلول 2026. وأشارت هذه الدراسة إلى أن 95 بالمئة من الموظفين الأكثر تضررا بشكل مباشر سينجحون في الحصول على وظيفة جيدة مع الخضوع لتدريب ملائم.
ومن دون هذه التدريبات، قد يفقد 16 بالمئة من أفراد القوى العاملة حظوظهم في إيجاد عمل جديد، ولفت آلان روميلياك وهو رئيس "مان باور" في فرنسا إلى أن "المسألة هذه المرة لا تتعلق حصرا بالعلاقة بين العمال والمدراء"، مشيرا إلى أن المهن اليدوية ليست بالضرورة أكثر الأعمال المهددة. وأضاف "نحن على طريق ثورة في القدرات"، لافتا إلى أن "المهن القائمة على خطوات متكررة" سواء يدوية أم إدارية "هي التي تواجه خطر الزوال".
وتفترض هذه القفزة التقنية وضع برامج تدريب واسعة مع الحرص أيضا على إدارة القلق لدى موظفين كثر. وطمأن قائلا "يجب أن نشرح لهم أن التقنيات الرقمية ليست تهديدا"، وفي دافوس، تتيح مجموعة "مان باور" الأمريكية للمشاركين الحصول على حصيلة افتراضية للقدرات. ويجلس المشاركون قبالة كمبيوتر تظهر عليه شخصية افتراضية على شكل امرأة تحمل اسم زارا. وتطرح هذه الأخيرة أسئلة لكنها تراقب أيضا التفاعل المشترك من خلال نظام للتعرف على الوجوه، ومن إيجابيات هذه التقنية أنها تسمح بتقييم مستوى القدرات الرقمية للمشتركين في وقت قياسي إذ يتطلب التوصل للنتيجة عينها الاعتماد على عدد كبير من الأخصائيين في التوظيف.