الأهمية الاقتصادية للحرف اليدوية من وجهة نظر المملكة العربية السعودية 

كتبه : أمجد مصطفى

من ضمن ما اهتمت به المملكة العربية السعودية في خطتها هو بيان الأهمية القصوى للاهتمام بقطاع الحرف اليدوية والحرفيين لما في ذلك من منفعة تعود بشكل عام على الاقتصاد الوطني ككل وقطاع السياحة خاصةً .

وفي هذه الكلمات نوضح رؤية المملكة لكيفية اسهام تطوير الحرف اليدوية والاهتمام بها في الملف الاقتصادي .

حيث أكدت أن الحرف والصناعات اليدوية تولد قيمة مضافة في الدخل الوطني ، وتوفر فرص عمل لفئات المجتمع ذكوراً وإناثاً ، وهي بذلك تسهم في تنمية الاقتصاد وتنشيط الحركة الإنتاجية والتسويقية .

كما أشارت إلى التساؤلات التي يطرحها البعض حول التطور التكنولوجي والصناعي وعن مدى الحاجة والجدوى من تلك المنتجات اليدوية مستقبلاً ، وفي هذا الصدد ذكرت العديد من التجارب التي كانت بعض القطاعات محل قطاع الحرف اليدوية ، مثل النموذج الأمريكي المتعلق بقطاع الزراعة ، حيث أنه وفي نهاية القرن التاسع عشر كان ٨٠٪ من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعملون بهذا القطاع ، ثم حدثت التحولات الكبرى فلم يعد سوى ٣٪ منهم ، والباقي انخرط في القطاعات الصناعية الضخمة ، وبعد المرور بالعديد من الأزمات العالمية ، أدركت الدول الكبرى والرأسمالية أنه لابد من الاستثمار والدعم الكبير للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وأنها مستقبل الاقتصاد العالمي وأنها المخرج من الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها العالم من حين لآخر .

كما استرشدت بالدراسات التي أجرتها منظمة اليونسكو حول معالم القطاع الحرفي فذكرت أن ٢٠٪ من أنشطة القطاع الريفي في الدول السائرة في طريقها نحو التنمية هي في قطاع الحرف اليدوية ، كما أن متوسط ما يمثله هذا القطاع من الدخل القومي لدى تلك الدول ما يقرب من ٣٪ ، وأشارت إلى سهولة الاستثمار في هذا القطاع نظراً لانخفاض سعر الأدوات والخامات وتجهيزات المكان الخاصة بمزاولة الحرف والصناعات اليدوية .

هذا بعض ما ذكرته الخطة والرؤية فيما يتعلق بالجدوى الاقتصادية للحرف اليدوية والتخوفات المتعلقة بعدم جدواه بمرور الوقت والتطور الصناعي والتكنولوجي .

نستعرض في المرة القادمة أهمية الصناعات والحرف اليدوية بالنسبة للقطاع السياحي من وجهة نظر خطة المملكة العربية السعودية المتعلقة بتطوير ودعم الصناعات والحرف اليدوية .