ملكة المعارض.. فاطمة علي مسيرة 20 عاما في المحافظة على التراث النوبي
كتب - علي منصور
حبها للحرف اليدوية وحلمها بالعمل في ذلك المجال كان الدافع الأول الذي تعمل في أكثر من حرفة فمن التطريز انتقلت إلى التريكو ثم الكروشيه انتهاءً بالتفصيل، تلك الرحلة التي جعلتها تنتج الكثير من المشغولات اليدوية المتنوعة.
مسيرة بدأت قبل عشرين عاما لواحدة من رائدات المحافظة على التراث المصري، وتحديدا التراث النوبي تراث أجدادها الذي يمثل موروثا ثقافيا عرقيا كاد أن يندثر لولا تلك الفنانة الرائعة ومثيلاتها ممن حملوا على عاتقهم المحافظة على ذلك التراث.
فاطمة علي، ابنة النوبة، والملقبة بملكة المعارض، ورئيس جمعية "اشري" للمحافظة على التراث والتنمية، بدأت العمل في الحرف اليدوية من باب التطريز وبعد مسيرتها وخبرتها الطويلة قررت تأسيس جمعية للمحافظة على الموروث الثقافي للمجتمع النوبي من خلال منتجات رائعة بالدمج بين الجلد والنخيل.
تقول "فاطمة": كنت مشدودة جدا في بداية مسيرتي العملية للحرف اليدوية فقررت الدخول إلى هذا المجال الرائع وعملت في أكثر من فن من فنون الحرف اليدوية كالتطريز والتريكو والكروشيه والتفصيل وقمت بعمل مشغولات متنوعة.
وتضيف "فاطمة" - في رواية قصتها مع الحرف اليدوية لـ "فرزيانا" -: بعد فترة قررت المحافظة على الموروث الثقافي النوبي من خلال شغل الجلد والنخيل وعمل منتجات بالدمج بينهما وقمت بتأسيس جمعية.
ولم تقتصر "فاطمة" على العمل بيدها، بل قامت بتعليم جيل جديد ممن يرغبون في المحافظة على التراث، وبالفعل أصبحت تلك الحرف مصدر دخل بالنسبة لكثيرين ممن يعملون معها في الجمعية.
وتوضح "فاطمة": تفردت في المهرجان النوبي الإفريقي بأفضل عارضة؛ فقررت بعدها أن أضم حرف أخرى، مثل: البورسلين، وشغل النحت، والزخرفة، حتى طلبت جمعية اشري من قبل مؤسسة أوتاد لعمل زينة رمضان لمول العرب من شغل حبال المكرامية.
وتضيف "فاطمة": بفضل الله عملت مهرجانات ثقافية تتضمن مدربين من عدة حرف في الأوبرا وسوق الفسطاط حتى حصلت على لقب ملكة المعارض.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهتها، تقول "فاطمة": كان هناك بعض العراقيل، منها: الاعتراض على موضوع المعارض، وكثرة الانتقالات، والمستوى الاجتماعي، والتسوق وخلافه، لكن الحمد لله تجاوزت تلك المعوقات، وأصبحت أسلوب حياة.
وترى "فاطمة" أن من أهم الصفات التي تميز من يدخل مجال الحرف اليدوية وتعينه على النجاح، أن تكون هاوية بالفعل، وتريد تجسيد روحها في ذلك المجال الذي ستعمل فيه، وبهذا ستبذل قصارى جهدها لكي تتعلم وتجيد العمل، وليس الاحتياج المادي فحسب، وإلا لم تجد سيدات اختصرن المسافة واكتفوا بأن يكن عاملات في البيوت.
للتواصل مع فاطمة علي عبر انستجرام fatmaali4374