انطلاقة كبرى للاقتصاد الرقمي في أفريقيا لتحقيق النمو الاقتصادي

ناقشت جلسة "انطلاقة كبرى للاقتصاد الرقمي في عموم أفريقيا" خلال فعاليات اليوم الرابع من اجتماعات الربيع لصندوق النقد ومجموعة البنك الدوليين، الفرص التي يتيحها الابتكار الرقمي لأفريقيا لتحقيق النمو الاقتصادي، وتوفير فرص للعمل، وتغيير حياة شعوب القارة السمراء.

وقالت سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي: إن استراتيجية مصر في الاقتصاد الرقمي تقوم على تطوير البنية التحتية، وتوفير المناخ المناسب للأعمال، والتحول إلى المدن الصناعية والاستثمار في رأس المال البشري.

وأضافت: تزايد اهتمامنا في الفترة الأخيرة بريادة الأعمال الرقمية وجذب القطاع الخاص للاستثمار في أفريقيا، الأمر الذي يمثل عاملا مهما للقارة، كما حققنا العديد من النجاحات في مشروعات ريادة الأعمال وتعزيز دور المرأة فيها، بحيث تصل نسبة السيدات العاملات في هذه المشروعات إلى 50%.

وشددت على ضرورة تغيير ثقافة شعوب الدول، والتي تتمثل في مشاركة الخبرات والمعرفة مع الدول الأخرى، وربط الخدمات الصحية وتنمية رأس المال البشري، فضلاً عن ضرورة تحسين التعليم وتنمية قدرات الطلاب منذ الطفولة، مشيرة إلى أن قارة أفريقيا في حاجة ماسة إلى زيادة مراكز ابتكار الشباب من خلال التمويل وبناء القدرات، وذلك لتمكين هذه الفئة من اتخاذ أفكار جيدة لبناء أعمال ناجحة.

من جانبه، قال مختار ديوب، نائب رئيس البنك الدولي للبنية التحتية: إنه يجب على بلدان أفريقيا أن تلزم نفسها بتحقيق "انطلاقة كبرى" من أجل إطلاق العنان لإمكانيات المستقبل الرقمي، وذلك لخدمة ملايين من الشباب البارعين في وسائل التكنولوجيا.

وأضاف "ديوب": لتحقيق الاقتصاد الرقمي يجب اتخاذ العديد من الإجراءات والتي تتمثل في: زيادة نسبة الارتباط بشبكة الانترنت وتقليل أسعار الخدمات، والاستثمار في المهارات، وإنشاء منصات تجعل تقديم الخدمة أسهل وأكثر فاعلية، والتوسع في الخدمات المالية الرقمية، وخلق منظومة بيئية رقمية.

وتابع: الاقتصاد الرقمي رؤية وضعها قادة العالم، ونحن هنا لدعمها، وما يحدث في أفريقيا ثورة رقمية، ولا بد من استغلال كل الطاقات في القارة، مشددا على ضرورة إنشاء شبكة حديثة لخدمات الإنترنت ذات النطاق العريض في دول القارة الأفريقية لتغطية كل المناطق، خاصة الدول المتخلفة اقتصادياً، وذلك من أجل تقوية الآثار الإيجابية والتي تنعكس على تعزيز الاقتصاد القومي لهذه الدول وتوفير فرص عمل للشباب.

وفي نفس السياق، قال لارني كولادي، الرئيس التنفيذي لشركة CSquared: إن الأطراف المعنية تعمل بشكل كبير على النهوض بالاقتصاد فى أفريقيا، مضيفا أن السياسات والاستثمارات هما الطريق الأسهل للوصول إلى الاقتصاد الرقمى.

وفيما يخص التحول الرقمى فى نيجيريا قال "كولادي": إن هناك تحولاً كبيراً في الدولة والذي يتمثل في الانتشار الجيد للشركات والاستثمارات الخاصة وتوفير المزيد من التمويل من الجهات المعنية، مطالباً بضرورة العمل على تشغيل الشبكات المفتوحة، وقيام الحكومات بوضع لوائح تنظيمية وأسس صحيحة للقطاع الخاص لمساعدته على الانتعاش.

وذكر "كولادي" أن شركته تعاونت مع حكومة نيجيريا والوكالة الأمريكية لتحقيق أرقام جيدة فى الألياف الضوئية، لافتاً إلى أن شركته قامت بتوصيل الألياف الضوئية للوكالات الحكومية ولأكثر من 11 وزارة في الدولة، فضلاً عن إدخالها في العديد من الجامعات، مشيرا إلى أن الشركة تمتلك حالياً مكتبات رقمية.

من جانبها، قالت أماني أبو زيد، مسؤول البنية التحتية والطاقة، في مفوضية الاتحاد الأفريقي: إننا بحاجة إلى التأكد من تمكين الشباب وتعليمهم، والعمل على سد الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، كما أن تطبيقات الإنترنت يجب أن تعكس لغات القارة والمحتوى الموجود في كل دولة.

وأضافت: التكنولوجيا أصبحت أساس كل شيء، لذا علينا إدخالها في قطاعات الصحة والتعليم، خاصة وأن الشباب الأفريقي يتمتعون بالمهارة في استخدام التقنيات الرقمية، ويتسمون بالنشاط المفرط في وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفتت إلى أن هناك تضاربا متزايدا بين الإمكانيات الرقمية وضعف سبل الحصول على خدمات الإنترنت ذات الجودة والخدمات المتطورة، مضيفة أن صعوبة الدخول فى التحول الرقمى يحرم الشباب من فرص هائلة من الأعمال والتوظيف، والتي تعمل على تعزيز النمو الاقتصادي للدول، وفتح منشآت أعمال جديدة.

وقال يوسف موشاري، أمين مجلس الوزراء، بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كينيا، إن التقدم التكنولوجي سيدفع الكثير من المستثمرين الأفارقة إلى اعتماد الأسلوب الرقمي في تعاملاتهم، حيث إنه يسرع عمليات الإنتاج لديهم من خلال زيادة الفرص الاستثمارية، ما ينعكس على زيادة أرباحهم.

وأضاف أن التقدم التكنولوجي سيساهم في زيادة الّدخل القومي لدول القارة الأفريقية، ما ينعكس إيجابيا على زيادة فرص العمل وإنهاء الفقر في القارة، مشيراً إلى أن الشباب في كينيا يعلمون أن دور الحكومة هو توفير البنية التحتية، خاصة في الخدمات المالية الرقمية.

وفي نفس السياق، قالت كريستالينا جورجييفا الرئيس التنفيذي للبنك الدولي، إن مجموعة البنك الدولة ملتزمة بالعمل مع الجميع خاصةً الاتحاد الأفريقي والمفوضية الأفريقية والقطاع الخاص للإسراع نحو التحول الرقمى، موضحة أن التزام الحكومات بدعم الاقتصاد الرقمي والاستثمار في البنية التحتية ووسائل الدفع الرقمي، يساهم في تمكين الشباب من استغلال الفرص المتاحة وتحقيق النجاح المنشود.