فنان برتبة مبدع.. ننشر قصة نجاح إسلام محمود في صناعة الجلود الهاند ميد
كتب - علي منصور
ليس من السهل العمل في مجال الهاند ميد، لاسيما إذا كانت الجلود هي الحرفة التي تمتهنها، فكيف بمن تقوده التجربة لاكتشاف مكنونه اللامع الذي لولا مكافحته لما استمتع الناس بصنعته المتقنة.
فنان برتبة مبدع استطاع أن يحفر لنفسه في وقت قصير في عداد الزمن اسمًا لامعًا بأعماله الرائعة المتقنة في مجال صناعة الجلود الهاند ميد، ولم يكتف بذلك بل واصل النجاح باكتشاف إبداعه في فن الرسم؛ لتكون التجربة بابه لاستخراج اللؤلؤ المكنون بداخله، وربما لم تنته القصة عند ذلك، "فمن يدري ما الفن الجديد الذي لم يكتشفه في نفسه بعد؟".
"اعتمدت على نفسي في تعلم شغل الجلد الهاند ميد وكانت الوسيلة التجربة فطورت نفسي وصنعت المعدات بنفسي؛ لأني كنت اعمل قبل ذلك في مجال الخردة وإعادة تدوير الأشياء، وبعد التطوير بدأت استيراد المعدات"، هكذا بدأت قصة "إسلام محمود"، مع الجلد الهاند ميد، والتي خص "فرزيانا" بروايتها.
يقول "إسلام": بحثت في البداية عن العمل في وظيفة ولم أجد وظيفة مناسبة، وكنت أعمل في أكثر من مهنة قبل الاتجاه لمجال الجلود؛ إذ عملت في الخردة وفي الكمبيوتر وفي الموبايل وفي الساعات اليدوية فعائلتي مشهورة في هذا المجال، وكنت أقوم بإعادة التدوير فأجمع بعض الأشياء المعدنية وأشكلها في أعمال فنية، مثل: سيارة أو موتوسيكل أو ما شابه.
ويضيف: وفي مرة طُلب مني عمل تمثال لنموذج فرعوني فقمت بعمله في حجم الإنسان الطبيعي وأحببت تغليفه بالجلد وعمل العقد الفرعوني المشهور وبعد عدة محاولات صنعت له إكسسوارات من الجلد الطبيعي في اليد والصدر ودخلت به معرض كبير فوجدت فيه شخصين يعرضان أعمال بالجلد في بارتشن بجانبي فسألوني عمن صنع لي الجلد فأخبرتهم أني قمت بصناعته فقالوا: يمكنك العمل في هذا المجال، ومن هنا كانت بداية عملي في الجلود، والاثنين أخذا عندي كورس بعد سنة من هذا الموقف.
قضى "إسلام"، الذي وجد دعمًا معنويًا كبيرًا من زوجته في بداية مشروعه، بعد هذا الموقف خمسة أعوام من العمل في مجال الجلود الهاند ميد، وعامين في التدريب على المجال، خاصة في الإسكندرية، موطنه التي يملك فيه محل بمنطقة كليوبترا، كما يعطي كورسات في جميع محافظات مصر، التي انتشرت فيها منتجاته كذلك.
وخلال تلك الفترة القصيرة حقق "إسلام" نجاحًا كبيرًا وأصبح يمتلك براند " Type of art"، غير أنه لم يكتف بما حققه؛ إذ يسعى إلى وصول منتجاته لمستوى شغل الأجانب، مؤكدًا أنهم يملكون براعة في الاتقان والفينيشنج.
ويرى "إسلام" عدم اهتمام الحكومة بالعاملين في مجال الهاند ميد، فيقول: أتمنى عمل كيان لكل العاملين في مجال الهاند ميد يلبي متطلباتنا، ويوحد كلمتنا ويجمع شملنا، وأن يكون هناك معاش لنا، واهتمام من الحكومة، فللأسف نحن لا نسمع إلا مجرد كلام من وزارة التضامن، والغرفة التجارية، لكن لا نرى أي شيء على أرض الواقع، وبإذن الله لو لم يحدث هذا الأمر من الحكومة سنقوم بعمله بأنفسنا.
وعلى الرغم من امتلاك "إسلام" لمحل في كليوبترا بالإسكندرية، إلا أنه يؤكد عدم اعتماده عليه في التسويق إلا بنسبة 10% فقط، مشيرًا إلى أن 90% من تسويق منتجاته يكون أونلاين من خلال صفحته على "فيس بوك"؛ إذ يقوم بتصوير المنتجات وعرضها، ويتلقى عليها الطلبات، قائلًا: الحمد لله أرسلت طلبات لكثير من دول العالم، خاصة السعودية والكويت وسوريا وأمريكا، فضلا عن مختلف محافظات مصر.
وينصح "إسلام" من يملك أي موهبة في أي مجال من مجالات الهاند ميد بالتجربة، فيجعلها بدايته حتى لو فشل في البداية، ويمكن أن يكتشف المهارة بداخله مؤكدًا أن هذا ما اكتشفه في نفسه فمع عمله في الجلد والحاجة لعمل بعض الرسومات على المنتجات، أخذ يبحث عن رسام، ثم حاول بنفسه الرسم ومع الوقت اكتشف أنه يستطيع الرسم، لكنه لم يكن يحاول من قبل، قائلًا: على من لا يملك الثقة الكافية أو يخشى دخول المجال التجربة فهي خير برهان على قدرته من عدمها.
وفيما يتعلق بالصفات الواجب توافرها في العاملين بمجالات الهاند ميد المختلفة، يقول "إسلام": الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها العاملين في مجال الهاند ميد، فلابد أن يتصف بسعة الصدر؛ لأن هناك من يريد العمل في المجال ويبدأ التدريب ثم يكتشف أنه ليس لديه سعة صدر للعمل فلا يكمل الأمر، ولابد أن تكون أعصابه هادئة، وأن يكون يحب الفنون، ويمتلك رؤية فنية حتى لو لم يعمل بيده من قبل لكن ذواق فيستطيع النظر للطبيعة والاستلهام منها.
للتواصل مع إسلام محمود عبر فيس بوك Type of art