صبا المنسي تغلبت على حزنها بالألوان فدمجت بين التطريز الفلكولوري والرسم في لوحات مبدعة
كتب - علي منصور
الحياة لا تعطينا كل ما نريد، وربما تأخذ منا أفضل ما نتمنى، لكن الاستمرار في الحزن ليس إلا موت بالبطئ ونقصان من أعمارنا، والفنانون لا يمكنهم الاستسلام لذلك الحزن، بل يحولونه إلى إبداع بالإصرار.
صبا عبد العظيم المنسي ابنة محافظة قنا والمقيمة في محافظة القاهرة، قضت فترة صعبة من حياتها وتعرضت لضغطٍ نفسي رهيبٍ ما جعلها تعيش حالة من الحزن، لكنها لم تستسلم، وبحثت عما يخرجها من حالتها النفسية الصعبة فلم تجد أفضل من الألوان التي تصبغ بها حزنها لتحوله إلى لوحات فنية مبدعة.
ستة أعوام من الجهد والتعب كانت كفيلة بتحويل حياة بائسة وحزينة إلى حياة مبهجة مليئة بالروح والألوان والإبداع والابتكار، فقد بدأت "صبا" بالدمج بين التطريز الفلكولوري والرسم لتكون رائدة ذلك الفن الجميل، ولم تكتف بالتقليد أو العمل في مجال من المجالات المتكدسة ممن يعمل معظم فناني الحرف اليديوية فيها.
تقول "صبا": مررت بفترة صعبة جدا في حياتي كان فيها ضغط نفسى رهيب حاولت الخروج منه بأي شكل ففكرت في عمل مشروعي من خلال الرسم على الملابس والتطريز، والحمد لله أنا أول من دمجت بين التطريز الفلكولوري والرسم منذ 6 سنوات؛ إذ أقوم بتصميم الموديل وتنفيذه والرسم عليه.
وعن سبب اختيارها لهذا المجال تحديدا من مجالات الحرف اليدوية، توضح "صبا" - في رواية قصتها لـ "فرزيانا" -: اخترت هذا المجال تحديدا؛ لأني أحب الرسم، على الرغم من أن دراستي ليس لها علاقة بمشروعي؛ إذ درست الإرشاد السياحي، لكني أهوى الرسم ولذلك اخترت مجالا لعملي.
مشروع "صبا" ليس مصدر دخلها الأساسي، لكنه كيان شخصي بالنسبة لها، يعبر عنها وتخرج به أي ضغوطات تمر بها في حياتها، فهو بمثابة المتنفس والمنقذ من صعوبات الحياة وكل ما يمر بها من حزن أو كدر أو غيرهما من مشاق الحياة.
تقول "صبا": في بداية مشروعي كان هناك بعض الانتقادات لكنها كانت قليلة وأستطعت التغلب عليها والتعامل معها جيدا، وفي المقابل كان أخي وزوجي وصديقاتي أكبر من سانداني ودعماني جدا سواء معنويا أو ماديا.
مثلها كمعظم فناني الهاند ميد بدأت "صبا" مشروعها بمبلغ بسيط جدا، لكنه توسع مع الوقت والتعلم والخبرة لتتواصل خطوات النجاح والإبداع، طامحة لمزيد من التوسع، وإثبات نفسها، وعمل براند مشهور على المستوى المحلي، والوصول به إلى العالمية من خلال تصدير منتجاتها خارج مصر.
وتؤكد "صبا" أن طريق العمل في مجال الحرف اليدوية صعب بالفعل، وأبرز الصعوبات التي مرت بها من خلال تجربتها هي التسويق، لكنه مع ذلك مجال ممتع جدا، وفيه شغف كبير، موضحة أن مثلها الأعلى هو هاني البحيري؛ لأنها تحب التنوع فى منتجاته، وتتمنى الوصول لذلك، لكن بتميز أكثر من خلال إضافة طابع تراثي على منتجاتها.
وترى "صبا" أن من أكثر الصفات التي يجب أن تتوفر فيمن يرغب في العمل في أي مجال من مجالات الحرف اليدوية، اللباقة، والصبر، والابتسامة، وجذب العميل.
للتواصل مع صفحة صبا المنسي عبر فيسبوك خيط وابره ومسطره
للتواصل عبر انستجرام ket_we_apra_we_mastara