متعددة المواهب.. عبير سعد الدين قصة مبدعة احترفت الهاند ميد بمختلف فنونه
كتب - علي منصور
تكون مبدعا حين يهبك الله التميز في مجالٍ من المجالات يشهد الناس بإبداعك فيه، لكن هناك من تجاوز حد الإبداع في المجال الواحد ليجمع العديد من المجالات التي يتميز فيها فيضرب أروع صور الإبداع بمنتجاته التي جمعت فنون الهاند ميد على اختلافها.
عبير سعد الدين، ابنة محافظة القاهرة، وخريجة كلية التربية الفنية، والحاصلة على دبلومة الدراسات العليا من المعهد العالى للنقد الفني بأكاديمية الفنون، إحدى تلك الأمثلة متعددة المواهب التي لم تكتف بفنٍ واحدٍ لتظهر فيه روعة يدها وإبداعها الفريد فتنقلت بين فنون الهاند ميد كالمتنقل بين غرف بيته يفتح باب من الجمال ليدخل من باب أشد جمالا.
بدأت "عبير" مسيرتها مع الهاند ميد في عمر 16 عاما عندما شاركت في معرض خيامية في قصر ثقافة الجيزة، لتبدأ رحلة العطاء التي مرت بالعديد من التجارب الناجحة ابتداءً من الإكسسوارات مرورا بالجلد الطبيعي، وانتهاءً بفن المصغرات التي دخلت مجاله في جولاتها الأخيرة.
تقول "عبير": اعمل حاليا في فن المصغرات، وأعرض منتجاتي أونلاين من خلال صفحتي "سعادة جاليري" عبر فيسبوك وانستجرام، كما شاركت في العديد من المعارض، منها: معرض ديارنا، ومعرض كرافيتي إيجيبت، وكذلك معرض مصر الثالث للنماذج المصغرة بالهناجر في دار الأوبرا المصرية.
وتضيف "عبير" - في رواية قصتها مع الهاند ميد لـ "فرزيانا" -: منذ صغري وأنا أحب الهاند ميد بكل أنواعه، ودراستي للفن ساعدتني كثيرا؛ فقد مارست الهاند ميد بكل أنواعه فاشتغلت إكسيسوريس بالواير والفضة والنحاس والأحجار الطبيعية، واشتغلت جلد طبيعي.
وتتابع: ومؤخرا أخذت كورسات فى مجال الديكوباج واشتغلت في تجديد قطع الأثاث والديكور، وعملت كولكشن بالديكوباج على الخاص، والديكورات على الشموع والخشب، وأخيرا أخذت ورشة عمل في فن المصغرات، وانطلقت بعدها في مجال فن المصغرات.
وعن سبب اتجاهها للعمل في فن المصغرات، توضح "عبير": لفت نظري أن فن المصغرات منتشر في الخارج أكثر من مصر والدول العربية، وأثناء البحث عن فن المصغرات كانت تواجهني مشكلة أن كل المتاح على اليوتيوب والسوشيال ميديا غربي فقط، الأمر الذي دفعني لأقدم رسالة من خلال فن المصغرات، ومن هنا أخذت فكرة التراث المصري التي أحاول دائما التأكيد عليها من خلال أعمالي.
وبدأت "عبير" تناول عناصر ومفردات التراث المصري؛ إذ بدأت العمل على البيوت المصرية الأصيلة، سواءً أكانت مشاهد داخلية أو خارجية للبيوت في القرى والريف والمناطق الشعبية وبلاد النوبة وغيرها من كل ما هو مصري أصيل، كما عملت على بعض العناصر التي أصبحت على وشك الانقراض، مثل: الطبلية، النملية، الزير، والبيوت المصرية القديمة، وغيرها.
تقول "عبير": فن المصغرات هو فن التفاصيل فهو يحتاج إلى دقة ومهارة عالية في التنفيذ بحيث يتم تجسيد المشهد بشكل واقعي، فعملي عبارة عن تجسيد مشاهد حياتية من الواقع المصري، والخامات المستخدمة كلها من البيئة ويعتمد بشكل أساسي على الخشب بكل أنواعه، كما استخدم الصلصال، العجينة، السيراميك، الصلصال، الحرارة، وبقايا علب البيبسي، الورق، والكارتون.
وتضيف: أعمل على اسكيل 1 على 15، وحجم الماكيت لا يتعدى 20 سم، ولابد من المحافظة على النسب بين العناصر داخل الماكيت، وأستخدم الألوان الأكرليك، وبالنسبة لمراحل عمل أي ماكيت أول شيء البحث وجمع صور ومعلومات ثم تحديد مشهد معين، وبعد ذلك تأتي مرحلة التنفيذ، وأخيرا طريقة التصوير للمشهد والزوايا والإضاءة، وهي من أهم المراحل لأنها توضح جمال المشهد.
وبسؤالها عن سبب اختيار فن المصغرات للعمل فيه، تقول "عبير": اخترت فن المصغرات لأنه من أكثر الفنون شمولا؛ لأننا نستخدم كافة أنواع الفنون داخل عمل واحد لا يتعدى الـ 20 سم، فمثلا نستخدم فن الديكوباج والخزف والرسم والنحت داخل عمل واحد، بالإضافة إلى أني أدخل مغامرة وتحدي جديد أحاول إنجازه كل مرة أعمل فيها ماكيت.
واجهت "عبير" العديد من الانتقادات في بداية مشروعها؛ إذ تؤكد: في البداية كان البعض يقابل أعمالي بالسخرية أو بالضحك، ومؤخرا والحمد لله أصبح عندي متابعين من داخل مصر وخارجها، وبدأ هناك من يسأل عن كورسات في فن المصغرات ففكرت البدء بالأطفال، وبالفعل عملت ورشة لهم، والحمد لله ربنا وفقني، وسوف أقوم بعمل ورشة أخرى للكبار قريبا بإذن الله.
وتقول: مشروعي ليس مصدر داخلي، بل هو بالنسبة لي مجرد هواية أخرج فيها طاقتي السلبية وأخرج بها من ضغوطات الحياة، فالعمل في الهاند ميد والعمل باليد من أكثر الأعمال التي تترك انطباعا رائعا على النفس وتشعر الإنسان بالسعادة، خاصة عندما يرى فرحة الناس وردود أفعالهم الرائعة على منتجاته.
وعن أكثر من دعمها وساندها، توضح "عبير": زوجي هو أكثر شخص كان يدعمني في شغلي، وهو أول ناقد لأعمالي، وبالطبع أولادي كذلك، وأسرتي أكثر من شجعني ودعمي أمي وأختي، وكذلك أصدقائي، فالحمد لله الذي جعلهم جميعا بجانبي وكانوا سببا في استمراري في مجال الهاند ميد.
وتؤكد "عبير" أن المصغرات تحتاج مجهود ذهني وبدني كبير وتستغرق ساعات طويلة في إنجاز أي عمل، فلابد على من يفكر في الدخول في هذا المجال أن يكون شغوفا بالمصغرات، وهي أهم صفة في أي شخص يريد أن يدخل هذا المجال؛ فمن يفقد الشغف لا يستطيع تقديم أي عمل، كما لابد أن يكون لديه رسالة يريد توجيها للعالم من خلال فنه.
للتواصل مع صفحة عبير سعد الدين عبر فيسبوك Sa3ada gallery - سعاده جاليرى
للتواصل عبر انستجرام sa3adagallery