تعرف على وصايا وارن بافيت لرواد الأعمال
لم يكن صقيع مدينة أوماها نبراسكا يثني الفتى ذو 14 عاما عن تحقيق أهدافه، كان يستيقظ بهِمّة في الصباح الباكر متحديا كل المصاعب ليبيع صحيفة الواشنطن بوسط لسكان الحي، كان يبيع العلك أيضا، زجاجات كوكاكولا، المجلات الأسبوعية، كرات الغولف، الطوابع.. وغيرها.
تربّع قطب الاستثمار وارن بافيت عام 2008 على عرش أثرى أثرياء العالم، واحتل عام 2017 المرتبة الثانية ضمن قائمة أثرى أثرياء العالم بثروة قدرت بـ 80.5 مليار دولار بحسب قائمة فوربس.
صاحب العديد من الاستثمارات والشركات، أهمها “بيركشاير هاثاواي” التي تعتبر واحدة من أكبر الشركات في العالم بقيمة سوقية بلغت 432.51 مليار دولار، يعدّ مصدر إلهام لكثيرين، يعطي دروسا في كسب المال حينا، وفي الاقتصاد والإنفاق حينا آخر، فهو يوقّع صفقات بمليارات الدولارات بينما يمرّ بسيارته كل يوم في طريقه إلى العمل لتناول فطور الصباح في ماكدونالدز بثمن لا يزيد عن 3.17 دولار، ودعا صديقه بيل غيتس لتناول وجبة غذاء من المطعم ذاته ودفع ثمنها باستخدام الكوبونات المجانية التي فاز بها.
أسطورة الاستثمار الذي اشترى أولى أسهمه وهو في سن الحادية عشر، والذي تم رفضه من قبل جامعة هارفرد للأعمال عندما كان طالبا، مازال يقدم دروسا في ريادة الأعمال يتعلم منها الجميع، إليك 21 نصيحة من أفضل نصائح وارن بافيت:
اتبع شغفك، لأنك ستكون محظوظا إذا وجدته، لا يمكن أن تضمن أنك ستجده في أول وظيفة لك، ولكن عندما تجده حياتك ستتغير بشكل ملحوظ: “إن سر نجاحٍ موثوقٍ به ومستدام لا يأتي من إرغام نفسك على فعل شيء لا تحبه، بل إن الإنجاز الحقيقي يأتي من عكس ذلك – فعل شيء تحبه”.، بافيت كان يحلم بأن يكون مستثمرا منذ صغره، حيث يقول في مذكرات كتابه السنوي: “يُحب الرياضيات، وسيط سوق الأسهم في المستقبل”.
لا تتوقف عن التعلم؛ تعلم كل ما تستطيع: “المخاطر تأتي من عدم معرفتك لما تفعله”، يقرأ بافيت كل يوم ما بين 5 إلى 6 ساعات، إذ ينفق الكثير من وقته في القراءة لتعلم الكثير عن الأسواق والشركات والاستثمارات، يؤمن بافيت أنه كلما قرأ وتعلّم كلما كان أكثر قدرة على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً، ويبلغ متوسط ما يقرأه حوالي 500 صفحة في اليوم، متنوعا بين 5 جرائد يومية، عدد من المجلات، تقارير سنوية، كتب.. وغيرها، من الكتب التي أثرت بوارن بافيت ويوصي بها:
1- المستثمر الذكي لبنجامين غراهام، The Intelligent Investor by Benjamin Graham
2- مغامرات الأعمال: 20 حكاية كلاسيكية من عالم وول ستريت، Business Adventures: Twelve Classic Tales from the World of Wall Street by John Brooks
3- اختبار الإجهاد: تأملات حول الأزمات المالية لتيم غيثنر، Stress Test: Reflections on Financial Crises, by Tim Geithner
4- الغرباء، لويليام ثورنديك جونيور، The Outsiders, by William Thorndike Jr
5- صراع الثقافات، لجون بوجل، The Clash of the Cultures, by John Bogle
أنفِق أقل مما تكسبه: “إذا كنت تشتري الأشياء التي لا تحتاجها، ستبيع قريبا الأشياء التي تحتاج إليها.”، بافيت لا يقتصد في وجبات الطعام فقط، بل الاقتصاد في الإنفاق بالنسبة له أسلوب حياة، أسطورة الاستثمار يعيش في المنزل نفسه الذي اشتراه عام 1958 مقابل 31500 دولار في ذلك الوقت.
حافظ على هدوءك في مواجهة التقلبات التي تحدث في السوق، حافظ على تركيزك في أعمالك، فتشتيت الجهود في أعمال كثيرة يضر بشركتك بالدرجة الأولى: “القاعدة رقم 1: لا تخسر المال أبدا، القاعدة رقم 2: ألا تنسى أبدا القاعدة رقم 1.”
حافظ على سمعة شركتك، يمكن أن تخسر المال، ولكن أن تخسر سمعة شركتك أمر غير مقبول: “يستغرق 20 عاما لبناء سمعة وخمس دقائق لتدمير ذلك، إذا أخذت هذا الأمر بعين الاعتبار، ستفعل الأشياء بشكل مختلف”.
أعد استثمار أرباحك: عندما تكسب المال أولا في السوق، قد تميل إلى إنفاقه، ولكن بدلا من ذلك، أعد استثمار الأرباح، تعلّم الادخار وخصص المال للأهداف المستقبلية.
كن مختلفا؛ احكم على نفسك من خلال معاييرك الخاصة وليس من خلال ما يعتقده العالم بك إذا كنت تعرف ما يصلح لك، يجب ألا يصرفك ما يقوله الآخرون عن أهدافك وخططك، لا تهتم بما يعتقده الآخرون عنك، لا يهم إن كانوا يعتقدون أنك على خطأ طالما أنك تمتلك الحقائق، القلق حول ما سيعتقده الآخرون عنك سيكون له أثر سلبي على حياتك.
اجمع مسبقًا أي معلومات قد تحتاج إليها قبل اتخاذ القرارات، تعلم التفاوض قبل أن تعقد أي اتفاق أو صفقة، عندما يكون لديك شيء لتقدمه للطرف الآخر.
كن ثابتا: مع مزيد من الإصرار والابتكار، يمكنك أن تتفوق على منافسيك الأكثر نجاحا، ابتكر بدل تقليد الآخرين، يأخذ بافيت الأفكار من الكتب التي يقرأها والمحاضرات التي يحضرها، ولكن قرار شراء الأسهم وطرحها للاستثمار مستمدّ من قراراته الشخصي.
قِس أداءك؛ إذا كنت قدمت أداءً أفضل من منافسيك في السوق، يجب أن تحتسبه على أنه فوز (حتى لو سجلت بعض الخسارة.).
تعلّم تقييم المخاطر: عندما تسأل نفسك “ثم ماذا؟” يمكن أن يساعدك على رؤية كل العواقب المحتملة عندما تكون بصدد اتخاذ قرار، ويمكن أن يساعدك على اتخاذ أذكى خيار.
على مدى فترة من الزمن ستكون هناك سنوات جيدة وأخرى سيئة؛ فكّر على المدى الطويل.
اعرف متى تشتري ومتى تبيع: “من الأفضل بكثير شراءُ شركةٍ رائعة بسعر مقبول، مِن شراءِ شركة مقبولة بسعر رائع”، يقول أيضا: “منذ فترة طويلة، علمني بن غراهام أن” السعر هو ما تدفعه قيمة ما تحصل عليه، سواء كنّا نتحدث عن الجوارب أو الأسهم، وأنا أحب شراء البضائع ذات الجودة عندما ينخفض سعرها.”
وظف الأشخاص المناسبين، عندما تكون على وشك توظيف أشخاصٍ ابحث عن صفات مثل النزاهة، الحيوية، الذكاء.
حافظ على هامش من السلامة، لا تقُد شاحنة تزن 99 طنا على جسر لا يُمكنه أن يتحمل سوى 10 أطنان من الوزن.
امتلك ميزة تنافسية؛ إذا أراد منافسك أن يستولي على قلعتك، احرص على أن تبني قلعة متينة ومحاطة بأسوار قوية.
حدد التوقيت المناسب لتتوقف فيه عن المحاولة؛ إن كان الطريق سيقودك نحو خسارات متتالية، المخاطرة ليست دائما مفيدة: “أهم شيء يجب أن تقوم به إذا وجدت نفسك في حفرة هو التوقف عن الحفر”.
تعلم الكثير عن الفشل، واكتشف ما الأسباب الكامنة وراء فشل الأعمال، أكثر ما يهدم العمل هو الشعور بالرضا تجاه ما تقوم به، والركون للراحة.
ابحث عن نموذج نجاح تقتدي به، بالنسبة لبافيت كان بينجامين غراهام أستاذه في جامعة كولومبيا هو مثله وقدوته في النجاح، وقد قرأ كُتبه عندما كان في سن التاسعة عشر.
نوّع مصادر دخلك؛ يُعرف على بافيت أنه يستثمر في عديد من القطاعات مثل: العقارات، الأغذية، المجوهرات، التأمين، المفروشات، السكك الحديدية.. وغيرها كثير، لأنه يعتقد أنه كلما كان هناك اضطراب في قطاع ما، ستكون أموالك في مأمن في قطاعات أخرى في السوق.
امنح الحب اللامشروط لمن حولك، لأنك ستحصل على الكثير مقابل ذلك، من أسباب نجاح وارن بافيت حصوله على الحب اللامشروط والدعم من طرف والده.
” في عالم الأعمال، مرآة الرؤية الخلفية هي دائما أكثر وضوحا من الزجاج الأمامي”