كيف تحدد ثروتك المستقبلية؟ ثلاثة عوامل تجيبك
إذا كان البعض يعتبر الادخار مشكلة شاقة ومعقدة؛ فإنَّ هناك ثلاثة أشياء يجب على رواد الأعمال أخذها في الاعتبار، مع إدراك الطريقة التي تتفاعل من خلالها هذه العوامل، وبشكل حيوي.
وترصد هذه المقالة ثلاثة عوامل يتوقف عليها تحديد ثروتك المستقبلية، وذلك على النحو التالي:
أولًا: الوقت
عادةً ما تبدأ المناقشات حول أفضل الطرق للادخار مبكرًا قبل التقاعد بسنوات طويلة؛ لنمنح أنفسنا الوقت الكافي؛ فذلك أفضل أداة يملكها رائد الأعمال؛ إذ بإمكانه التحكم فيها.
ويعد الوقت أسهل هذه العوامل الثلاثة؛ لأنه لا يكلفك شيئًا، كما أن صعود وهبوط العائدات يكون تأثيره عاطفيًا، بينما يكون للمساهمات تأثير مالي. وعلى الرغم من أنَّ الوقت عنصر حيادي، فإن معظم الناس يصارعونه؛ لعدم إدراكهم أهميته في حياتهم المهنية.
ولا يقتصر الأمر على ذوي الدخول الصغيرة ويصلون للأربعينيات من أعمارهم، دون أن يدخروا شيئًا، بل غالبًا ما يعتقد ذوو الدخول المرتفعة جدًا، أنهم بخير فيؤجلون الادخار بحجة وجود أشياء أخرى أكثر أهمية وفق اعتقادهم.
وبالرغم من أن الوقت متاح دومًا لبدء الادخار، لكن كلما قلَّ الوقت، ازداد الأمر صعوبة، فعند وجود أفق زمني طويل، لا يلزم أن تكون مساهماتك مرتفعة، ولا يتعين عليك تحمل مخاطر الاستثمار، ولكن إذا كان الوقت محدودًا، فلن يكون أمامك خيار، سوى أن تكون أكثر عنفًا في التعامل مع العامليْن الآخرين.
ثانيًا: المساهمات
العامل الثاني هو الذي يستطيع المستثمرون التحكم فيه، فالأمر متروك للمرء يدخر ما يشاء، لكن كلما ادخرت أكثر، نمت ثروتك، ومع ذلك، فمن المهم أن يفهم كل مستثمر كيف يوازن بين مستوى المساهمات وبين العامليْن الآخريْن.
والسؤال الذي يُطرح كثيرًا في الوقت الحالي: ماذا أفعل عندما تكون العائدات ضعيفة؟، والإجابة: أفضل شيء يمكن القيام به هو زيادة المساهمة، فكلما زادت، استطعت تحقيق أحلامك بشكل أسرع، حتى لو كانت العائدات منخفضة. والأمر لا يتعلق فقط بالأوقات التي تتسم فيها الأسواق بضعف الأداء، ولكن أيضًا إذا كنت من المستثمرين الذين لا يستطيعون التعامل مع كثير من التقلبات.
ثالثًا: العائدات
آخر هذه العوامل الثلاثة والذي يثير قلق رواد الأعمال والمستثمرين، وأداء مستنداتهم وأوراقهم المالية، ولكنهم- من المفارقة العجيبة- لا يملكون سيطرة كبيرة عليه؛ إذ لا يمكن التنبؤ الأسواق على المدى القصير، ولكنَّ هذا لا يعني أن تترك العائدات للصدفة، فعلى المستثمر أن يكون قادرًا على المزج بشكل صحيح بين المنتجات وفئات الأصول؛ لتحقيق أهدافه.
وفي النهاية، يتعلق الأمر بفهم كيفية عمل العوامل الثلاثة معًا، والمقايضات التي يمكن إجراؤها فيما بينها؛ فذلك يمنحك خيارات أكثر؛ لضمان تحقيق أهدافك.