ننشر قصة نجاح شيماء حمدون في مشغولات الخيامية الهاند ميد
كتب - علي منصور
شيماء يوسف حمدون، تقيم في محافظة القاهرة، وتعمل في مشغولات الخيامية، وهي حرفة تراثية تكون متوارثة بشكل كبير، وأغلب من يعمل فيها الرجال.
تقول "شيماء" - في رواية قصتها مع الهاند ميد لـ "فرزيانا" -: أغلب من كان يعمل في مشغولات الخيامية الرجال، لكن الموضوع في هذا الوقت اختلف؛ إذ أصبح هناك اتجاه عام وكذلك في الدولة لإحياء هذا التراث مرة أخرى؛ لذلك بدأنا نضيف عليها روح جديدة، ولذلك اخترت العمل فيها لأني أحببتها جدا.
وتضيف: بدأت العمل في الخيامية منذ حوالي 17 عام، وأحببت الحرف اليدوية من صغري؛ لأن ميولي فنية، وكذلك عائلتي معظمها ميوليها فنية، فحبي للفن شيء بالفطرة ومتوارث من العائلة، وأنا أحب كل شيء فيه فن، لكن الخيامية أكثر شيء جذبني في كل مجالات الحرف اليدوية وأحببت التخصص فيه.
وتؤكد "شيماء" أن مجال عملها في الخيامية ليس له أي علاقة بمجالها الدراسي فقد درست الإعلام، لكنها اختارت العمل في الخيامية لأنها من الحرف المصرية الأصيلة ومن الحرف التي يصعب على أي شخص خارج مصر عملها، وكذلك من الحرف التي لم تستطع أي دولة غزوها حتى الصين، وليس لها بديل حتى الباتشورك الذي يعد أقرب شيء للخيامية لكن هناك فرق كبير في طريقة التصنيع وفي الشكل النهائي بين الحرفتين.
ولا تعد حرفة "شيماء" مصدر دخلها الأساسي؛ إذ تعد حرفة سياحية في المقام الأول ولا يهتم بها داخل مصر، وكثير من المصريين لا يحرفون شيئًا عنها ولا يفكرون في اقتناء منتجاتها، وبما أن السياحة لا تعمل بالشكل المطلوب منذ سنوات، فبالتالي لا يمكن الاعتماد على الخيامية كمصدر أساسي للدخل.
وفيما يتعلق بالانتقادات التي واجهتها "شيماء" في بداية عملها، تقول: في البداية واجهت انتقادات كثيرة جدا، منها: أن العمل في هذه الحرفة ليس متعلقا بمجال تعليمي، وأن هذه الحرفة في المعظم حرفة رجال وفئة معينة وأنا بعيدة تماما عنها، وكانت الانتقادات من البيئة المحيطة بي، وكذلك من أصحاب الحرفة، وفي بداية عرض منتجاتي كان الأمر مستغرب أكثر من كونه انتقاد، فالعاملين في الحرفة كانوا يتساءلون من أنتِ لتعملي في هذه الحرفة؟ وأنت بنت فكيف تعملين فيها؟ وكيف تنافسين رجال في هذه الحرفة التي توارثوها؟ وكلام من هذا القبيل.
وتوضح "شيماء": أكثر شخص ساندني هو والدي - رحمه الله - فهو من عرفني على الأماكن التي أحضر منها الخامات، وكيف أسوق منتجاتي، وكيف أتعامل مع الناس، كل ذلك على الرغم من أنه بعيد تماما عن الحرفة، لكن عندما شعر بحبي للعمل فيها وعندي ميول لها لم يتركني وأخذ بيدي وساندني معنويا وماديًا.
وتحلم "شيماء" بمزيد من الاهتمام بالحرف اليدوية وتغيير ثقافة المصريين في الاهتمام بتلك الحرف، خاصة أن هذه الحرف إذ تم الاهتمام بها بالشكل المطلوب من خلال عمل مراكز تدريب على مستوى عالٍ وتأهيل المتخرجين لسوق العمل، والتعريف الجيد بكيفية تسويق المنتجات، يمكن أن تقيم اقتصاد أي دولة، لأنها لا تتطلب بناء مصانع أو ورش عملاقة؛ لأنها تبدأ من البيوت بخامات بسيطة، فمنها توفر فرص عمل من داخل البيوت، وكذلك تكون مصدر دخل قومي كبير، بالإضافة إلى أن تهتم بحرف تراثية أصيلة تعبر عن الثقافة المصرية وتصدرها للخارج.
وتوضح "شيماء" أن أبرز الصعوبات التي تواجه العاملين في الهاند ميد تتعلق بالتسويق، مؤكدة أنهم لا يريدون إقامة معارض داخل مصر؛ لأن تلك المعارض أصبحت ممتلئة بأصحاب الحرف اليدوية الذين لا يعرفون أين ستذهب منتجاتهم، فنفس العميل يأتي كل مرة، ولا يشتري كل معرض؛ نظرا لارتفاع أسعار منتجات الهاند ميد، فمعظم من يأتي يشاهد فقط ولا يشتري، ولذلك لابد من المساهمة في مشاركة أصحاب الحرف اليدوية في المعارض التي تقام خارج مصر.
وفيما يتعلق بالصفات التي يجب توافرها فيمن يعمل في الهاند ميد، تقول "شيماء": أبرز تلك الصفات الصبر؛ لأن الهاند ميد يحتاج وقت طويل لعمل المنتج قد تصل لشهور، بالإضافة إلى الوقت الذي يحتاجه الشخص كي يتعرف الناس عليه وعلى منتجاته ويستطيع تسويق تلك المنتجات.