أسسه ثلاثة من أساتذة الجامعة.. "Azha" قصة براند يجسد الثقافة المصرية المندثرة في منتجات الهاند ميد

^{كتب - علي منصور}

أن تعيد نشر ثقافة بلدك أمر من الروعة بمكان، فإذا قرنت ذلك بفتح مجالات عمل للسيدات والحرفيين، فإنك تجمع بين نشر الثقافة، وتمكين الشباب والسيدات اقتصاديًا، وبالتالي تحقق موازنة بين أمرين ليس من السهل الجمع بينهما.

ثلاثة من أساتذة الجامعة قرروا خوض غمار تلك التجربة متحملين ما تحويه من مخاطر، فكان إيذانًا بميلاد براند "Azha" عام 2018؛ ليشق طريقه وسط مجال الهاند ميد.

تقول علا حمدي، أستاذ دكتور في كلية الفنون التطبيقية قسم الخزف: أسست المشروع بالاشتراك مع اثنتين من الأساتذة معي في الكلية، وهما: مروة خفاجي، أستاذ دكتور في قسم السينما، وهبة مسعد، أستاذ دكتور في قسم الحلي والمعادن.

وتوضح "علا": فكرة المشروع كانت إحياء التراث الثقافي لصعيد مصر، والبداية كانت بحرفة التلى، وهي عبارة عن التطريز بخيوط من الفضة والذهب وسافرنا وقتها أسيوط وجمعنا كل المعلومات المتعلقة بالحرفة من الزخارف وتكوينها.
وتضيف "علا": كنا نهدف جمع المعلومات عن الحرفة، بالإضافة إلى عمل تنمية وتوعية للناس بأن هذه المنتجات ليست مجرد قطع ملابس يرتدونها، ولكن لها قيمة مرتبطة بالثقافة؛ فنشرنا الوحدات الزخرفية على صفحتنا على الفيس بوك؛ لتعريف الناس برمز كل وحدة في ستانلي والثقافة الشعبية.

مجموعة المنتجات الأولى التي أنجتها المشروع كانت قائمة جميعها على "التلى"، وشملت الملابس مثل: البلوزات والفساتين، والشنط القماش، والحلي، وإكسسوارات من الفضة، وأطباق من الخزف للديكور.

وعلى الرغم من مشاركة المشروع في معرض الحرف اليدوية IHS، ومعرض ديارنا، ومعرض أنا مصري للحرف اليدوية العام الماضي، فإنهم لم يشاركوا هذا العام في أي معرض من تلك المعارض بسبب تكلفتها المرتفعة.

ويهدف "Azha" خدمة المجتمع من خلال تشغيل السيدات والحرفيين، فتقول "علا": نشتري التلى من السيدات اللاتي يقمن بالتطريز وهو عمل نسائي بحت ونأتي به من شندويل في أسيوط، ونصنع الأطباق في منطقة بطن البقر في مصر القديمة، وبالنسبة للحلي نلمعه بعد التصميم والتصنيع في ورش السباكة بالحسين، والشنط الجلد في المدابغ، وبالتالي كان يعمل معنا مجموعة من الحرفيين في كل مجال، بالإضافة إلى مساعدة الحرفيين بشكل غير مباشر في تطوير منتجاتهم بإعادة التشكيل والتصميم بشكل مختلف.

وتضيف "علا": فكرة المشروع في البداية أعجبت الناس من حولنا، خاصة أننا ثلاث سيدات شركاء في المشروع، واهتممنا بخدمة المجتمع، والتوعية بالثقافة المصرية، وهناك من قلدنا من خريجين، بالإضافة إلى وجود طلاب طلبوا مساعدتنا والعمل معنا، كما نزلنا مع الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن أكثر من معرض، وقمنا بعمل تصميم عباءة حضرت به سحور أهل مصر في رمضان قبل الماضي.

وتسعى "علا" بالإضافة إلى شركاءها في المشروع لعمل كوليكشن جديد خلال الفترة المقبلة من خلال ثقافة سيوة؛ فتقول: سنقوم بجولة هناك ونبحث عن الحرف الموجودة ونختار حرفة يغفل الناس عنها، وسنعمل عليها بشكل جديد من ناحية التصميم.

كما يسعى القائمون على "Azha" للتسويق خارج مصر خلال الفترة المقبلة، ويعتمدون حاليا في تسويق منتجاتهم على البيع الأونلاين من خلال صفحة الفيسبوك.

وتنصح "علا" من يحب العمل في الهاند ميد ولديه موهبه فيه، قائلة: إذا كان الشخص مؤمنا بفكرة ما ولديه موهبة فيها فلابد أن يحاول كثيرًا حتى يكون هناك وجود وكيان لفكرته، حتى لو كان هناك صعوبة في البداية، لكن مع اقتناعه سيكمل وينجح في النهاية.

وترى "علا" أن أهم الصفات التي يجب توافرها فيمن يعمل في الهاند ميد، أن يكون شخص مبدع، وله رؤية فنية وصاحب الأفكار التي ينفذها، ففكرة التقليد ستعمل معه في البداية، لكن مع الوقت سيقف ولن يستطع الإكمال؛ فالإبداع هو الذي سيميزه عن غيره ويجعله يستمر وينجح، ولابد من الاطلاع جيدًا على ما يحدث في مصر والعالم في مجاله في الهاند ميد.

للتواصل مع Azha عبر فيس بوك Azha designs