"مشغولات سيناوية" مشروع يحافظ على التراث في طراز عصري بأيدي "حنان" و"زهراء"
كتب - علي منصور
حنان عيد موسى بدوية من قبيلة القرارشة، تقيم في مدينة أبو رديس بمحافظة جنوب سيناء، سلكت طريق العلم منذ الصغر وأكملت دراستها لتكون واحدة من الفتيات القليلات وقتها ممن أتموا دراستهم على خلاف الأعراف اليدوية في ذلك الوقت لتبدأ بعدها الكثير من الفتيات في القيام بنفس الأمر.
لم تكتف "حنان" بإتمام تعليمها، بل أرادت القيام بشيء له هدف فأسست مشروعها في المشغولات السيناوية لتخدم عدة أهداف في نفس الوقت فهي تحافظ على الحرف السيناوية التي كادت أن تندثر، وتدرب فتيات وسيدات جدد لتكوين جيل جديد يحافظ على التراث السيناوي، وفي نفس الوقت تقوم بالتمكين الاقتصادي للنساء والفتيات.
تقول "حنان": أعمل منذ 7 سنوات ومشروعي مشغولات سيناوية مع صديقتي المهندسة زهراء، والفكرة جاءت من أن التراث كان يندثر والناس أصبحت لا تتجه للشغل اليدوي ولا تعرف الفرق بين شغل جنوب سيناء وأي محافظة أخرى، وأصبح القليل من النساء البدوية تعمل في المجال، ومن يمثلنا في الأغلب وافدين فيكون لديهم خلط بين شغل شمال سيناء وجنوب سيناء وهناك أشياء تفرقنا عن بعضنا لا يعلمون عنها أي شيء.
وتضيف "حنان" - في رواية قصتها مع الهاند ميد لـ "فريزيانا" -: بدأ يعمل معنا سيدات من البدو؛ للحفاظ على التراث السيناوي والتطوير فيه؛ فبدأنا نأخذ التراث من الجدات الكبيرات وندرب الفتيات عليه سواء بدو أو غيرهم فنحافظ على التراث ونطور فيه بمنتجات عصرية يمكن استخدامها في الوقت الحالي بحيث يناسب الشباب في موديلات على الموضة مطعمة بوحدات زخرفية تراثية نستخدم فيها ألوان متعددة.
وتتابع: نحن كفريق معنا أناس تشرح المشغولات والفرق بين التراث القديم والتطوير الذي قمنا به والفرق بين لبس الكبار والنساء المتزوجات والصغار وغير ذلك من الفروق التي توجد في تراثنا السناوي.
شاركت "حنان" وصديقتها في معارض كبيرة بداية من مدينة أبو رديس وبدأت الأيدي العاملة تزيد فأصبح معهم ما يقارب 200 سيدة وفتاة، وبدأ مشروعهم يمثل محافظة جنوب سيناء داخل الجنوب وخارجه، كما شارك في في معارض مع وزارات التضامن والتخطيط والشباب والرياضة والبيئة، ومثل مصر في الكويت في مهرجان "خيرات بلادي" ومعارض "ديارنا" و"تراثنا" الأخير الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومهرجان التراث بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتوضح "حنان": نأخذ دورات تدريبية في التطوير بحيث نطور من المنتجات بشكل دائم، وكذلك دورات في التسويق لنقوم بتسويق منتجاتنا بالشكل الصحيح سواء داخل أو خارج الجمهورية، وما نتعلمه ندرب عليه البنات؛ لأن شغل الهاند ميد يحتاج أيدي عاملة كثيرة، ونُدخل معنا أيدي عاملة جديدة كل شخص في الجانب المتميز فيه بحيث الكل يعمل ويكون هناك تكامل بين الجميع ليخرج المنتج في النهاية في أجمل صورة ممكنة، والعائد المادي يعود على الجميع في نفس الوقت.
وتشير "حنان" إلى أنهم يقومون في نفس الوقت بتسويق منتجات النساء اللاتي لا تستطيع الخروج بعيدا عن محافظة جنوب سيناء؛ لمساعدتهم في بيع المنتجات، فالتسويق ليس خاصا بمنتجاتهم فقط، بل يسوقون منتجات الآخرين مما لا يعملون تحت مظلة مشروعهم، كما تقوم "حنان" حاليا بالتدريب ويستعينون بها في المدارس وفي الثقافة والهيئة العامة في الإسماعيلية والقاهرة سواء في مجال التراث أو غيره.
وتنصح "حنان" من يريد دخول مجال الهاند ميد وتأسيس مشروعه الخاص، قائلة "في البداية لابد من تحديد نوع الحرفة التي سيتعمل فيها، ثم يقوم بعمل دراسة جدوى في هذا المجال الذي لابد أن يكون يفهمه بشكل جيد، ويرى احتياجات السوق، وأين يُطلب منتجه وكمية الطلب عليه ليقوم بالتسويق الجيد له.
للتواصل مع صفحة حنان عيد موسى عبر فيسبوك مشغولات سيناوية
لتعلم الحرف اليدوية مجانًا وبشكل أكاديمي احترافي منظم تابعوا هذه القناة Crafty Workshop