عمل الأمهات من المنزل.. ما بين العدل والفضل
كتبت - مهرة الشحي
إن العمل المكتبي في السنوات الأخيرة قد شهد تطوراً ملحوظاً، فبعد أن كنا غارقين بين الأوراق والملفات، واستقبال المراجعين الذين تئن منهم ممرات الدوائر والمؤسسات الحكومية، أصبحنا الآن نتعامل مع متعامل رقمي، يتواصل معنا عبر البرامج والتطبيقات، وينهي جميع إجراءاته من المنزل والمكتب والمطعم، هذا التطور التكنولوجي والذي أراح الشريحة الكبرى من المتعاملين وجب الاستفادة منه لإراحة الموظفين أيضا، وهذا ما حدث بالفعل، فالموظف الآن سريع في إنجاز أعماله والتوثيق والمتابعة وكل ذلك عبر برامج لا تأخذ وقتاً طويلاً منه، ومع ذلك نحن نتطلع للمزيد.
هذه المقالة نحن نوجهها إلى كل مسؤول قادر على اتخاذ قرار تحويل عمل الموظفين إلى المنزل بدلاً من الحضور إلى مقار العمل، فالعديد من الوظائف المكتبية الحالية عبارة عن اتصال مع النظام وإنهاء إجراءات عبر تطبيق وأنظمة مغلقة لا تسمح بالدخول إلا للموظفين المخولين، هذه الميزة إذا توفرت في العمل فإن فيها العديد من الميزات.
كما أنها ستخدم شريحة واسعة من الموظفين الحكوميين، وعلى رأسهم الأمهات، واللواتي يجدن أنفسهن مسؤولات عن العديد من المهام المرهقة خلال اليوم، فبعد قضاء ساعات لا تقل عن سبع أو ثماني ساعات في العمل، حتى ترجع إلى المنزل ليكون لديها ساعات عمل مرهقة مع أبنائها تمتد إلى منتصف الليل، وأحياناً إذا كان الأبناء من الرضع قد تمتد الساعات إلى الفجر.
ونحن في هذا المقال نعرض أهمية العمل من المنزل وكيف أنه سيوفر الوقت والجهد على العديد من الموظفين والموظفات، ولكن حددنا الأمهات وبدأنا بهن لأنهن أولى الشرائح، فإذا ما بدأنا بالفعل في هذه الخطوة، ستتسع الشرائح لتشمل العديد من الموظفين من الإناث والذكور أيضاً، لذا نستعرض بعض مميزات العمل من المنزل وما سيجنيه الموظفون ابتداءً والمجتمع بعد ذلك.
1- تقليل المساحات المكتبية في أماكن العمل وتوفيرها لوظائف تتطلب التواجد في مقار الأعمال، فبعض الأعمال هي عبارة عن مراجعة أو تدقيق على وثائق ومستندات، مثل هذه الأعمال بالإمكان تحويلها للعمل المنزلي وذلك بإنشاء شبكة اتصال مغلقة تسمح بالولوج إليها من أي مكان بوجود اسم مستخدم وكلمة سر خاصة لكل موظف، هذا التقليل في عدد المكاتب سيتبعه توفير أكبر في الخدمات المقدمة في مقار العمل من نظافة وضيافة ومواصلات وغير ذلك.
2- ساعات العمل ستكون مفتوحة، أي أن التوزيع سيكون أكثر كفاءة لإنجاز العمل، فإذا كان تقديم الطلبات من المتعاملين خلال الفترة المسائية كبيراً، فبذلك سيقوم العديد من الموظفين في المنازل بإنجاز العمل وترحيل الطلبات، وبخاصة من الذين يريحهم العمل خلال فترة الليل أكثر من النهار، وبذلك ستكون هناك انسيابية في العمل خلال 24 ساعة في اليوم وعدم تركيز الأعمال فقط خلال الفترة الصباحية.
3- الالتفات إلى الأسرة قليلاً، وهنا بيت القصيد، إن تواجد الموظف أو الموظفة في المنزل وتحديداً الأمهات سيعطيهن مساحة أكبر للاهتمام بأبنائهن قبل خروجهم للمدارس وحين عودتهم مباشرة، والاهتمام بالأطفال إن كانوا صغاراً بالعمر ولا يذهبون إلى المدرسة، فلا تحتاج المرأة إلى حاضنات الأطفال خارج المنزل، كما أنها تستطيع إنجاز عملها خلال 24 ساعة كما تشاء وفي الوقت الذي يناسبها، هذا سيدعم الاستقرار الأسري الذي ينشده أبناء المجتمع.