يسرية محروس تروى لـ "فرزيانا" قصة مركز إحياء التراث والعقبات التي تواجه الحرف اليدوية
كتب - علي منصور
"عملت في أكثر من وظيفة متعلقة بمجال دراستها، لكن العمل الأبرز طوال 20 سنة كان في السياحة ما جعلها تجول محافظات وقرى مصر التي تعرفت خلالها على الحرف التراثية، فقررت إنشاء مركز إحياء التراث"، يسرية عبد الرحمن محروس تروي لـ "فرزيانا" خطوات عملها في الهاند ميد والعقبات التي تواجههم في المجال.
تقول "يسرية": مصر مليئة بالحرف التراثية الرائعة ما دفعني لإنشاء مركز إحياء التراث في شرم الشيخ، الذي يعمل معي فيه أكثر من 85 حرفي، وكان كل هدفي في البداية فتح مركز لتشغيل الحرفيين؛ لأن لدينا حرف يدوية كثيرة كصناعة الفخار والسجاد والرسم بالرمل في الوادي الجديد والنقش على النحاس والتطريز والخرز وغيرها.
وتضيف "يسرية": أحب الحرف التراثية منذ زمن بعيد وكنت في الجامعة أرسم على ورق البردي وأبيعه، وبعد سنوات أحببت العودة لشغفي بذلك المجال ففتحت المركز عام 2006، الذي يساعدني فيه أخويّ.
وتسرد "يسرية" العقبات التي تواجههم في مجال العمل في الحرف اليدوية، فتقولك يوجد تقدير للهاند ميد، ولكن ليس من كل الناس، فأنا أذهب المعارض التابعة لوزارة التضامن وأرى الوزيرة تهتم بالهاند ميد، لكن الدعم ليس على المستوى المطلوب.
وتتابع: كنت في فرنسا وتحدثت مع أشخاص من المغرب وعلمت أن الحكومة هناك تدعم الهاند ميد من بداية الإنتاج وليس مجرد الدعم في المعرض فقط، فالدعم يتم بداية من الخامات، ومصر لا تهتم بالخامات وليست متوفرة أو مدعومة، فعندما أجد المنتج المغربي وهو نفس منتجي يباع بسعر التكلفة في المعارض الخارجية، فكيف سنبيع منتجاتنا ؟ وذلك لأن منتجاتهم مدعمة من الخامات حتى التسويق، وأنا أعلم أن هناك دعم كبير يأتي للحرف اليدوية في مصر فلابد أن يذهب لمستحقيه.
وتوضح: لدينا نحو 2 مليون حرفي في مصر ولو تم الاهتمام بهم سيحدث ذلك نقلة كبيرة في الدخل، وبسبب عدم الاهتمام هناك أصحاب حرف "يدهم تلف في حرير" يتركون الحرف ويعملون على "تك تك"؛ وذلك لأن دخل الـ "تك تك" أكثر من دخل الهاند ميد لهم؛ فنريد الاهتمام بالحرف بشكل جيد في الجمالية وخان الخليلي ودرب البرابرة والفسطاط والنجوع في الصعيد وغير تلك التجمعات المشهورة بالحرف اليدوية.
وتؤكد "يسرية": نعاني كذلك من ثقافة المصريين في شراء منتجات الهاند ميد، فهم يحبون شراء المنتجات من الخارج ويتفاخرون بالشراء من تركيا أو فرنسا أو غيرها من البلاد الخارجية، ولا يعلمون أن منتجات بلدهم أفضل بكثير.
وتوجه "يسرية" نصيحة تساعد في تصدير منتجات الهاند ميد لمختلف دول العالم، فتقول: لابد من مراعاة الأحوال وظروف الطقس في كل البلدان المختلفة؛ فطقس أوروبا يتطلب مواصفات معينة في المنتج نظرا لانخفاض درجة الحرارة بعكس طقس أفريقيا والدول العربية الحار، وذلك حتى يتم تصدير تلك المنتجات بما يلائم الأحوال هناك.
وتنصح "يسرية" من يفكر في تلك العمل في الحرف اليدوية، قائلة: تمسكوا بمجالكم ومع الوقت ستتم معرفتكم وشهرتكم وابقوا على ثقة في أنفسكم وعملكم ولا تبيعوا المنتجات بأقل من ثمنها ولا تقللوا من قيمة تعبكم ومجهودكم.
للتواصل مع عبر فيس بوك مركز أحياء التراث