غيرت مفهوم صناعة أنوال النسيج اليدوي.. شركة الشرف شعارها ننتج لتوفير فرص عمل
كتب - علي منصور
"نحن ننتج فرص عمل"، هكذا بدأ أسامة عبد المنعم شرف، القاطن بمحافظة بورسعيد، كلماته الأولى في رواية قصته مع الحرف اليدوية؛ إذ اختار مجالا وثيقا بالحرف اليدوية، وفي نفس الوقت يساعد أصحاب تلك الحرف على الإنتاج لا مجرد اقتناء قطعة جميلة صنعت بكل حب واتقان.
يعمل "شرف" دكتورا مهندسا بكلية الهندسة جامعة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية - قسم الهندسة الميكانيكية، وقام بتأسيس شركة الشرف لمعدات وأدوات النسيج؛ إذ تقوم الشركة بتصميم وتصنيع الأنوال اليدوية بجميع أنواعها وتصنيفاتها بجودة تنافس المنتجات العالمية في هذا المجال، الفكرة التي بدأت منذ أربع سنوات، وبدأ التنفيذ لأول نول منذ عامين.
وبسؤاله عن اختيار مجال الحرف اليدوية للعمل فيه، يقول "شرف": في الحقيقة السؤال يعطي انطباعا بأن الحرف اليدوية هي الاسنثناء، بينما الحرف اليدوية هي في الأصل الأساس وستظل، ولا يوجد حرفة أو مهنة على وجه البسيطة إلا هي حرفة يدوية؛ فالتفكير في حد ذاته لا ينبع عن أي ناتج إلا إن ظهر على ورقة أو على إداة أو أي شيء تم تنفيذه باستخدام اليد.
ويضيف "شرف" - في رواية قصتها مع الحرف اليدوية لـ "فرزيانا" -: لكن للإجابة على السؤال بمفهومه، فأنا لم أقصد الهدف العمل اليدوي في حد ذاته، بل لتأصيل صناعة المعدات ولتوفير الأدوات والمعدات اللازمة للغير ليعملوا، ودائما ما استخدم الجملة التالية "نحن ننتج فرص عمل".
ويوضح: على الرغم من وجود بعض النجارين في مناطق من الجمهورية قادرين على تصنيع أنوال نسيج يدوي، فإن هذه الأنوال تفتقر للتطور، ولا تتبع أي تصميم هندسي، وتقف أمام التعامل معها من قبل الشباب الذي يريد أن يمتهن مهنة النسيج، وكان الهدف الأساسي ولازال هو الانتقال لتصنيع معدات ميكانيكية تحمل اسم "صنع في مصر".
"شرف" اختار في بداية مشروعه أن يغطي منطقة المعدات اليدوية أولا؛ وذلك نظرا للعجز الشديد في توافرها في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الفكرة كانت جديدة على أي شخص يعلمها، ولاشك قابلت انتقادات كثيرة من وجة نظر أن هذه المهنة (ويقصد النسيج اليدوي) قد ماتت ولا يوجد أحد يعمل فيها.
عمل "شرف" في شركته الجديدة الذي ينتمى لمجال المنسوجات ارتبط بمجال دراسته الذي لا يبتعد كثيرًا؛ إذ تنتمى المعدات بصورة قوية لأقسام معينة في المجال الهندسية، وعلى الرغم من دراسته لهندسة القوى الميكانيكية، فإن معدات النسيج لا تبعتد كثيرا عن دراسته.
ويقول: في الحقيقية السوق العالمي غزير بالمنتجات هذه وسوقه واعد، وأرى أن سوق الوطن العربي واعد أيضا وسيتقبل هذه المنتجات، وفعلا قد حدث ذلك الحمد لله، وتغلبنا على الانتقادات والصعوبات التي واجهتني بدليل ما وصلنا إليه وأنني أقوم بعمل حوار معك لرواية قصتنا مع الحرف اليدوية.
على الرغم من الانتقادات التي تعرض لها "شرف" في بداية تأسيس شركته، خاصة وهو يعمل دكتورا جامعيا، فإن هناك بعض الزملاء ممن وقفوا لجانبه وكانوا يؤمنون بالفكرة التي يريد تنفيذها وشجعوها كثيرا عليها.
ويشرح "شرف" الخطوات التي مر بها مشروعه حتى الوقت الحالي فيقول: الأمر بدأ بمجرد فكرة، وتوفيق الله ثم توفيق الله ثم توفيق الله، ولم آتِ بشيء من هذا من عندي، بل كله من عند الله، بعد الفكرة قمت بعمل دراسة ومراجعة للسوق المحلي والعالمي، ثم وضعت تصميمات مبدئية لنول للتجربة والتعليم.
ويضيف: بعد ذلك قمت بعمل زيارات لمناطق كثيرة ومصانع وكليات متخصصة، وقراءة ليل نهار، وتجارب منها الفاشل ومنها الناجح، ثم تسويق نفسي على من أعتقد أنه مهتم بالأمر، ثم أراد الله أن يُطلب النول الأول، وبدأت تتوالى الطلبات بفضل الله.
ويتابع "شرف": وردنا أنوالنا لجامعات حكومية وخاصة، وتم إرسال أنوال لنا لدول أجنية، مثل: أمريكا وفرنسا وإيطاليا والسعودية، وأنا لا أعد مشروعي مجرد حرفة، بل هو صناعة كاملة بفضل الله، وأطمح في القادم أن يكون لدينا مصنع كامل لتصنيع جميع أنواع الأنوال اليدوية والمكيانيكية، وأن يكتب عليها "صنع في مصر"، وتنافس تلك المنتجات عالميا، بل تتصدر المرتبة الأولى على مستوى العالم حاملة اسم بلدي.
ويؤكد "شرف" أن طريق العمل في مجال الحرف اليدوية صعب بالفعل جدا، لكن الله قادر على تذليل كل الصعاب إذا أخذ الشخص بأسباب النجاح من الدراسة قدر المستطاع، ووضع خطة، ومراجعة نفسه مع الوقت، وتعديل الأخطاء التي وقعت؛ فعليه الصبر وأن يؤمن أن هناك فترات هبوط، والأهم من كل ذلك إيمانه بأن الله قادر على ما يريد ولا يوجد مستحيل مع العمل.
شاهد منتجات شركة شرف عبر موقعها الرسمي من هنا
للتواصل مع صفحة أسامة شرف عبر فيس بوك Shaaraf Textile Equipment & Tools