فكرها أضفى الروح والبهجة للجلد.. ننشر قصة نجاح آية سامي في الهاند ميد
كتب - علي منصور
"كنت في حالة مزاجية غير جيدة فأحببت تغيير مودي بكورس الجلود الذي قدمت فيه، وقتها لم يكن لدي أي تخطيط للعمل في هذا المجال، مجرد تسلية وتغيير مود، ولم أكن أعلم وقتها أنني أشق طريقي في الهاند ميد"، هكذا بدأت "آية سامي"، رواية فصول قصتها مع الجلود الهاند ميد لـ "فرزيانا".
تقول "آية"، ابنة محافظة القاهرة: قبلي دخولي في مجال الجلود كل ما كنت أعرفه عن الجلد أن منتجاته لشريحة سنية معينة وهم كبار السن، وليس فيه أي تطوير وتصميماته ليس فيها روح، وعندما أنهيت الكورس كان بداخلي طاقة وفكر ورؤية معينة للمجال تمنيت تنفيذها.
وتضيف "آية": البداية كانت بعمل بعض الشنط لي ولوالدتي ولصديقاتي دون التفكير في عمل مشروع وكنت أقوم برفع التصميمات على الفيس بوك، فبدأت وقتها التعليقات باستحسان المنتجات وأعجبت المتابعين، وعندما رفعت تصميم الشنطة التي صنعتها لنفسي انهالت عليّ الطلبات لشراءها والسؤال عن ثمنها.
من هنا بدأت "آية" التفكير الجدي لأول مرة في عمل مشروع لمنتجات شنط الجلد، لكنها كانت تحمل بداخلها رؤية مختلفة لما تراه من شنط في سوق الجلود.
توضح "آية": بدأت التصميم والإنتاج من خلال تنفيذ أفكاري وما أحب في مجال الجلد، فمن الأشياء التي كنت استغربها عدم وجود ألوان في الجلد، وأنا أحب الألوان جدا، "فلماذا يخلو الجلد من الألوان؟" مع أن الألوان تشعر بالحياة والبهجة.
وتواصل "آية": أنا أحب الألوان وأحب أن يكون العمل فيه روح، فقمت في بداية عملي بتصميم شنطة من الثقافة الهندية مرسوم عليها فيل وألوان مبهجة، فأنا اعتمد في تصميماتي على وضع روحي فيها وما أحبه في الحياة بشكل عام وأشعر بسعادة كبيرة عندما أنفذ ذلك وأسعى بعدها لإنجاز جديد.
ومن التصميمات التي أحببتها وكنت سعيدة بتنفيذها تصميم شنطة عليها أم كلثوم؛ فأنا أحب أم كلثوم جدا، وأرى تصميمات لها في خلفية كافيهات أو على دلايات في مجال الإكسسوارات، ولكن لم أرى شنط جلد عليها أم كلثوم؛ فقمت بعمل شنطة بتصميم أم كلثوم.
ما شجع "آية" على بداية مشروعها أن العملاء لا يمكن أن يجاملوا؛ فليس هناك مجاملة في دفع المال، خاصة إذا كان عميل لا يعرفك وأول معرفته بك من خلال منتجك، فهو يسأل عن المنتج لشراءه؛ فمستحيل أن تكون هناك مجاملة، وهذا الإعجاب الذي دفعه لشراء المنتج مؤكد أنه نابع عن حب المنتج وعن جودته وأنه يستحق بالفعل المبلغ الذي سيدفعه.
وفيما يتعلق بالتسويق، تقول "آية": اعتمد حاليًا في تسويق المنتجات على الفيس بوك، والعرض في ستورز دون تاون في ثلاثة أماكن وهي القطامية والشيخ زايد وهليوبويلس، وفي جاليري في شرم الشيخ؛ فأقوم بعمل تصميم معين وأنشره على الفيس بوك وأوزعه في الستورز والجاليري.
وتسعى "آية" خلال الفترة المقبلة لعمل منتجات مختلفة ليس فقط من ناحية الألوان، ولكن من ناحية التكنيك، مؤكدة أنها كانت تهتم في البداية أكثر بالانتشار، وبالتالي كان أهم شيء أن يكون المنتج سعره مناسب حتى لو لم تكسب فيه، أما الآن فهي تهتم بإخراج المنتج في أفضل صورة ممكنة، وأن يكون مختلف من ناحية التكنيك.
وتشير "آية" إلى أن أهم شيء لمن يريد العمل في مجال الهاند ميد، هو امتلاك الشغف، فهو كلمة السر حتى لو كان الوقت ضيق ولا يملك الشخص إمكانيات مادية؛ فالشغف للشيء الذي يحبه هو الذي سيجعله يفعله مهما كانت الظروف ويسعى للوصول للنجاح فيه.
وتضيف "آية": الشغف يتضمن تحته أشياء كثيرة، منها: الإخلاص للعمل لمجرد حبي له، وليس للشهرة أو كسب المال، فمع الإحباطات التي نقابلها وعدم سهولة البداية؛ فالذي يجعل الإنسان يكمل ويقوم بعد السقوط هو شغفه وحبه للشيء الذي يفعله.
ومن أهم الصفات التي ترى "آية" ضرورة توافرها فيمن يعمل في الهاند ميد، الصبر؛ لأن النجاح ليس من السهل الوصول إليه، والثقة بالنفس، بالإضافة إلى أن يكون لديه معرفة جيدة بما يريده، وأن يحب المجال الذي يعمل فيه، والتعليم الذاتي والتطوير من نفسه باستمرار، والسؤال عن الخامات وكل ما يتعلق بمجاله، والتجربة، ومعرفة انطباعات الناس وتعليقاتهم على المنتجات.
للتواصل مع آية سامي عبر فيس بوك ملاذ