استراتيجية تسويق المحتوى
ينص مبدأ باريتو على أن حوالي 80٪ من التأثيرات تنتج عن 20٪ من الأسباب؛ وهو ما يمكن تطبيقه على العديد من السيناريوهات، ففي مجال الأعمال، غالبًا ما يعني هذا أن 80٪ من مبيعاتك تأتي من 20٪ من عملائك.
على كل حال، يمكننا أيضًا تطبيق هذا المفهوم بسهولة على استراتيجية تسويق المحتوى، فوفقًا لهذا المبدأ، فإنه من المنطقي أن يأتي 80٪ من عملك من 20٪ فقط من القراء؛ ما يعني أن بعض قرائك – أو معظمهم – لا يتطلعون إلى الشراء منك؛ أي قد لا يؤثر الكثيرون على صافي أرباحك على الإطلاق.
وعادةً لايبحث القراء في المدونات عندما يعتزمون الشراء، بل يبحثون عن المدونات عندما يبحثون عن إجابة عن سؤال معين أو نظرة عامة على صناعة ما، مع أن هذه المعلومات قد تساعدهم في اتخاذ قرار الشراء، خاصة عندما تقدمها شركة تبيع منتجًا أو خدمة، إلا أنهم غالبًا ما لايضعون ذلك في اعتباراهم أثناء بحثهم.
لذلك، عندما يبدو محتوى المدونات أو المنشورات الاجتماعية، وكأنه ترويج لسلعة أو خدمة، فإنه في أفضل الأحوال يكون مزعجًا نوعًا ما، أو منفرًا في أسوأ الأحوال؛ لذا يتطلب الحصول على أفضل النتائج، أن يكون المحتوى الرقمي موجهًا إلى عامة الناس، وليس للعملاء المحتملين تحديدًا.
قد يتساءل البعض: لماذا نكلف أنفسنا العناء بتوجيه المحتوى لأشخاص لا ينوون شراء المنتج؟. ليس فقط لأن القارئ لايساهم في أرقام المبيعات- فذلك يعني عدم أهميته في العملية التجارية، أوأنه لايجب وضعه في الاعتبار عند صياغة المحتوى- بل يجب فعل ذلك لسبب واحد؛ وهو أن قراء المحتوى على دراية بعملك؛ أي إنهم عندما يقابلون شخصًا في السوق يريد الحصول على خدمتك، أو شراء منتجك، فإنهم يمكن أن يساعدوك بنشر محتواك. لذلك، كلما كان محتواك مترابطًا ويمكن تذكره للقراء الافتراضيين، زاد احتمال تذكره، فإذا كان الجزء الأول من المحتوى ينفرهم بالتركيز أكثر على إجراء عملية بيع بدلًا من تلبية احتياجاتهم، فالاحتمال الوارد أنهم لن ينقلوا كلامك.
كذلك؛ فإن قراء اليوم قد يصبحون بسهولة عملاء الغد، حتى لو لم يكونوا متواجدين حاليًا في السوق من أجل منتجك، فقد يحتاجونه مستقبلًا، فإذا ظللت تنشر المحتوى باستمرار، فسوف تظل متجددًا في أذهانهم.
وأخيرًا، إذا سئم شخص ما محتواك؛ لكونه موجهًا للبيع فقط، فإنه سيخرج من موقعك بسرعة؛ ما يؤثر على إجمالي الوقت ومعدلات الارتداد؛ فيؤثر بالتالي على ترتيبك بين المواقع، أما وضع محتوى مناسب للجميع، فيتيح لك الحفاظ على زوار موقعك لفترة أطول؛ ما يؤدي إلى تحسين ترتيبك على محركات البحث.
ولعله من المحبط، أن تفكر في أن 20 % فقط من قرائك سيتحولون إلى عملاء، على الأقل في البداية؛ ما يدفعك إلى التساؤل: ما الغاية من المدونة إن العدد قليلًا جدًا هكذا؟، والإجابة: أنه يمكن لأي شخص في العالم الوصول إلى المدونات – وهو عدد أكبر بكثير مما قد ترغب في بيعه. وكلما ازداد عدد قرائك ، زادت نسبة العشرين بالمائة، إذا جعلت محتواك ممتعًا، ومناسبًا للجميع، فعندئذٍ تكون نسبة الـ 20٪ أكبر من 100٪ من الأشخاص الذين سيجدون المحتوى الأصلي والموجّه أكثر نحو المبيعات.