ورشة عمل للشباب الفلسطيني حول "الابتكار في إنشاء وإدارة المشاريع الصغيرة"
نظم ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش ناومان" من أجل الحرية ورشة عمل تدريبية شبابية بعنوان "الابتكار في إنشاء وإدارة المشاريع الصغيرة"، وذلك في قاعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رام الله، بمشاركة نخبة شبابية متميزة من محافظات الوطن.
وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من النشطاء الشباب شادن سليم وعبد الرحمن درويش الذين أكدوا على أن الملتقى مؤسسة فلسطينية شبابية تأسست من قبل مجموعة من الشباب الحالمين الذين تجمعهم رؤية مشتركة لبناء مجتمع فلسطيني مدني ديمقراطي قائم على أساس احترام حقوق الشباب وضمان مشاركتهم المجتمعية بكافة أشكالها.
من جهته قال د. إياد اشتية رئيس الملتقى "أننا نؤمن بقدرات شبابنا الفلسطيني، الذي تصدر الصفوف في قضيته الوطنية، واليوم نتطلع إلى دور الشباب في تحسين ظروفه وتحقيق ذاته، فبدأنا بالعمل على كيفية التحوّل نحو اقتصاد المعرفة وخلق بيئة حاضنة للمؤسسات الناشئة وريادة الاعمال لمساعدتها على النمو والازدهار، فقد آن الأوان أن نعمل على تطوير اقتصادنا من خلال إيجاد فرص جديدة وواعدة في صناعة الوظيفة وتحسين الدخل من خلال المشاريع الريادية الابتكارية.
وأشار اشتية أن اللقاء التدريبي جاء متزامناً مع استحداث وزارة الريادة والتمكين في الحكومة الفلسطينية الثامنة عشر، التي يرى الملتقى أنها خطوة هامة في تقديم حلول إيجابية ومبتكرة للكم الهائل من التحديات الداخلية والخارجية التي يمر بها الشباب الفلسطيني وعلى رأسها البطالة وزيادة أعداد الخريجين مقارنة بمحدودية التشغيل وفرص العمل المتاحة، موجهاً الدعوة للمؤسسات كافة ولا سيما التي تعنى بالشباب لتوحيد الجهود والالتفاف حول هذه الوزارة ودعمها من أجل الانتقال بشبابنا الفلسطيني من الاحتياج إلى الانتاج.
وقدم شكره للشركاء الاستراتيجيين مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية على دورهم العالمي والإقليمي والمحلي في دعم مفاهيم الحرية والديمقراطية من خلال تقديم برامج التعليم المدني، وتعزيز الحوار السياسي الدولي، وتقديم الاستشارات الاقتصادية والسياسية، من خلال شبكة مكاتبهم المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا وآسيا، مشيراً إلى أن المؤسسة ومن ضمن ما تقوم به في العالم وفي فلسطين بشكل خاص المساهمة في بناء مجتمعات ديمقراطية، حديثة ومدنية، والعمل على تقوية المجتمع المدني، بالإضافة إلى التعريف بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، المساواة والتعددية السياسية والفكرية، واقتصاد السوق.
وخلال زيارة المشاركين لأكاديميتها المتميزة في التصوير قدمت الشابة الفلسطينية المبدعة عرين الريناوي تجربة نجاح مشروعها الابتكاري، تزامناً مع ذكرى مرور سنة على أنشائه على أراضي قرية جفنا شمال محافظة رام الله والبيرة، مشيرة إلى أنّ فكرة الأكاديمية مرّدها الى عدم وجود مكان خاص قادر على تدريب هواة التصوير باحترافية ومهنية، تحديداً التصوير الفوتوغراف، وتحدثت للمشاركين عن فكرة تطوير مشروعها، إذ أنها بدأت من خلال معرض برام الله، ثم طورت الفكرة من خلال السوشال ميديا، مروراً بفكرة (شفيق) وهي سيارة التصوير الخاصة بها، كما أنها صممت تطبيقاً خاصاً بها على الهواتف الذكية، حتى وصلت إلى أكاديميتها التي تتضمن عديد التخصصات للتصوير الإحترافي، منها استخدام الاضاءة في التصوير، وبرنامج الفوتوشوب، وتصوير الازياء، والفعاليات، والشركات، والمنتجات، والتصوير الفوتوغرافي، والفوتوغرافي المتقدم، وغيرها.
وقدم خبير الريادة والابداع م. حسن عمر مداخلة حول الإبداع في المشاريع الصغيرة، وتحدث للمشاركين عن أهمية الابتكار كأساس ومحرك لتأسيس المشاريع الريادية، سواء كان هذا الابتكار في بناء نموذج عمل مختلف ومتميز، قائم على مبدأ المشاركة، أو أن يكون حلاً لمشكلة حقيقية قائمة يؤدي إلى قيمة حقيقية للسوق، أو بتطوير شيء قائم يُقدم بشكل مختلف، وناقش مع المشاركين مفاهيم الريادة والريادية والتشغيل الذاتي ومراكز التميز وحاضنات الأعمال والإرشاد في مجال الريادة بمفهومها الواسع وخاصة في فلسطين.
وقدم خبير التدريب ايمن الميمي جلسات تدريبية مكثفة للمشاركين، جاءت تحت عنوان كيف أقوم ببناء مشروع نموذج العمل الخاص بي؟، ركزت على تمكين المتدربين لأهم الجوانب العلمية والعملية التي تساهم بتأسيس مشروعات منتجة للشباب أو تطوير مشروعاتهم القائمة بشكل مبتكر، وكيفية تنفيذ دراسات الجدوى الاقتصادية ومهارات التسويق والتخطيط وإدارة الأعمال، الموارد البشرية، حسابات التكلفة، مراقبة المخزون، إدارة العمليات، والمحاسبة المالية.
وقام الميمي بتدريب المشاركين على بناء نماذج الأعمال الخاصة بهم، مركزاً على أهمية التوجه نحو التمكين الاقتصادي لما تحققه من مساهمة في تحقيق مبدأ الاعتماد على الذات والتطوير على المشروعات والاستثمار المحلي بأساليب علمية متميزة.
واختتم اللقاء من خلال عرض نموذج ريادي متميز للشابة المبدعة نشوه القبج، مديرة مركز نشوه للتغذية والصحة، التي عرضت تجربتها كنموذج للمشروعات الشبابية الريادية في فلسطين، مشيرة الى انتقالها من موظفة بديلة في أحد مراكز التغذية إلى صاحبة مشروع ريادي في بداياته، حيث ترى أن حلمها سيكتمل بتحويل مشروعها الصغير إلى مركز متكامل، وناقشت مع المشاركين السياسات الادارية، والمخاطر، والانجازات، وكل ما يتعلق بهذا المشروع الشبابي المبتكر في الوطن.