اليونسكو و رؤيتها لدور الدول تجاه الحرف اليدوية والحرفيين 

كتبه : أمجد مصطفى

في إطار حرص المملكة العربية السعودية على استشارة الهيئات الدولية المعنية بالحرفيين والحرف أو الصناعات اليدوية ، وذلك ضمن إطار خطة التنمية التي أعلنت عنها والتي ذكرناها في المقال السابق ، حرصت على استشارة منظمة اليونسكو ومعرفة رؤيتها لهذا القطاع على مستوى العالم وما الواجب تجاهه .

وأشارت إلى أن اليونسكو تعرف الحرف والصناعات اليدوية بأنها " تعبير حقيقي عن التقاليد الحية للإنسان تتجلى فيه الأسس الثلاثة للتنمية المستديمة والقيم الإنسانية وهي : التكيف والتجديد و الإبداع " .

كما ترى اليونسكو من منظورها ارتباطاً شديداً بين الأزمات العالمية سواء المناخية منها أو الاقتصادية وبين الحرف اليدوية حيث ترى في الحرف حماية للبيئة وصوناً للقيم الإنسانية والإجتماعية والروحية للمجتمع ، هذا وقد دعت اليونسكو في هذا الصدد إلى الاعتراف بأهمية دور الحرفيين المبدعين ومنتجي المواد الحرفية في شتى أنحاء العالم في إنتاج منتجات صديقة للبيئة متجددة وبها من الطبيعة والإنسجام معها الكثير .

كما دعت اليونسكو إلى الاعتراف أيضاً بالإهمال الشديد الذي يعانيه هذا القطاع والحرفيين حول العالم وعدم وضعهم حقيقةً ضمن خطط التنمية وميزانيات الدول .

كما أبدت اليونسكو استغرابها من هذا الأهمال - فحسب مقررات اليونسكو - فإن الحرف اليدوية من قطاعات النشاط التي تمتلك قدرة نادرة الوجود على توفير فرص العمل وتأمين الدخل ، وبالتالي على تقديم مساهمة ذات شأن في الاقتصاد الوطني دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة ، كما أن العمل الحرفي يتيح فرصاً مهمة للتنمية والتدريب لأفراد المجتمع ، وخاصةً الشباب والنساء ، في مهن تعد ضرورية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية .

كما ترى اليونسكو أن الحرفيين يحق لهم أن يجنوا ثمار عملهم المتولد من خبراتهم الكبيرة المتراكمة على مر السنين ، ويجب الدفاع عن مصالحهم في المناسبات الوطنية ذات العلاقة بالتخطيط ورسم السياسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تخص مجال أنشطتهم الحرفية .

لذا فإن اليونسكو وفي أحد إجتماعتها مع مكتب العمل في المملكة العربية السعودية أكدت أنه على الدول الأعضاء في منظمتها توفير ما يلي للحرفيين ، وذكرت جمل بها الكثير من التفاصيل وليس هنا مكان التفصيل ولكن إليكم عنوانين توصياتها .

• الاعتراف بالقطاع الحرفي .
• الحرف والبيئة .
• المساعدة المقدمة للقطاع الحرفي .
• التمويل للبرامج الحرفية .
• إقامة هيئة وطنية لتنسيق مهام ومسؤليات القطاع الحرفي .
• تسهيلات التدريب النظري والتطبيقي بصورة مستمرة .
• التدريب علمياً على المستوى الابتدائي والثانوي والجامعي .
• الحفاظ على الحرف وعرضها .
• الترويج التجاري .
• استخدام المباني العامة .

وكان لتوجيهات اليونسكو دوراً هاماً في خطة المملكة تجاه الحرفيين سواء الخمسية أو خطة المملكة ٢٠٣٠ ، ومازال لدينا العديد من المقالات المتعلقة بالحرفيين والصناعات أو الحرف اليدوية في المملكة العربية السعودية نستعرضها في مقالات قادمة .