[ 0 منتجات ]
لا يوجد منتجات.
الذهاب للعربة

الشركات الإفريقية الناشئة والبحث عن مستثمرين

في جميع أنحاء إفريقيا، يستفيد رواد الأعمال من التكنولوجيا ويخرجون بحلول مبتكرة للتصدي لعدد من أهم المشكلات التي تواجه بلادهم كالحصول على المياه والطاقة أو الخدمات الصحية أو التمويل. في الواقع، لا يوجد في عديد من بلدان إفريقيا كثير من الخدمات والمنتجات التي تتيح مواجهة هذه القضايا، ومن ثم باتت هناك ضرورة ملحة لتلبية هذا الطلب.

بيد أن عديدا من شركات التكنولوجيا الناشئة التي ما زالت في طور النمو يواجه ما يعرف "بمنعطف الموت"، وهي الفترة التي تصبح فيها أكثر عرضة للفشل. التحدي الرئيس لهذه الشركات النامية يتمثل في الحصول على التمويل، ولا سيما تمويل الشركات الذي يساعدها على توسيع نشاطها.

ورغم أن زيادة برامج الحضانات والمسرعات للمشاريع في إفريقيا تستهدف دعم الشركات الناشئة بالتدريب والرعاية، إلا أن هناك دعما محدودا للشركات التي بلغت مرحلة النمو التالية لتحقيق العائد والمستعدة للتوسع إقليميا. وعلاوة على ذلك، فإن البرامج المحلية للمسرعات والحضانات تترك هذه الشركات التي تمر بمرحلة النمو وهي في حاجة إلى دعم إضافي لتأمين الاستثمارات.

في عام 2017، أطلق البنك الدولي برنامج "إكس إل إفريقيا"، وهو برنامج يشمل كل إفريقيا، لتجاوز فجوة التوجيه والاستثمار. الغاية هي إيجاد 20 من الشركات الرقمية الناشئة الواعدة بمزيد من النمو وإثبات أن القارة يمكن أن تخرج مواهب عالمية المستوى في مجال ريادة الأعمال الذي يستخدم تكنولوجيا هدامة بشكل نشط. حصل برنامج "إكس إل إفريقيا" على أكثر من 900 طلب. وحتى اليوم، أمنت حافظة البرنامج، التي تضم شركات مثل Coin Africa وRensource و Asoko Insight و Aerobotics وSendy تمويلا يصل إلى 20 مليون دولار. وتشهد إفريقيا اليوم طفرة في الشركات الناشئة. ونرى ثمة منظومة ناضجة من العمل الحر واهتماما متزايدا بإمكانيات الأسواق المحلية.

ويجري إنشاء مزيد من صناديق رأس المال الاستثماري للاستثمار في الشركات الناشئة في إفريقيا.

إلا أن استفادة بعض الشركات الناشئة من هذه الطفرة قد تكون أكبر من الأخرى. ووفقا لتقرير بارتيك للمشاريع عن تمويل الشركات الناشئة في إفريقيا، فإن تمويل الشركات الناشئة في إفريقيا الناطقة بالفرنسية انخفض عام 2018، رغم الأرقام القياسية التي حققتها القارة. فلم تحصل إفريقيا الناطقة بالفرنسية إلا على 1 في المائة فقط من إجمالي 1.16 مليار دولار من الأسهم التي جمعها برنامج شركات التكنولوجيا في إفريقيا عام 2018.

ولكن بحلول عام 2021، سيكون 62.5 في المائة من اقتصادات إفريقيا الأسرع نموا تتمركز في منطقة إفريقيا الناطقة بالفرنسية. للاستفادة من هذه الإمكانيات، أطلق البنك الدولي برنامج إفريقيا متميزة، وذلك للتصدي للفجوات الخطيرة في برامج تسريع المشاريع الحالية الموجهة لرواد الأعمال في إفريقيا الناطقة بالفرنسية. هذه الشريحة عانت إلى حد كبير من الحرمان حيث إن منظومات العمل الحر الناضجة في إفريقيا تتركز في المناطق الناطقة بالإنجليزية في المقام الأول. كما أن البرنامج يسلك نهجا إقليميا- وهو نهج مهم لرواد الأعمال المتمركزين في الأسواق الصغرى، وسيزيد إضفاء الصفة المؤسسية عليهم من ربحيتهم.

"إفريقيا متميزة" هو برنامج تسريع أعمال للتأهل للاستثمار يستهدف دعم توسيع 20 شركة ناشئة من إفريقيا الناطقة بالفرنسية سعيا لجمع رأسمال تأسيسي بما يراوح بين 250 ألفا وخمسة ملايين دولار. البرنامج الإقليمي مقتبس من برنامج "إكس إل إفريقيا"، حيث يستخدم المنهج نفسه على الإنترنت- وهو أكاديمية إكس إل، فضلا عن شبكة قوية من منظومة المعنيين، والانخراط المستمر مع القطاع الخاص لتأصيل واختيار فريق "إفريقيا متميزة".

وقام شركاؤنا المنفذون، VC4A، وSuguba، و Sahel'innov، إلى جانب مستثمرين من Partech Ventures، وOrange Digital Ventures (ODV)، وInvestisseurs & Partenaires (I&P)، وFirst Growth Ventures، وBrightmore Capital، وProparco بمراجعة وتقييم وإصدار الأحكام بعد تلقي 450 طلبا.

بدأ البرنامج في باماكو حيث اشتركت الشركات الـ20 المختارة في الإقامة في مالي في الفترة من 25 إلى 29 آذار (مارس) 2019. تضمن برنامج الإقامة حلقات عمل فنية عن موضوعات تهم الشركات الناشئة التي ما زالت في مرحلة ما قبل الإنشاء، مثل الاستعداد للاستثمار، وإدارة المواهب والحماية القانونية.

خلال هذه الفترة، عقد وزيرا الاقتصاد الرقمي في السنغال ومالي لقاء مفتوحا عاجلا مع الشركات الناشئة ومجتمع المستثمرين لفهم سبل توسيع صناع السياسات لنطاق المبادرات المماثلة على المستوى الوطني.

ثم انتهى ملتقى إقامة مالي بعرض للشركات خلال قمة الاستثمار في منطقة إفريقيا الناطقة بالفرنسية حيث تم اختيار عشر شركات ناشئة للتقدم للمشاركة في إقامة باريس في الفترة من 11 إلى 18 آذار (مارس) 2019. وسيلقون ما في جعبتهم خلال مؤتمري أفروبايتس وفيفا تكنولوجي في باريس.

إن البنك الدولي ملتزم بتوسيع نطاق الاقتصاد الرقمي في جميع أنحاء إفريقيا. وبرنامجا "إكس إل إفريقيا" و"إفريقيا متميزة" يشكلان عنصرا رئيسا في بناء منظومات ريادة الأعمال في إفريقيا- وهما إحدى الركائز الخمس لمبادرة الاقتصاد الرقمي في إفريقيا.

الاكثر قراءة
التعليقات