تركت وظيفتها لتحقيق حلمها.. هدى علام بدأت تأسيس أتيليه للهاند ميد وتسعى لتكوين مؤسسة لتعليم الفن للأطفال
ارتبطت بالفن منذ نعومة أظفارها عندما بدأت تعلم الرسم من والدتها لينبت حلمها الصغير خطوة بخطوة مع نمو عمرها، هدى علام، خريجة الفنون الجميلة قسم "رسوم متحركة" عام 2008، التي بدأت أولى خطوات تنفيذ حلمها بعد عامين من التخرج.
تقول "هدى" - في حكاية قصة نجاحها لـ "فرزيانا" -: عملت بعد تخرجي في شركة ومجلة في مجال رسوم وقصص الأطفال، لكن لم أجد نفسي في الوظيفة ولم استمر فيها لفترة طويلة، واتجهت للعمل الحر في الهاند ميد؛ إذ اعمل فيه منذ عام 2010.
دراسة "هدى" للفنون كانت بابها الذي دخلت منه إلى مجال الهاند ميد لتتعلم فنون التطريز وشغل العرائس وأعمال الديكور والفاشون والرسم على القماش والتابلوهات.
وتضيف "هدى": عندما قررت ترك العمل كان هناك نقد بسبب العمل في شيء غير مضمون وغير تقليدي، لكن بعد نجاحي تحول النقد إلى دعم بسبب كثرة الطلبات على منتجاتي، وصديقاتي أكثر من دعمني سواء معنويًا أو ماديًا من خلال مساعدتي أو الحجز في المعارض أو المساعدة في المنتجات، خاصة صديقاتي المقربات اللاتي لهن علاقة بالفنون.
وتوضح "هدى": في بداية عملي لم يكن هناك أحد يهتم بالتطريز في مصر وكنت أشعر أنني اهتم به وحدي ولم أكن أجد فنانين لاستشارتهم، وكذلك كنت أجد صعوبة في إيجاد الخامات، لكن والدتي كانت تساعدني كثيرا وتشجعني وتحضر لي الخامات.
وترى "هدى" أنها وصلت لجزء كبير من هدفها؛ إذ تعلمت أشياء كثيرة جدا لم تكن لتتعلمها لو استمرت في وظيفة ثابتة، فتقول: لو استمر الوضع في وظيفة معينة كانت دائرة معارفي ستكون محدودة ونوع معين من الشغل اعمل فيه، لكن قرار ترك الشغل وتجريب أكثر من عمل وسع دائرة معارفي وصداقاتي وتعلمت الرسم على القماش، وتعاملت مع فاشون ديزينر، وتعلمت إعطاء كورسات، والتعامل مع الأطفال، فخلال 10 سنوات تعلمت أشياء كثيرة واكتسبت خبرات كثيرة لم أكن لاكتسبها لولا قراري بترك العمل، ومجازفتي بالعمل في مشروعي الخاص.
وتحلم "هدى" بتأسيس أتيليه خاص بها، وهو ما بدأت بالفعل في عمله فحلمها يتمثل في امتلاك أتليه مشهور، ويكون به جزء ستوديو وجزء جالري، كما تحلم بالوصول للأطفال الصغار لتعليمهم الفن من خلال تكوين مؤسسة لتعليم الأطفال الفن بأسعار مناسبة، وليس كأسعار الباهظة في الوقت الحالي.
وترى "هدى" أن أهم الصفات التي يجب توافرها في من يريد دخول مجال الهاند ميد هو الصبر على الأراء السلبية، وعلى اختلاف الأراء واختلاف الظروف بينه وبين غيره، قائلة: بالنسبة لي في التطريز مهم جدا الصبر أن لأنهي التابلوه أو العمل الذي في يدي؛ فالتطريز من أكثر المجالات التي تعلمتها في وقت كبير؛ فاللوحة تأخذ وقت كبير حتى انتهي منها، فلو لم اصبر وأحبطت لن استطع إنهاءها، فإذا كان الشخص ملول وليس لديه صبر لن يستطيع العمل في مجال الهاند ميد، فالصبر هو الذي يخرج المنتج الجميل الرائع.
وتؤكد "هدى" أن قرار ترك الوظيفة والتفرغ لمجال الهاند ميد غير سهل وليس كل شخص يستطيع أخذ هذا القرار، قائلة: فأنا عندما اتخذت القرار وحتى الوقت الحالي أرى أنها مجازفة كبيرة، لكن مع ذلك الأمر غير مستحيل، فكل شيء مع التخطيط الجيد والتمرين والتعليم يسير بشكل جيد، وأي مشروع يكبر مع الوقت طالما أن هذا هو حلمي وأتمسك به المهم عدم الإحباط أو الاستجابة للضغوطات والنقد.
للتوصل مع صفحة هدى علام