نظرتها تختلف للفن.. ريم شاهين قصة نجاح جسدت التراث على صفحات الملابس
كتب - علي منصور
يستهويني منذ فترة علاقة الفن بالتراث، ففكرت في إنتاج شيء مرتبط بقيمة الإنسان وتعبيره الفني؛ فالفن المرتبط بالتراث له بعد ثقافي واجتماعي؛ إذ يعبر عن المجتمع وثقافته، هكذا بدأت ريم شاهين، رائدة تصميم الأزياء التراثية المصرية، قصتها مع احتراف الهاند ميد.
بدأت "ريم" حياتها المهنية من خلال العمل في شركة ملابس جاهزة ووصلت لمكانة كبيرة في الشركة، لكنها لم تجد نفسها في هذا المجال، مما دفعها لأخذ القرار الصعب بترك العمل واللجوء للحلم الذي كان يستهويها بتجسيد التراث من خلال أعمال فنية تتمثل في الملابس لتصبح مصممة أزياء تراثية.
تقول "ريم" - في حكاية قصة نجاحها لـ "فرزيانا" -: بدأت عملي في الهاند ميد عام 2006 بعد حصولي على الدراسات العليا في المعهد العالي للفنون الشعبية كمصممة أزياء تراثية كما عملت في مجال تنمية الحرف اليدوية كمدربة واستشارية تطوير منتجات، ثم قمت بعمل خط إنتاج بدأته بخط العريش ثم سيوة ثم الخيامية ثم سوهاج ودخلت العديد من المعارض وسافرت عدد من محافظات مصر؛ للتعرف على التراث اليدوي عن قرب والتعرف على الحرفيين، فذهبت إلى سانت كاترين والصعيد والواحات والفيوم؛ مما جعلني أستوعب فكرة التراث اليدوي بشكل كبير، خاصة في مجال التطريز والنسيج.
وتضيف "ريم": البيئة المحيطة كانت تنتقدني ولم يكن هناك تقدير لهذا العمل، خاصة أنني اهتم بالتراث فكانوا يرون أنها أشياء قديمة لم تعد لها قيمة في ظل الملابس المعاصرة، ولن تجد رواجا في السوق، لكن كان لدي وجهة نظر بأن هذا القديم - في نظرهم - هو الجديد وكما يقولون "كلما أغرقتم في المحلية وصلتم للعالمية"، فكانت خطواتي واضحة.
ولم يكن ذلك الانتقاد الوحيد الموجه لـ "ريم"، فتؤكد: كذلك كان هناك انتقاد بشأن ترك الوظيفة وأنني كنت وصلت لمكانة كبيرة في شركة ملابس جاهزة ومرتب كبير وتأمين، لكن الشغل الحر، خاصة في الوقت الماضي لم يكن فيه أي مميزات أمان، وبالتالي كانوا يريدون أن استمر في الوظيفة المؤمنة.
وتقول "ريم": لدي حلم لم يكن له رؤية واضحة في البداية ومع الاستمرار في التعلم والعمل تتضح الرؤية أكثر فأكثر وقمت بتحقيق أشياء كثيرة أحبها وحققت نجاح كبير، فمجرد العمل في المجال الذي أحبه نجاح، والتحدي هو القدرة على الاستمرارية ومواصلة النجاح والتطوير، والآن أصبح لي براند وهو ريم شاهين ديزاين "بيت أزياء ريم شاهين"، لكن يحتاج للتطوير والاستمرار حتى يصل للعالمية.
عمل "ريم" في مجال التدريب أتاح لها تكوين فريق عمل من خلال المتدربات التي قامت بتدريبهن ويتكون من اثنين يعملن في الخياطة وواحدة في القص واثنين في التطريز، وثلاث مجموعات في سيوة، ومجموعتين في العريش وسوهاج.
وترى "ريم" أن أي فنان عندما يصل إلى الاحترافية أحيانا يفقد الحافز لدخوله أكثر في التكنيك والمعاملات والتسويق فيفقد متعة العمل وروح الهاوي، ولذلك التحدي الكبير الذي يواجهها هو الاحتفاظ بروح الهاوي مع الاحترافية لكي تكون بيت أزياء كبير متخصص.
تسويق منتجات "ريم" يعتمد على العرض في بعض الجاليريهات والبيع الأونلاين من خلال مواقع بيع متخصصة، وكذلك المعارض، كما جربت عمل محل خاص بها، لكنها لم تجد الوقت مناسب لذلك في الوقت الحالي؛ نظرا لارتفاع التكلفة، وتخطط لاتخاذ تلك الخطوة في الوقت المناسب.
وترى "ريم" أن الصبر من أهم الصفات التي يجب توافرها في العاملين في الهاند ميد، وكذلك المهارة الخاصة في التعامل مع الحرفيين والصنايعية، خاصة لمن يستوحي الفن من الكتب؛ نظرا لعدم احتكاكه الكبير بالصنايعية، بالإضافة لأن يكون لديه مراجع حتى يستوحي من التراث على أساس علمي بجانب ابتكاراته وإبداعاته حتى يكون لديه أصاله في أعماله وهذا هو الأفضل.
ونصحت "ريم" من يريد العمل في الهاند ميد أن يكون هناك سرعة في التحرك وعدم تأجيل الخطوة الأولى؛ لأن من خلالها يتم معرفة هل سيكمل الإنسان أم لا، فهناك من يجرب ويجد نفسه لا يستطيع الإكمال في المجال، وليس هو الشيء الذي يحبه فلابد من الإنجاز في الخطوة الأولى.
للتواصل مع ريم رفعت عبر السوشيال ميديا:
فيس بوك Reem Shaheen designs
فيس بوك Ethnic Clothes
انستجرام reemrefaatshaheen