بدأت بمبادرة لتمكين المرأة.. قصة نجاح مروة عبد الله مالكة براند "أيادي" لشنط الجلد الهاند ميد
كتب - علي منصور
"سعيت لتحرير المرأة اقتصاديًا فقمت بعمل مبادرة اجتماعية لتمكين المرأة اقتصاديًا، من خلال تدريب السيدات على الحرف اليدوية وأحضر لهم الخامات ثم سوقت منتجاتهم" هكذا بدأت قصة نجاح "مروة عبد الله"، مالكة براند "أيادي" لشنط الجلد الطبيعي الهاند ميد.
تقول "مروة": أنا خريجة آداب آثار، وبدأت فكرة العمل في الهاند ميد من خلال الهواية منذ 8 أعوام في التطريز ومجسمات عجينة السيراميك، ثم فكرت في عمل مبادرة لتمكين المرأة اقتصاديًا ودخلت بها مسابقة لمؤسسة "اتجاه" عن المشروعات الناشئة التي لها أثر اجتماعي وقضينا سنة في التدريب فاكتسبت خبرة في التسويق، وكانت مبادرتي ضمن المشروعات الفائزة في المسابقة وحصلت على جائزة مالية بقيمة 15 ألف جنيه.
وتوضح "مروة": أن بدايتها مع مجال الهاند ميد كان كهواية ثم ركزت عليه بعد ذلك لما وجدت له من بعد في خدمة المجتمع وشعرت بأهميته، فتطورت الفكرة تدريجيا من عمل منتجات خاصة لها إلى عرض إنتاجها على الأهل والمقربين والأصدقاء ثم بدأت في تسويق منتجاتها فبدأت الطلبات تزيد فوق مقدرتها الإنتاجية ومن هنا لجأت للتدريب وبدأ التحول من مجرد الإنتاج إلى التأثير في المجتمع من خلال توفير فرص عمل للمتدربين وهو ما جعلها تحب الاستمرار في المجال وتنمي مشروعها.
بداية "مروة" العملية لم تكن من خلال الهاند ميد؛ إذ عملت بعد التخرج في المبيعات والتصدير في شركة مستلزمات طبية، وبعدها تركت العمل وتفرغت لمشروعها بعد وقت من التدريب والكورسات، فتؤكد: أهلي وأصدقائي المقربين دعمني بشكل كبير في بداية مشروعي، خاصة والدي، أما البيئة المحيطة بخلافهم كانوا يرون أن المشروع لن يفيد، والوظيفة الثابتة أفضل، لكن هذا لم يشغلني مطلقا، فالدعم الذي وجدته حفزني على الاستمرار، "فلماذا أعمل عند أحد ويكون لي حد معين يمكن أن أصل له في الوظيفة إذا كان من الممكن امتلاك مشروعي الخاص وأطوره مع الوقت ويمكن تكوين براند يصل للعالمية؟".
طريق "مروة" لم يكن سهلا، فقد تعثرت قليلًا في بدايته، تقول: "بدأت في التعلم من خلال كورس في الجلود الطبيعية، لكني للأسف لم أستفد منه بشيء وتوقفت في البداية وأصبت بإحباط شديد؛ لأن المدرب الذي أعطاني الكورس وتعرفت عليه من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية، كان يتصف بالأنانية ولا يريد أن يعلمني أي شيء فخرجت من الكورس ولم ينفذ أمامي ولو قطعة جلد واحدة، ولم يعرفني على الأدوات، وعندما أسأله عن أسماء الأدوات كان يقول: أحضرتها من أمريكا ولا اعرف أسماءها فبنتي تحضر الأدوات عن طريق الإشارة عليها للبائع.
وتضيف: بعدها بدأت البحث بنفسي من خلال اليوتيوب ومشاهدة فيديوهات الأجانب وأخذت صور لأشكال الأدوات التي يعملون بها وسافرت إلى القاهرة فكنت أقول للبائع أريد الأدوات التي في الصور فكان يعرفني بأسماء الأدوات وقتها، وبدأ في عرض باقي أدوات الجلد عليّ فبدأت أجد الأدوات التي استخدمها المدرب أمامي في الكورس وتعرفت عليها وقمت بشراءها وبدأت العمل بعد ذلك.
الخطوة التالية لمروة وبداية المعرفة بمنتجاتها جاءت عن طريق الصندوق الاجتماعي فعندما شاهد منتجاتها رشحها لبرنامج "ست الستات"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد" فظهرت فيه بثلاث شنط من إنتاجها ثم بدأت الطلبات فنزلت لشراء قطعة جلد أخرى للعمل بها وعرضت المنتجات فبدأت دائرة العملاء تزيد مع الوقت، فقررت إنشاء صفحة على "انستجرام"؛ لعرض منتجاتها ثم تواصلت مع محال لعرض المنتجات، والآن تعرضها في "دون تاون" وفي الزمالك والمهندسين وفي أماكن أخرى.
ومن الخطوات التي أسعدت "مروة" في طريق نجاحها عرض منتجاتها في أمريكا، فتقول: كان هناك مهرجان في أمريكا عن الحرف اليدوية المصرية تنظمه "مي جاد الله" فأخذت مني وقتها 20 شنطة لعرضهم في المهرجان، ولعل هذا الأمر لاهتمامي جدا بوضع اللمسات الأخيرة والفينيشنج؛ ليخرج في أجمل صورة بدون ديفوهات، كما أن هناك بعض من يأخذ منتجاتي كل شهر من الخارج لكن بشكل غير ثابت.
وتضيف "مروة": هدفي الوصول لعرض منتجاتي على مواقع تسويق عالمية؛ لتصل منتجاتي خارج مصر ويتم طلبها من الخارج حتى لو بدأت بقطع قليلة؛ لأن التصدير نفسه يعلي قيمة المنتج جدا ويحدث نقلة كبيرة في البراند فلا يقتصر على البيع المحلي.
وتشير "مروة" إلى أنه على الرغم من الدعم الذي نالته في بداية مشروعها، والذي ساهم في جزءٍ من نجاحها، فإنه لم يكن سبب نجاحها الوحيد، قائلة: حتى لو لم أجد ذلك الدعم فلم أكن لأصاب بالإحباط وكنت سأواصل مشروعي وسأصر على النجاح فنظرة المجتمع للوظيفة الثابتة على أنها أفضل من العمل الحر لأنها مضمونة وجهة نظر أراها خاطئة؛ فالوظيفة ليست مضمونة فمن الممكن أن يتم رفدي في أي وقت من تلك الوظيفة.
وتضيف: غير ذلك لا أقوم بتطوير نفسي أو مهاراتي وآخر شيء يمكن الوصول إليه هو مديرة شركة ! في النهاية هي ليست شركتي والنجاح ليس منسوبا لي، لكن عندما يكون لدي مشروعي الخاص فأنا أطوره باستمرار ويكبر مع الوقت وطموحي ليس له حدود فحلمي أن يصل البراند الخاص بي للعالمية ويمكن تطويره وإخراج فروع أخرى منه ويمكن العمل في أشياء أخرى مثل الفساتين أو المنتجات الأخرى.
وترى "مروة" أن شغل الهاند ميد لا يمكن الاستمرار والنجاح فيه إلا عند من يمتلكون الشغف الكبير جدا بهذا المجال؛ لأن من مميزات الهاند ميد أن من يعمل فيه يعمل بحب، فتقول: ادخل ورشتي في أوقات الساعة 2 بعد منتصف الليل؛ لأن لدي طاقة وحب للعمل، وهذه أيضًا من مميزات الهاند ميد عدم الارتباط بوقت معين للعمل والروتين الموجود في الوظائف ومن الصعب جدا على من يعمل في الهاند ميد أن يربط نفسه بعمل فيه روتين، وكان هذا سبب رفضي لوظائف بمرتبات كبيرة جدا في شركات مشهورة؛ لأن استمراري في المشروع سيصل بي لهذا الدخل في يوم من الأيام وفي نفس الوقت هو ملكي.
وفيما يتعلق بالصفات الواجب توافرها فيمن يعمل في الهاند ميد، توضح "مروة": أهمها القدرة على الابتكار، فمنذ دخولي المجال وجدت هناك تقليد بشكل غريب، فهناك من يقوم بسرقة تصميمات وينفذها فيقوم بتشويهها وهذا فقر فكري في أناس ليس لديهم القابلية للابتكار، فمن يعمل في هذا المجال لابد أن يكون لديه القدرة على الإبداع، والصفة الثانية المهمة هي الصبر؛ لأن مجال الهاند ميد وإن تم استيعابه بشكل ما في مصر مؤخرا، فإنه مازال لم يتم تفهمه بالشكل المطلوب، فهناك من يشعر أن سعره غالي وهذا قد يسبب الإحباط في بداية الإنتاج وعدم بيعه بشكل سريع فلابد من التحلي بالصبر، ولابد أن يشعر العميل من خلال المنتج كم تم التعب فيه والسهر عليه وأخذ وقت كبير حتى يخرج بهذا الشكل، ولابد أن يتصف بسعة الصدر لاستيعاب الناس التي لم تفهم قيمة المنتج حتى الآن.
الصفة الثالثة التي ترى "مروة" ضرورة توفرها فيمن يعمل في الهاند ميد هي دراسة السوق بشكل جيد حتى لا يعرض منتج في غير فئته أو لا يناسب الفئة التي تم عرضه فيها، فتقول: هناك من يعرض منتجاته بعد بداية عمله دون دراسة السوق بسعر رخيص جدا أو عالي جدا، فالأول يجعل الناس تستقل بقيمة المنتج فيضر نفسه ومن يعمل في مجاله، والثاني يضر نفسه كذلك؛ لأن منتجه لا يستحق هذا السعر الكبير جدا وبالتالي لن يجد العميل الذي يشتريه، ويضر كذل من يعمل في نفس المجال.
للتواصل مع حساب مروة عبد الله عبر انستجرام ayady.egy