حرفة سوهاج التراثية.. تعرف على التلي أدواته وطريقة عمله
كتب - علي منصور
التلي هو شكل خاص من أشكال التطريز لخيوط مصنوعه في كثير من الأوقات من الفضة أو الذهب كما في الماضي أو الآن من الحرير والصوف وأنواعا أخرى قيمة.
ازدهزت تلك الصناعة في مناطق مصر الريفية وبالأخص في سوهاج بصعيد مصر. يقوم الحرفيين بعمل غرزة واحدة في وقت واحد، وقطع الخيط قبالة والانتقال للعمل في الغرزة الثانية. هذا يعطي التصميم نفس النمط بالضبط عندما ينظر إليها من الخلف أو الأمام.
تاريخ حرفة التلي
تعتبر حرفة التلي من الحرف اليدوية التي أوشكت على الاندثار نتيجة لقلة من يمارسها، تستخدم لتزيين العبايات والايشاربات والمفروشات وغيرها، يمتهنها في مصر مجموعة من النساء في جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج وتخرج مشغولاتها بشكل جميل وعلى قدر عالى من الدقة والحرفية، تلقى مشغولاتها رواجٌا بين محبي المشغولات اليدوية والسياح.
أدوات التلي
هو فن التطريز علي قطع القماش التى تكون من القطن «التل» باستخدام خيوط مطلية باللون الذهبى أو باللون الفضى، وكانوا قديمًا يستخدمون الذهب الخالص والفضة الخالصة، ولكن مع غلاء الأسعار استبدلوها بالخيوط المطلية "سعر الكيلو منها الان بحوالي ألف جنيه رغم أنها مطلية، وتعد تلك من أكثر المشاكل اللي تواجه العاملين في الحرفة؛ لأن التجار يستغلون حاجتهم ويرفعون أسعار الخيوط، ويصل متر القماش إلى 60 جنيها و70 جنيها.
طريقة عمل التلي
أشرطة التلّى لا يتعدى عرضها 3 مللي، وهي عادة فضية وقليلاً ما تكون ذهبية اللون. وهذه الأشرطة في معظمها مصنوعة من أسلاك النحاس المطلية إما بالنيكل أو الفضة، بل هناك أشرطة معدنية رخيصة وأخرى بلاستيكية وهناك العديد من المقتنيات القديمة المشغولة بالفضة الخالصة. و كان التجار يسلمون صانعة التلّى العمل بالميزان، ويتم استلام المنتَج منها بالميزان أيضا.
تستورد أشرطة التَلّى من بعض الدول الأوربية. وهي تختلف فيما بينها، فالتلّى المائل إلى الاحمرار يستورد من ألمانيا أما النوع المائل إلى الاصفرار فمن فرنسا وهو من أجود الأنواع المستوردة وهو مغطى بطبقة سميكة من الفضة أو الذهب، ويمتاز بالمرونة التي تساعد في التطريز، بالإضافة إلى قوة لمعانه. أما ما يستورد من تشيكوسلوفاكيا فهو النوع العريض، ولا يستعمل كثيرا.
تم شغل التَلّى بواسطة إبرة خاصة معدنية طولها 4 سم، مبطّطة، طرف منها مدبب والطرف الثاني به ثقبان ويقوم على صناعتها الحرفيين (السباكين). وأحياناً تصنع المرأة الإبرة بنفسها بأن تأتى بمسمار حديد وتدق عليه ثم تثقبه وتبرُده ليعطيها الشكل المطلوب.
وكانت الإبرة في الماضي تصنع أحياناً من الذهب أو الفضة. ويقوم بصناعتها صائغ الذهب.وغرزة التَلّى ليس لها مثيل في أعمال الخياطة والتطريز. وهى عبارة عن غرزة واحدة مستقلة بذاتها. وتصف إحدى الريفيات المشتغلات بالتَلّى غرزة التَلّى بما يلي "صحيح الغرزة واحدة لكن صعب إن الواحدة تتعلمها بسهولة، لأن فيها ست خطوات عشان تطلع. أولاً ندخّل الإبرة لغاية طرف الخيط، وبعدين نتنيه حتة صغيرة خالص على أد العين، ونرجع بيها تانى ونطلعها من الجنب اليمين. وبعدين أرجع بيها تانى على الجنب الشمال وبعدين أنزلها من فوق تانى، أشدها لتحت كويس وبعد كده أقطعها".
وتضيف "لو إيدى مش واخده على القطع باضطر أخذها على طول رايح جاى عشان ما يبانش فيها رايش، عشان لو حطيت إيدى ما تعورنيش. ما ينقطعش بسهولة. ولو شغل نضيف نشوف "الجلب" (الوجه التانى للغرزة) كأنهم زى بعضهم. يعنى "الجلبة" بتاعة الغرزة تديكى نفس الرسم. وبعد كده الرسمة بتاعة الغرزة تبقى زى الفيونكة الصغيرة، فلو شغل كويس ومفيش رايش ومفيش حاجات زايدة فتحط أيدك ورا زى قدام".
لتعلم الحرف اليدوية مجانًا وبشكل أكاديمي احترافي منظم تابعوا هذه القناة Crafty Workshop