ما بين الإبداع والجرأة يظهر التميز
كتبت - مهرة الشحى
إن الإبداع كلمة فضفاضة نراها في الكثير من المجالات، ففي الفن والرسم والنحت مثلاً نسمع من ينعت أحد الأعمال الفنية بالعمل المبدع الخلاق، وفي مجال الكتابة نسمع أن كاتب الرواية أو الموضوع مبدع في طرحه وتعريفه بموضوع الكتابة، وهو أيضاً مصطلح أصبح شائعاً في مجال الأعمال، فالكثير من الأفكار الإبداعية من البرامج والتطبيقات رأت النور في عصرنا الحاضر، وقبلها لم يتخيل الإنسان في الماضي أنه سيصل لها يوماً ما.
وبشكل عام، كلما أطلقنا عليه مبدعاً يتسم بصفة أخرى سبقته، هذه الصفة هي التي جعلت الإبداع يظهر إلى النور، إنها الجرأة التي يتحلى بها صاحب هذه الفكرة والتي لولاها لما لمسنا ورأينا هذا العمل المبدع، إن الخطوة الأولى والجرأة على تنفيذ العمل وإكماله مهما كلف الأمر هي بيت القصيد وهي العمود الرئيس لإنجاز المهمة بنجاح، لذا يا من تقرأ هذا المقال ولديك فكرة أو عمل مبدع، سواء في مجال ريادة الأعمال أو حتى في غيرها من المواهب الشخصية، نقول لك إن هذا المقال هو موجه لك بالمقام الأول، وهنا نضع بعض المقترحات لتنظيم العمل الإبداعي قبل خروجه للنور:
أولاً: الفكرة الأولى، إن الفكرة الأولى يجب أن تكون واضحة المعالم، وتدرس بكل جوانبها، على سبيل المثال لو لديك فكرة تجارية أو فكرة تطبيق إلكتروني، وتظن أن العائد المادي منه سيكون مرتفعاً، عليك أولاً أن تدرس هذه الفكرة بكل جوانبها من تمويل وتخطيط والشريحة المستهدفة من التطبيق، والتمويل اللازم، وغير ذلك من الجوانب التي ستبين مدى جدوى هذه الفكرة ومدى قابليتها للتطبيق فعلاً.
ثانياً: ضع الخطة وابدأ التنفيذ فوراً، إن التخطيط مهم جداً لكي لا يكون عملك عشوائياً لا فائدة منه، وتذكر دائماً أن العمل العشوائي يسبب انهيار المشروع من بدايته، العشوائية من أول آثارها إضاعة التمويل وصرفه في ما لا فائدة منه، لذا وجب وضع كل الأمور بنصابها الصحيح، والتخطيط السليم يضمن لك أن تبدأ بداية سليمة من غير أخطاء كبيرة قد تضر بالعمل ككل.
ثالثاً: الجرأة في التنفيذ، وهنا يبدأ العمل الجاد والحقيقي، البعض عندما ينفذ أعماله يكتفي بالمطلوب والمهم فقط، أي أنه يكتفي بالحد الأدنى من الإنجاز ويكون ذلك فقط للاستمرار، والبعض الآخر ينجز العمل بشغف كبير للغاية، كأن بينه وبين العمل الذي يقوم به قصة حب كبيرة، لا يستطيع الانفكاك عنها، فيصبح هذا العمل حياته، يريد إظهاره للعلن بأجمل وأبهى صورة، يتابع كل التفاصيل بنفسه، ولا يترك شاردة ولا واردة إلا ويدرسها، يختار كل شيء يتعلق بالعمل ويراجع أي تفصيل سواء كان مهماً أو لا، إن مثل هذا الشخص هو الوحيد القادر على الخروج بالعمل الذي يستحق بأن يقال عنه عمل مبدع.