علمتها والدتها.. فاطمة إبراهيم تربت على حب الكروشيه فاحترفت العمل وأبدعت في منتجاتها
كتب - علي منصور
ربتها والدتها على حب العمل اليدوي ما جعلها تصنع من صغرها كل شيء بيدها؛ فكانت تحيك فساتين وشنط العرائس من خيوط الكروشيه، الفن الذي زرعته والدتها بداخلها وعلمتها إياه، حتى كبرت فقررت احتراف المجال الواسع بكل تفاصيله.
فاطمة إبراهيم، ابنة محافظة القاهرة، تعمل في مجال الكروشيه منذ 10 سنوات، وتحولت هوايتها إلى مشروع مربح اعتمدت عليه في دخلها منذ 4 سنوات، حتى عادت إلى وظيفتها مرة أخرى، لكنها لم تترك مشروعها لتعمل فيهما معا.
تقول "فاطمة": منذ صغري وأنا أحب عمل كل شيء بيدي، وكانت والدتي تعلمني أعمل فساتين وشنط للعرائسي، وهي التي علمتني الكروشيه كذلك وشدني هذا الفن جدا عندما وجدت أنه عالم كبير جدا، لكن في مصر بالتحديد لا يعرف أحد عنه شيء غير المنتجات البدائية مثل: الكوفيات الشتوي والطواقي، والبلوفرات، وعندما قمت بعمل بحث وجدت أنه عالم كبير جدا، ووقتها قررت تعلم الكروشيه واحترافه، وأظهر للناس أن الكروشيه جزء مهم في عالم الهاند ميد.
وتضيف "فاطمة" - في رواية قصتها مع مشغولات الكروشيه لـ "فريزيانا" -: دراستي إعلام قسم علاقات عامة، ومشروعي ليس له أي علاقة بدراستي نهائيا، ومصدر دخلي الأساسي كان من مشروعي حتى سنة واحدة، لكن عدت لوظيفتي مرة أخرى في مجالي.
وتوضح: أول ما تخرحت أشتغلت فترة، وقررت ترك الشغل حتى أتفرغ لمشروعي وأكبره، وكان هناك انتقاد كبير من والدتي؛ لأنها كانت ترى أني أخسر شغلي في مشروع ليس دائم، لكن حاولت أقنعها وقتها، وكنت بالفعل أخذت القرار وتركت الشغل، ووالدي كان أكبر داعم وسند لي، ودائما كان يشجعني ويساعدني ماديا ومعنويا.
وتؤكد "فاطمة": جمعت من شغلي مبلغ يجعلني أبدأ أعمل المشروع وأكبره وأشتريت خيوط جملة؛ لأن سعرها سيكون أقل كثيرا، وأشتريت كمية كبيرة وقتها، وحاولت أشتري أي ماتريال تفيدني في شغلي، وبدأت عمل أول كوليكشن، وكان عبارة عن كوفيات وطواقي وكيمونو وشيلان بغرز جديدة ومختلفة، وأستخدمت ألوان وأنواع خيوط غير تقليدية، وعملت أول فوتوسيشن للكوليكشن.
وتتابع: كان الحمد لله ناجح جدا، وحقق مبيعات هائلة وقتها، ونفذت منه قطع كثيرة وحتى اليوم يُطلب مني، وبدأت أقسم السنة لفصول وأعمل لكل موسم كوليكشن، ومن البحث المستمر عرفت الخيوط الكليم وأنها يُصنع منها شنط كروشية وقتها لم تكن متوفرة في مصر نهائيا ولم تكن معروفة نهائي، لكن بمساعدة والدي ومساندته أستطعت الوصول لشخص يبيعها، لكن طبعا لم يكن سهل أني أبدأ به شغل على طول؛ لأنه يحتاج يتلف بكر الأول وأبدأ أجمع سمك الخيط المشابه لبعضه حتى أقدر أشتغل به، وبدأت أدور على إكسسوارات الشنط، وكيف أركبها في الخيوط حتى تكون ثابتة جيدا، هذا غير بطانات الشنطة من الداخل وأني أعمل تصميم الشنطة الأول، وأبدأ أنفذه بالخيوط، وبدأت أنزل معارض، وأعمل إعلانات فيسبوك حتى أكبر شغلي والصفحة أكثر.
وتطمح "فاطمة" في تحقيق حلمها الكبير بعمل مشغل تشغل فيه سيدات وبنات ليس لهن مصدر دخل، وتعلمهم فيه، ويكون لهن دخل ثابت، وتعرض المنتجات في معارض كبيرة ومحلات معروفة، مؤكدة "إنك يكون عندك مشروع مستقل ليس أمرا سهلا نهائيا مثلما يتصور الكثير من الناس؛ فالموضوع صعب جدا؛ لأنك تكون مسئول مسئولية كاملة عن كل شيء، وتكون صاحب الشغل والمدير والعامل وكله في نفس الوقت، ويكون أمامك معوقات كثيرة، خاصة في مجال الهاند ميد؛ لأننا في مصر غير مدركين معنى العمل اليدوي ولماذا يكون غال الثمن، ولماذا يمكن أن يُصنع منه غير قطعة واحدة.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه العاملين في مجال الهاند ميد، تقول "فاطمة": أكبر الصعوبات، عدم توفر المواد الخام بشكل دائم، وإذا توفرت كثيرا ما تكون مرتفعة الثمن، بالإضافة إلى استهتار الناس بالشغل اليدوي، وعدم إدراكهم للوقت والجهد المبذول فيه، وكذلك التقليد الأعمى وهذا ظهر من مدة؛ إذ أصبحنا نقلد وفقط، وليس عندنا فكرة احترام الشخص الذي يقوم بابتكار التصميم وكم تعب فيه لتنفيذه.
وبسؤالها عن أهم الصفات التي يجب توافرها فيمن يعمل في الهاند ميد، توضح "فاطمة": الشغف، وعدم البحث على مكسب مادي فقط؛ لأن العمل اليدوي يحتاج صبر وجهد كبير، وأن يتعلم إدارة تسويق حتى يقدر يسوق شغله بشكل جيد، والتعلم المستمر، ويرى دائما الجديد في العالم كله، ويغذي عينيه بمشاهدة الصور الخاصة بمجاله ومجالات الهاند ميد كلها.
للتواصل مع صفحة فاطمة إبراهيم عبر فيسبوك Toma Crafts
للتواصل عبر انستجرام Toma Crafts
لتعلم الحرف اليدوية مجانًا وبشكل أكاديمي احترافي منظم تابعوا هذه القناة Crafty Workshop