هبة الله أمين تسعى لتجسيد التراث الإسلامي بالدمج بين منتجات الزجاج والخزف اليدوية
كتب - علي منصور
الحب والشغف قد يدفعان الشخص لترك حياته ودراسته والاتجاه إلى مجال مختلف جدا دون النظر لكل الانتقادات التي حوله أو الخوف من الصعوبات والعقبات التي قد تواجه في طريقه الجديد، هبة الله محمد أمين مثال على ذلك التحدي؛ إذ سلكت مجال العمل في الحرف اليدوية على الرغم من دراستها في كلية التجارة شعبة إدارة أعمال.
ومن يملكون ذلك الشغف الذي بمثابة الوقود المحرك لهم لا يقتصرون فقط على التقليد أو مجرد صناعة شيء سبقه فيه غيرهم؛ لذلك تسعى "هبة" لتجسيد التراث الإسلامي العريق من خلال منتجات يدوية تدمج فيها بين خامتي الزجاج والخزف.
تقول "هبة": درست إدارة الأعمال في كلية التجارة جامعة القاهرة، وبدأت حياتي العملية بالعمل في التسويق والإدارة، لكن مع الوقت لم أجد نفسي في ذلك الروتين القاتل، وكنت أحب دائما الحرف اليدوية؛ لذلك قررت الدراسة الحرة في كلية الفنون الجميلة في قسم التصوير.
وتضيف - في رواية قصتها مع الهاند ميد لـ "فرزيانا" -: بعد دراستي في كلية الفنون الجميلة بدأت بالفعل العمل في مجال الزجاج والرسم الجداري واللاند سكيب، لكن بعد فترة قررت الاعتماد على نفسي وتأسيس مشروعي الخاص في مجال الزجاج والزجاج المعشق والموزايك منذ عام 2010.
تنوع المجالات التي عملت فيها "هبة" أفادها في بداية مشروعها الجديد؛ إذ اعتمدت على قاعدة العملاء والمعارف التي اكتسبتهم من كل مجال عملت فيه؛ لتكون تلك شرارة الانطلاق في تسويق منتجاتها، بالإضافة إلى إقامة عدة معارض لعرض منتجاتها وتعريف عملاء جدد بها.
وتوضح "هبة": أحاول التطوير من نفسي في نفس المجال الذي بدأت فيه مشروعي الخاص، وتجربة خامات أخرى كالمعشق باختلاف أنواعه، وتعملت مجالات أخرى للتطوير من شغلي ومنتجاتي، وأخر شيء درسته كورس في فنون تطبيقة تعملت منه التصميم الداخلي، وكيف أجعل للتصميم علاقة بالمكان ككل، وأفادني في شغلي كثيرا.
وتشير "هبة" إلى أنها تدرس حاليا في منحة "صنايعة مصر"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقبلها درست فن إسلامي؛ لمعرفة عصور الفن الإسلامي المختلفة؛ لتحويل مجال شغلها من العمل في المودرن للعمل في التراث الذي له علاقة ببلدها، خاصة التراث الإسلامي الجميل، ووضع بصمتها على تلك المنتجات.
وتقول "هبة": أعمل حاليا في الرسم على الزجاج وعمل وحدات إضاءة وساعات ومرايا وفاظات ومجات وأطباق سواء خزف أو زجاج؛ فأحاول التنويع في المنتجات بحيث يكون له استخدام في البيت وفي نفس الوقت يكون له شكل جمالي، وهذا ما يطلبه العميل فهو يحتاج شيء فني جميل ويمكنه كذلك الاستفادة منه في البيت، خاصة لو كان له علاقة بتراثنا الجميل.
وفيما يتعلق بمشاركتها في المعارض، توضح "هبة": أشارك في المعارض التي سيكون فيها استفادة قوية؛ وآخر معرض شاركت فيه هو معرض "تراثنا"، وإذا كانت هناك معارض في نفس القوة سأشارك فيها.
وبالنسبة للصعوبات التي تواجهها في مجال عملها، تؤكد "هبة" أن أكثر تلك الصعوبات هي التسويق ومشاكل التمويل، أما الجانب الفني فهي متمكنة منه، قائلة "الحمد لله متمكنة من شغلي وجودة المنتج؛ إذ آخذ وقتي الكافي لإخراج المنتج في أفضل صورة ممكنة".
وعن خطوتها القادمة، تقول "هبة": في المستقبل أحاول الدمج بين الخزف والزجاج بشكل ما سأقوم بوضع تصور له عند انتهاء منحتي في الخزف، وسعيدة جدا بدراسة الخزف لأني كنت أحب دائما تعلمه وهو أقرب شيء للزجاج؛ لأن منبعه الرمال وأعمال الخزف من الطين فالمواد الخام قريبة جدا.
وتؤكد "هبة": أنها لم تجد أي تشجيع من أحد ولم يكن هناك أي شخص يوافق على ما تقوم بعمله؛ فالبيئة المحيطة بها ترى الوظيفة هي التي لها قيمة ومعنى وترى العمل الحر تضييع وقت.
وتنصح "هبة" من يريد احتراف أي مجال من مجالات الحرف اليدوية، بأنه لابد أن يكون لديه إصرار على الاستمرار، وحب التعلم، والصبر عليه حتى يؤتي ثماره؛ لأن مجال الحرف اليدوية مجال صعب وليس من السهولة أن يثبت الشخص نفسه فيه.
لتواصل مع صفحة هبة عبر فيس بوك Heba Art أو Newview Painting