[ 0 منتجات ]
لا يوجد منتجات.
الذهاب للعربة

بالصور.. مالا تعرفه عن صناعة الخزف.. والفرق بينه وبين الفخار

كتب - علي منصور

الخزف من أقدم الأشياء التي عرفها الإنسان، يعتبر الفخار والخزف والسّيراميك والبورسلان أدوات متماثلة ولكن طريقة تصنيعها والمواد المستخدمة والمواصفات ودرجة الحرارة المستخدمة تختلف فيما بينها، حيث تم العثور على الأواني الخزفية أو الفخارية التي خلفها الإنسان القديم خلفه دليل على أنه كان يصنّع ويستخدم الفخار سواء كأواني لتناول الطّعام أو أواني لحفظ الطّعام، والخزف كلمة تعني الطّين الذي تم حرقه في النّار.

نبذة تاريخية عن الخزف

يعود تاريخ الخزف إلى العصور القديمة، ويُعدّ من الفنون التشكيلية، وهو من الفنون التي انتشرت كثيرًا، وخصوصًا في مجال الفن الإسلامي، والخزف باللغة السنسكريتية اسمه "كيراموس"، وفن الخزف من الفنون العريقة التي لم يُعرف إلى اليوم ما هي الطريقة التي اكتُشف فيها، لكن الدراسات تُشير إلى أنّ اكتشافه كان بالصدفة، وذلك بعد هطول الأمطار على الأراض الترابية وتحولها إلى طين، ثم مرور الأشخاص فوقها وتطبيع أقدامهم ووقعه خطواتهم على الطين، وتجف على شكل تقعرات بعد شروق الشمس عليها.

الخزف الإسلامي

يعدّ الخزف من أهم الفنون الإسلامية التي أسهم المسلمون في تطويرها بشكلٍ كبير، حيث سيطروا على مجال تصنيعه وطوروه على عدة مستويات تتمثل بمستوى الصنع والتلوين والتزويق، واستخدموا مستحضرات كيميائية تُعدّ من أبرز الاكتشافات في مجال صناعة المواد الخزفية.

ويوجد في الوقت الحاضر العديد من المتاحف الإسلامية التي تضم قطعًا خزفية رائعة الجمال وذات زخارف مذهلة، وبعض القطع عثر عليها أثناء الحفريات الأثرية، وأشهر المتاحف التي تضمها متحف الخزف الإسلامي بالزمالك، حيث يضمُّ المتحف قطعًا أثرية خزفية من عصور إسلامية مختلفة، وفي إحدى قاعاته أربع وسبعون قطعة خزفية من العصر الفاطمي، كما يوجد فيه قاعة خزف تركي فيها ست وتسعون قطعة، وأخرى للخزف العثماني والمملوكي والأيوبي والأموي وتضم تسع وثلاثون قطعة خزفية رائعة الجمال.

أنواع المواد الخزفية

يغطي مفهوم المواد الخزفية طيفاً واسعاً من المواد. حديثاً تم الاصطلاح على تقسيمها إلى قسمين أساسيين: المواد الخزفية التقليدية والمواد الخزفية المتقدمة. تبعاً للتصنيف العلمي فإن المواد الخزفية تنقسم إلى:

  • المواد الإنشائية: كالقرميد والآجر.
  • مواد العزل الحراري.
  • البورسلان: بأنواعه.
  • المواد التقنية: ولها تسميات عدة منها الخزف الهندسي والخزف الصناعي والخزف المتقدم. تنقسم هذه المواد بدورها إلى:
  • الأكاسيد المعدنية: كالألومينا والزيركونيا.
  • الأكاسيد اللامعدنية: الكربيدات والنترات والسيليكات وأكاسيد البور.
  • المواد المؤلفة.

مكونات الخزف

المكوّنات الأساسيّة التي تدخل في صناعة الخزف، حيث يدخل في الخزف مواد، مثل: الطين والفلسبار وهو معدن يتكون معظمه من سيليكات الألمنيوم، والصوان وهو نوع من الكوارتز الصلبة، والسيليكا هو مركب من الأكسجين والسيليكون وهي من العناصر الأكثر وفرة في قشرة الأرض.

مرحلة تصنيع الخزف تبدأ بطحن هذه المواد وسحقها و تنقيتها من الشوائب وتخلط بعد ذلك مع الماء ويتم استخدام الترشيح المغناطيسي لإزالة الحديد من العجينة بعد ذلك يقوم الخزفيون أو الحرفيون بتشكيل الخزف من أواني وتحف وغيرها، بعد ذلك يتم تعريضها لدرجة حرارة منخفضة بالتدريج لتبخير الملوثات المتطايرة وتقليل الانكماش خلال إطلاق النار في هذه المرحلة يتم رفع درجة الحرارة إلى أن تصل الى 1200 درجة مئوية حيث يوجد أفران خاصة ومطورة لصناعة الخزف، بعدها يتم تبريده حتى نسمح للزجاج السائل ليصلب ويبرد، وبالتّالي تشكيل رابطة قوية بين الحبيبات البلوريّة بعد التّبريد، وبالتاّلي يتشكل لدينا خزف قوي صلب جداً.

خصائص الخزف

الخصائص الحرارية

مقاومته لانتقال الحرارة (عزل حراري عالي)، لذا يُستخدم الخزف في مجالات حرارية عديدة وبشكل خاص كعازل حرارة.

الخصائص الميكانيكية

ضعيف تحت تأثير قوة شد، يقاوم تأثير قوة قص إذا تواجدت. تصنف المواد السيراميكية على أنها ذات روابط تشاركية أو تشاردية وعلى أنها ذات بنية بلورية أو هلامية. تعتبر الخصائص الميكانيكية ضعيفة نسبيًا مقارنة بالفلزات مثلًا.

الخصائص الكهربائية

تزداد أهمية الخواص الكهربائية لهذه المواد في التطبيقات التي تعتمد على مقياس ذرات من رتبة الميكرو أو النانو (تقنية نانوية).

الخصائص الكميائية

مقاومته للتآكل عالية.

تصنيع الخزف

يمكن تصنيع الخزف بعدّة طرق، وبعضها موجودة منذ الحضارات القديمة، وقد كان يُصنع الخزف بطريقة التصليد الحراري الذي كان يبدأ بالمواد الأولية، ثم يحولها إلى مواد صلبة بحسب الشكل المرغوب، وأهم تقنيات التصنيع الواجب توفرها لصناعة المواد الخزفية وتجهيزها ما يأتي:

التفاعلات في الطور الغازي:

تنقسم هذه الطريقة إلى: طريقة ترسيب الأبخرة بالطريقة الكيميائية، وأكسدة المعادن، والتفاعلات الرابطة أو ما يُسمى بتفاعلات التشكيل، والتي تعدّ الخطوة الأساية لتصنيع الخزف وتشكيله.

اعتماد مواد سائلة لتشكيل مواد أخرى:

تشمل عمليات الصل جل والانحلال الحراري للمواد البوليميرية، وذلك تمهيدًا لتجميعها وتشكيلها على شكل قطع وأوانٍ خزفية.

التصنيع بالاعتماد على مختلف المساحيق:

تكون هذه الطريقة بالاعتماد على عمليات الصهر التي تكون داخل قوالب المواد الأولية، وذلك لتأخذ المادة شكل الإناء الموضوعة فيه.

استخدام تقنية النانو:

تساعد على الحصول على مواد مصنعة لا يتجاوز قطر جزيئاتها مرتبة الميكرون، وهذا يزيد من تماسكها وجودة تصنيعها، مما يُساعد على الحصول على إنتاج ذي جودة عالية من الأواني الخزفية.

استخدامات الخزف

مجالات استخدام الخزف عديدة حيث تدخل صناعة الخزف في تصنيع المزهريات الجميلة وأطباق الطعام والتماثيل، وغيرها من العناصر الزخرفية وأحد الاستخدامات الأكثر شهرة من الخزف في الوقت الحاضر هو صناعة جسور الأسنان والقشرة ويسمى بالبورسلان حيث تعد هذه المادة مقاومة للبقع أفضل من المواد الأخرى ويعطي البورسلان منظر يشبه الأسنان الحقيقية.

وفي المجال المعماري يتم إستخدام الخزف في جميع أنواع المباني في الأرضيّات والجدران في الداخل والخارج. والخزف ممتاز في الحمامات والمطابخ؛ لأنه مقاوم للرطوبة ومقاوم للماء.

كما أن الخزف يجعل الأرضيات متينة للغاية كما يمكن أن يشهد على ذلك الأرضيات الفسيفسائية القديمة التي لا تزال تبدو جميلة بعد قرون من تثبيتها على الأرضيات و الجدران.

الفرق بين الخزف والفخار:

يعتقد الكثيرون أنَّ الخَزف، والفخّار يتشابهان، وأنَّه لا يُوجَد فرق بينهما، إلّا أنَّه في الحقيقة تُوجَد بعضُ الاختلافات بينهما، ويمكن توضيح هذه الاختلافات وِفقاً لبعض المَعايير، والخصائص، من أهمِّها:

1- المقدرة على رَشْح الماء:

يسمح الفخّار للماء، أو السوائل بشكلٍ عامّ بالرشح من خلاله، أمَّا الخَزف فلا يمكن للماء، والسوائل أن تَرشح من خلاله؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنَّ المادّة الزُّجاجيّة التي يُطلَى بها الخَزَف قد سدَّت كافَّة المسامات الموجودة فيه.

2- المُقاوَمة للخَدْش:

يُعتبَر الفخّار من الموادّ القابلة للخَدْش، ومن الجدير بالذكر أنَّه يُمكن خدشه بسهولة بواسطة سكّين، أو أداة حادَّة، أمّا الخَزف فهو غير قابلٍ للخدش أبداً؛ ويعود السبب في ذلك إلى وجود المادَّة الزُّجاجيّة التي تتميَّز بمُقاوَمتها للخَدْش.

3- المقدرة على كَشْف الضُّوء:

يتميَّز الفخّار بعدم مقدرته على كشف الضُّوء؛ فهو مادَّة مُعتمة، ولا يسمح للضُّوء بالمرور من خلاله، أمّا الخَزف فقد يسمح للضُّوء بالمرور من خلاله، ومثال ذلك الخَزف الصينيّ.

4- اللون:

قد يكون لون الفخّار -دون النظر إلى الطلاء- أسود، أو أحمر، أو رماديّاً، أمّا الخَزف فقد يكون -قَبلَ طِلائه- بألوان مُختلِفة.

5- طريقة الصُّنع:

يَنتُج الفخّار بعد أن يتمّ وَضْع الطين في الفُرْن، أمّا الخَزف فيَنتُج عن طريق تزجيج الفخّار.

لتعلم الحرف اليدوية مجانًا وبشكل أكاديمي احترافي منظم تابعوا هذه القناة Crafty Workshop

الاكثر قراءة
التعليقات