خمسينية بقلب فتاة عشرينية.. "جمالات عبيد" تمكن المحتاجين اقتصاديا بتعليم الحرف اليدوية مجانا
كتب - علي منصور
أحلام الطامحين لا تتوقف عند سن، فالطموح لا يقتصر على الشباب، فهناك من لا يقفون عند بعض الأقاويل مثل "مش واخد بالك من سنك"، "بعد ما شاب ودوه الكتاب"، ومثل تلك الأقاويل المحبطة التي لا تريد نجاحا لأحد.
جمالات عبيد، سيدة تبلغ من العمر 57 عاما، وموظفة في الإدارة البيطرية في قرية تابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، ورغم عمرها الكبير وقربها من سن المعاش، فإن لديها أحلام وطموحات قد تزيد عن أحلام غيرها من الشباب والفتيات، والأكثر إبهارا أن تلك الأحلام لا تتعلق بشخصها، بل بغيرها من المحتاجين؛ إذ تسعى لتمكين الأسر الفقيرة اقتصاديا.
تقول "جمالات": عندى من الأبناء ثلاثة، أكبرهم ابنتي الحمد لله خريجة كلية الهندسة وعندها مشروعها ومتزوجة، واتنين شباب أحدهما ضابط في الجيش خريج كلية الهندسة، وثانيهما خريج كلية العلوم هذه السنة، وأنا أحب دائما شغلي وبيتي والحمد لله، لكن دائما أفكركيف أخدم الناس في قريتي وغيرها؟ وكيف أخدم نفسي أيضًا بعد بلوغي سن المعاش حتى يكون عندي وقتها شيء أحبه، بدلا من إحساس الشخص أن حياته وقفت، مثل كثير من أقرباءي وزملاءي في العمل.
وتضيف "جمالات" - في رواية قصتها مع الهاند ميد لـ "فريزيانا" -: الشيء الذي أعرفه وأحبه هو الأشغال اليدوية، الهاند ميد بمختلف أنواعه، وهناك أناس كثيرون يطلبون مني أعلمهم، أو أساعدهم في تعلم حرفة تنفعهم، لكن لم يكن لدي للأسف أي طاقة أو موارد لفعل ذلك.
فكرت "جمالات" في عمل شيء يمكنها من مساعدة الآخرين، واستطاعت بمساعدة ابنتها في عمل حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالإضافة إلى تأسيس قناة على موقع اليوتيوب، وقررت أن تقوم بتعليم الناس من خلال الإنترنت من خلال عمل كورسات متخصصة في فنون الهاند ميد المختلفة وعرضها عبر اليوتيوب للتعلم المجاني لكل من يريد تعلم حرفة والكسب منها وهو ما يعني التمكين للأسر الفقيرة.
توضح "جمالات": أعمل في مشروعي منذ عام تقريبا، وقررت أن أخدم الناس من خلال الإنترنت، من خلال جمع مدربين يقومون بتدريب الناس أونلاين، وابنتي وأصحابها ساعدوني في أن نصل لأكبر عدد، وصورنا بالفعل أول مجموعة كورسات في "جلد - كروشيه - ريزن - ماندالا - ديكوباج، وغيرها" في شهر يناير الماضي.
وتؤكد: أريد تحقيق دخل من موقع اليوتيوب حتى أقدر على مساعدة كل شخص يحتاج مساعدتي وكذلك كل شخص يساعدني في الكورسات سواء بالتصوير أو المونتاج أو غيرهما، كما أتمنى أن اشتري بهذا الربح خامات وأدوات وأسلمها للمحتاجين بحيث يتعلمون في بيوتهم ويعملون كذلك، وأتمنى أن أقوم بتصوير كورس كل يوم أو أكثر من كورس وأعلم الناس وأملأ أوقاتهم بأشياء مفيدة تعود عليهم بالمكسب المادي.
وتتمنى "جمالات" أن تصل قناتها على اليوتيوب لجميع المنازل وأن تزيد عدد الاشتراكات فيها عن العدد الحالي الذي وصلت إليه وهو 15 ألف و200 مشترك، وأن يشاركها كل من يستطيع عمل حرفة معينة من حرف الهاند ميد من خلال المشاركة في عمل كورس مخصص في مجاله حتى تستطيع الوصول لأكبر عدد من الحرف ويمكن لأي شخص تعلم تلك الحرفة كاملة بشكل مجالي لفتح باب رزق كبير له، خاصة الأسر الفقيرة والمحتاجة.
وتقول "جمالات": في النهاية أحب أن أوجه كلمة شكر خاصة لكل مدربة تأتي معنا في القناة لتدرب دون أي مقابل مادي، وليس لأنها تريد فقط تحقيق حلمي، بل لأنها أيضًا تحب مساعدة الناس وتحب أن تعلمهم حرفة تنفعهم وتعود عليهم بالمكسب المادي الذي يغنيهم عن السؤال، ونفسها كل الناس تعرفها، وربنا بجازي كل واحد على قدر نيته، والحمد لله كثير ممن شاركوا معي في القناة بعمل كورسات أصبحوا معروفين، وهناك من طلب منهم أخذ كورسات عندهم وبعضهم بدأ بالفعل وأصبح هذا مصدر دخل جديد له، وبالفعل "كل ما تزرع خير هتلاقي خير".
للتواصل مع جمالات عبيد عبر فيسبوك جمالات عبيد
لتعلم الحرف اليدوية مجانًا وبشكل أكاديمي احترافي منظم تابعوا قناة جملات عبيد Crafty Workshop