بدأت من الصفر.. ياسمين مصطفى تروي قصة احترافها صياغة الفضة والنحاس
كتب - علي منصور
"قبل عملي في الهاند ميد كنت أعمل مع والدي في تجارة الألومنيوم والزجاج، لكن مع الوقت لم أجد نفسي في هذا المجال وأخبرته بأنني لن أكمل فيه وقررت الاتجاه للهاند ميد"، هكذا بدأت ياسمين محمود مصطفى رواية قصتها مع المشغولات اليدوية لـ "فرزيانا".
تقول "ياسمين": أنا خريجة تجارة لكني لم أعمل في أي وظيفة متعلقة بمجالي الدراسي، واتجهت للعمل في الهاند ميد منذ 15 عام من خلال صياغة الحلي بالاعتماد على الفضة والنحاس.
وتضيف "ياسمين": في بداية مشروعي وجدت دعما كبيرا من البيئة المحيطة بي؛ إذ شجعني أهلي وأصدقائي على العمل في هذا المجال، وكانت البداية من خلال رؤيتي لبروش مصنوع من سلك النحاس فسألت عنه وعملت كيف صنع وقررت أخذ كورس لتعلم هذا المجال وبالفعل تعلمت كل تقنيات سلك النحاس وصنعت منه كل شيء، وشاركت في أكثر من مسابقة وحصلت على جوائز.
وتتابع "ياسمين": كان لدى والدي مكان عمل في شرم الشيخ فسافرت إيه وقضيت معه 4 أشهر وقتها قابلت فتاة روسية وعندما تعرفت على مجال عملي اقترحت عليّ تعليمي أساسيات الصياغة، وأخبرتني أنها تحتاج بعد ذلك للممارسة، وبالفعل تعلمت، وسافرت إلى المنصورة، وبدأت أبحث عن الخامات والأدوات ولم أجد أي شيء في المنصورة، وعلمت أن القاهرة هي التي يتوفر فيها كل شيء.
سافرت "ياسمين" إلى القاهرة لتبدأ قصتها مع تعلم فن صياغة الحلي، فوجدت أكاديمية تعطي كورسات صياغة كانت مرتفعة السعر، لكن شغفها وإصرارها على التعلم جعلها تتعلم رغم ارتفاع الأسعار وقتها.
وتوضح "ياسمين" أنها تعلمت بشكل جيد في الأكاديمية ومع ذلك ليس كتعلم المهنة وسط أصحاب الصنعة؛ فالممارسة العملية في الورش تختلف كثيرًا؛ إذ هناك تقنيات صغيرة لا يعرفها سوى صنايعي الورشة؛ لذلك بدأت في خطوتي التالية وهي البحث عن الورش.
وجدت "ياسمين" ضالتها في ورش الحسين وسألت هناك عن الشغل والأخطاء التي تواجهها؛ فتعلمت منهم، وتعرفت على أفضل الأماكن لشراء الأدوات، كما تعلمت تقنيات لم تجدها في الأكاديمية، وبعد ذلك عادت إلى المنصورة، لتبدأ مشروعها الخاص بعد إتقان صناعة الحلي.
تقول "ياسمين": فتحت ورشة في المنصورة مثل الورش التي رأيتها في القاهرة وفي البداية الناس لم تكن تفهم طبيعة العمل فكانت تأتي وتسأل وكنت أعرفهم على المنتجات وأشرح لهم طبيعة عملي.
وتضيف "ياسمين" أصل الصياغة الذهب، لكن الذهب سعره مرتفع جدا، ففكرت في البدائل فوجدت الفضة والنحاس؛ فقمت بعمل نفس التصميمات التي يتم صناعتها من خلال الذهب لكن بالفضة والنحاس؛ إذ تكون الأسعار أقل جدا وفي نفس الوقت نخرج تصميمات رائعة وبكل ما يحتاجه السوق.
وتواصل "ياسمين": بعد ذلك تزوجت في القاهرة وفتحت ورشة هناك، وأصبح لدي ورشتين في القاهرة والمنصورة، وورشة القاهرة أصبح معي فيها عمالة لكني أقول بـ 90% من العمل، وفي المنصورة هناك أشخاص تعمل في توصيل الطلبات.
وترى "ياسمين" أن الاهتمام الإعلامي بالهاند ميد أصبح جيدًا وذلك من خلال التليفزيون والصحافة، لكن المشكلة تتعلق بالدعم الحكومي، خاصة في التسويق؛ وذلك لارتفاع أسعار المعارض، التي يكلف أقل معرض فيها 6000 جنيه، قائلة: نحتاج معرض بشكل دائم بسعر مناسب، وأن يكون هناك دعم حكومي لصناع الهاند ميد.
وتعتمد "ياسمين" في تسويق منتجاتها على في السوشيال ميديا بنسبة 95%، بالإضافة إلى المعارض والطلبات التي تأتي من خلال الورشة.
وفيما يتعلق بالصفات التي يجب أن يتحلى بها من يعمل في الهاند ميد، تقول: أهم تلك الصفات حب الهاند ميد عموما؛ لأنها مهنة تحتاج إلى صبر وبال طويل، وكذلك الابتكار والابداع، فلابد أن يكون لديه كل يوم فكرة.
للتواصل مع ياسمين عبر فيس بوك ورشة سوق النحاس