كرمها الرئيس.. جمعية "الصرح" مسيرة 15 عاما مشرقا في الحرف اليدوية والخدمة المجتمعية
كتب - علي منصور
مسيرة طويلة من العمل والخدمة المجتمعية بدأت عام 2005 بتأسيس جمعية "الصرح" لحماية الصناعات النسيجية في محافظة الإسكندرية، بداية لثورة أشعلت العمل الخدمي وغيرت نظرة المجتمع للتعليم الفني، تلك البداية التي انطلقت بتدريب 11 سيدة على الحرف اليدوية لتصل الجمعية في 2020 إلى طاقة 500 سيدة ممن يعملن بأيديهن.
علا محيلبة مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية تروي لـ "فرزيانا" قصة النجاح التي بدأت بتكريم مدرسة لها، وانتهت بتكريم رأس الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الثاني من أكتوبر عام 2019 المنقضي.
تقول "علا": البداية كانت بعدم قبولي للنظرة الدونية الموجودة عند معظم المصريين للتعليم الفني، فقمنا بعمل مبادرة عام 2005 لتغيير نظرة المجتمع وتغيير الثقافة المصرية نحو التعليم الفني، ومع الوقت بدأت تلك المبادرة في التوسع، وأصبح بالفعل هناك حراك في الاهتمام بالتعليم الفني، وهذا مما يدخل عليّ السرور؛ لأني سبقت في هذه الرؤية وأتت بثمارها، ولم يعد التعليم الفني ذا نظرة دونية؛ فالعمل كرامة وواجب وشرف.
وتضيف: كان لدي إيمان قوي بأهمية التعليم الفني وأنه أساس نهضة البلاد في العالم أجمع؛ لذلك اخترنا شعارنا لجمعية "الصرح" يجسد ذلك وهو "التعليم الفني غد مشرق لمصر"، خاصة مع النظرة المصرية الدونية للتعليم الفني؛ لذلك كان عليّ عمل تغيير لمفاهيم المجتمع نحو التعليم الفني.
وتؤمن "علا" بأنه الاهتمام بالتعليم الفني وطلاب وطالبات التعليم الفني سيخرج لنا جيلا الأيدي العاملة الماهرة على مستوى عالٍ جدا، بالإضافة إلى منتج رائع يستطيع المنافسة في جميع الأسواق العالمية، وبالتالي ستقل البطالة المصرية بشكل كبير.
تشير "علا" إلى أنها حصلت على شهادة تقدير من مدرسة "مصطفى كامل الثانوية - بنات" بالإسكندرية، وكان هذا بمثابة أول شكر من المجتمع لما تقدمه جمعية "الصرح" من خدمة مجتمعية، موضحة أنا تتولى رئيس مجلس الأمناء وهو جزء من العمل المجتمعي الذي تقدمه لطالبات التعليم الفني.
وتضيف "علا" في عام 2011 شاركت في مسابقة الهوت ماميز، التابعة لجامعة جورج واشنطن، وكانت المسابقة تتمثل في كتابة قصة حياتي بالمشاركة مع 1000 سيدة من جميع أنحاء العالم، بشرط أن تتضمن تلك القصة على نجاح في الحياة والتنمية المجتمعية والعمل الخاص، وألا تزيد عدد الكلمات عن ألف كلمة، والحمد لله فزت بالجائزة في الشرق الأوسط.
كما شاركت "علا" عام 2016 في مسابقة الشباب في الأكاديمية العربية التابعة لمجمع خدمة الصناعة، وشاركت لأول مرة بالملابس الجاهزة؛ إذ أحضرت الجمعية ماكينات من الخارج ودربوا الشباب.
وفيما يتعلق بجانب الحرف اليدوية في جمعية "الصرح"، توضح "علا": أقوم بعمل التصيميمات للمنتجات اليدوية التي تنتجها الجمعية، وتقوم الأسر والسيدات العاملات معنا بتنفيذ تلك التصميمات من خلال عمل أيديهن، وهذا نوع من أنواع التمكين الاقتصادي للمرأة في المجتمع المصري، بالإضافة لما يعطيه شغل اليد كقيمة مضافة للمنتج.
عمل جميعة "الصرح" لم يقتصر على الحرف اليدوية المعروفة في الوقت الحالي في المجتمع المصري، بل حملت الجمعية على عاتقها إحياء منتجات حرفة كادت أن تندثر؛ إذ قامت بعمل إحياء لمنتجات "الابسون" من خلال عمل دورة شاركت فيها 25 سيدة وجميعهن يتقن "الابسون" حاليا ويعملن فيه، ويمكنهن العمل فيه من خلال المنزل ويدر عليهن دخلا جيدا؛ لأن شغل الهاند ميد دخله جيد.
جانب التدريب الذي تقوم به جمعية "الصرح" لم يقتصر على التدريب المحلي؛ إذ تقول "علا": تأتي إلينا مجموعات من الوفود الإفريقية كل عام عند زيارتهم لوزارة الخارجية لتعلم معنى التنمية المجتمعية، وفي المرة الأخيرة جاء إلينا وفد من 17 دولة إفريقية وأخذوا منا الخبرات لتطبيق ما نقوم بعمله في بلادهم، مثل: السنغال والصومال والسودان والكونغو وغيرها من الدول الإفريقية، وهذه ثقة كبيرة من وزارة الخارجية بإرسال تلك الوفود إلى جمعيتنا على مدار 4 سنوات.
وتتابع "علا": قمنا بعمل مبادرة تشغيل الشباب في منطقة غيط العنب بالإسكندرية وحضر معنا في النهائي مدير مكتب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالإسكندرية، وأستاذة ريم عوف، نائب المدير، ونائب مدير البنك الدولي، وفردين لتمثيل جهاز المشروعات من القاهرة.
أهالي منطقة غيط العنب قاموا بعمل جدارية بالتنسيق مع جمعية "الصرح"، وكلية الفنون الجميلة، والجدارية تبعث فكرة التعاون والحب والسلام المجتمعي والعمل وحب العمل وتنمية المجتمع وتم وضعها على مدرسة في غيط العنب، وأخذوا مقابل عملهم معنا، وقمنا بعمل تشجير لألف شجرة في المنطقة، وتم عمل ألوان لـ 300 منزل ورسم بالجرافيتي عليها من خلال أهالي المنطقة وكلية الفنون الجميلة، والجميع أشاد بنظافة الشوارع عام 2015/2016.
الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، كانت إحدى المثنيات على منتجات جمعية "الصرح" ومهارة الأيدي العاملة التي قامت بصناعة تلك المنتجات، عندما التقت بـ "علا" في أحد المعارض في مؤسسة الأسرة والطفل بمحافظة الإسكندرية.
وتقول "علا": التقينا المهندس إبراهيم العربي، رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي ورئيس مجلس إدارة الغرف التجارية ورئيس غرفة التجارة والصناعة في القاهرة، وتحدثنا معه عن كيفية جذب القطاع غير الرسمي مع القطاع الرسمي عن طريق الغرف التجارية من خلال تشريع قانون في مجلس النواب يجذب أصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وسيكون ذلك دفعة كبيرة للاقتصاد المصري، ورحب جدا بالفكرة، وسيكون لها صدا كبيرا جدا خلال الفترة المقبلة بإذن الله.
وتضيف "علا": الحمد لله تم تكريمي من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الثاني من شهر أكتوبر عام 2019 الماضي؛ إذ تم تكريم 8 سيدات ممثلات عن جمعيات على مستوى جمهورية مصر العربية، من واقع 50 ألف جمعية في مصر، وجاء هذا التكريم لجمعية "الصرح" لخدمتها المجتمعية على مدار 15 عام منذ تأسيس الجمعية عام 2005، ولما قامت به الجمعية من تمكين اقتصادي لسيدات معيلات وشباب؛ فالبداية كانت بـ 11 سيدة ووصلنا حاليا إلى 500 سيدة، وكان هذا التكريم بمثابة شكر للجمعية على مجهوداتها من الرئيس.
للتواصل عبر فيس بوك جمعية الصرح لحماية الصناعات النسيجية