هربت من جحيم "داعش".. ننشر قصة نجاح العراقية هدى الحافظ في الرسم على الخشب
كتب - علي منصور
"أقيم في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وأنا من "نينوى" في مدينة الموصل بمحافظة العراق، من مواليد 1990، تخرجت في كلية الفنون الجميلة - جامعة الموصل لعام 2011-2017، متزوجة ولدى طفلة"، هكذا بدأت "هدى عدنان الحافظ" رواية قصتها مع الهاند ميد لـ "فرزيانا".
تقول "هدى": تأخير سنة التخرج كان بسبب ما عانته مدينتي من اضطهاد وحروب عند دخول "داعش" ومحاولة هروبنا من هذه المعاناة والقمع الذي تلقاه كل فنان من تهديد وتعذيب لكونه أمر محرم عندهم، فقد كنت في المرحلة الأخيرة عندما هاجموا المدينة، وتأجلت الامتحانات إلى إشعار آخر.
وتضيف: اضطررت إلى الخروج من مدينتي متوجهة إلى شمال العراق (كردستان العراق)، وبعد سنتين من دخول "داعش" المدينة استطعت إكمال امتحاناتي متخرجة بمعدل تقديري بسبب ما حدث لجامعتي من تفجير وهدم وحرق؛ لأنهم اعتبروها شيء منافي للإسلام، وبذلك لم يستطع أحد إنقاذ ملفاتنا ولوحاتنا ومشاريع تخرجنا، وها أنا الآن أقيم في مصر أم الدنيا.
وتوضح "هدى": مذ كنت صغيرة كنت محبة للرسم بشكل كبير قبل دخولي المرحلة الابتدائية ولفترة طويلة كان لدي هاجس قوي يدفعني لتقليد كل ما أراه من رسوم وصور ودفاتر التلوين مما صقل موهبتي في وقت مبكر، وأذكر أن رغباتي العارمة في الرسم أوصلتني لأن أكون رسامة الصف، بل والمدرسة بأكملها، وأعمل الأن في مشروع صغير وهو الرسم على جذوع الأشجار أو على الخشب أو الكانفاس.
بدأت "هدى" في مشروعها هذا قبل سنتين تقريبا وقد لقيت استحسان الناس في مشروعها، الذين أبدوا لها إعجابهم بأعمالها؛ مما دفعها لتوسيع المشروع والاهتمام أكثر بالتفاصيل، كما أن حبها للرسم ورغبتها في التميز جعلها تختار الحرف اليدوية لما لها من إقبال كبير في مصر ورغبة جميلة في اقتناء الأعمال اليدوية أكثر من نظيراتها المصنوعة، بالإضافة إلى كونها مصدر دخل مساعد خصوصا وهي لا تستطيع العمل خارج البيت؛ لأن لديها رضيعة.
وتؤكد: دارستي كان لها أثر واضح في صقل موهبتي وبروز الطابع الفني على أعمالي، وكان زوجي هو الداعم الأساسي لي في مشروعي هذا فقد ساندني ماديا ومعنويا وهون عليّ صعاب البدايات؛ إذ كنت في بادىء أمري أرسم لوحات زيتة لأناس يعرفونني جيدا بطلب خاص منهم وما أن لقيت اهتماما من معارفهم حتى فكرت في عمل مشروع صغير يتضمن كل أنواع الرسم (على الخشب، كانفاس، حجر، قماش، وآخرها جذوع الأشجار وأحيانا فن الديكوباج) وإظهار مدى خبرتي في الرسم.
وتتابع "هدى": بعدها قمت بعرض أعمالي عند محالات الهدايا والانتيكا، بعد ذلك اقترح أحد الأصدقاء عرضها في إحدى الندوات الثقافية التي كان هو جزء منها، الأمر الذي جعلني أفكر جديا بعد أن وجدت الجميع يمتدح أعمالي ورسوماتي
وبعدها شاركت في عدة معارض، منها: "ملتقى لمسات الدولي" و"مؤسسة الوسن الثقافية" وأيضا لقاء صغير على تليفزيون العراقية.
وتقول: طموحي بدأ يكبر ليصبح هدف وأن أصل لمستوى عالمي في أعمالي، لكن يجب أن أوضح أن الطريق لكل هدف متعب وشاق ويحتاج إلى صبر ووقت، والكثير من الدوافع المادية؛ فهي أكثر شيء متعب واجهني لقلة مواردنا وحدودية دخلنا وكوننا مهجرين يصعب علينا توفير كل ما يلزم، وأيضا يجب التنبه لكل من يريد الإحباط فعلى كل من يريد أن يحقق حلمه أن يضع يديه على أذنه ويتغاضى عن كل كلام محبط ومسيء للعمل أو المشروع فهذا من أكثر الأمور التي تفشل المشروع وتجعله يدور في نفس النقطة دون تحرك؛ فالإيمان بالقدرات هو الجدار الذي يحمي الشخص من الانتكاس أو السقوط.
وتضيف "هدى" كان والدي - رحمه الله - هو قدوتي ومثلي الأعلى مذ كنت صغيرة؛ فقد كانت يداه مقدسة بالنسبة لي لما فيها من إبداع في كل شيء يعمله، في الرسم، الخط، النحت على الخشب، وفي كل شيء دون مبالغة، وبعده وفاته، أمي كانت الداعم الأكبر لي، وكانت دائما تتمنى أن أصل لمستوى عالي في الفن وأن تراني أبلغ العالمية في مجالي، أما الآن وبعد ابتعادي عنها عبر قارات، زوجي من تولى الاهتمام بي وبطموحاتي محققا رغبتي ومشاريعي.
وفيما يتعلق بالصفات التي يجب توافرها فيمن يعمل في الهاند ميد، توضح "هدى": من وجهة نظري البسيطة على كل من يريد الدخول في مجال الحرف اليدوية لابد أن يملك الإيمان بنفسه وبأنه يستطيع ولا مجال للخذلان، فربما بعد محاولات سيحقق كل ما يريد، بالإضافة إلى امتلاك حس فني يستشعر من خلاله ذائقة المتلقي، وأخيرا الموهبة التي تعطي النتائج المرضية في أي عمل، غير ذلك اعتقدها أمور ثانوية ويمكن أن تكون في متناول الجميع.
للتواصل مع هدى الحافظ عبر فيس بوك فَرّاشْة
للتواصل عبر انستجرام butterflyqoart