الإمارات| المناطق الحرة نقطة التقاء بين المخرجات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل
أكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن المناطق الحرة الإبداعية التي تم افتتاحها في كليات التقنية العليا بناء على توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، التي أعلنها سموه في البند السادس من وثيقة الخمسين، لتحويل الجامعات الوطنية والخاصة في دبي إلى مناطق حرة، أوجدت الحلقة المفقودة بين المشاريع والابتكارات التي ينفذها الطلبة وبين الاستفادة منها، كونها تسمح لهم بممارسة النشاط الاقتصادي والإبداعي، وتعزيز هذه المنهجية كركيزة وهدف رئيسي لمنظومة التعلم والتخرج.
وقال: إنها ساهمت في سد الفجوة بين المخرجات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل المتغيرة باستمرار،وأصبحت نقطة التقاء بينهما، وهذه هي النقلة النوعية التي استحدثتها كليات التقنية من خلال استراتيجية الجيل الرابع والمناطق الاقتصادية الحرة الإبداعية التي دشنتها أخيرا.
وأشار إلى أن هذه المناطق ستسهم في نقل التعليم من الطرق التقليدية إلى أفق إبداعية تلبي احتياجات المستقبل وتحاكي البند السادس تحديداً الوارد في وثيقة الخمسين من خلال تحويل الجامعات إلى مناطق اقتصادية إبداعية حرة.
وأضاف أن استراتيجية الجيل الرابع التي أطلقتها الكليات ستغير هندسة التعليم، وتمنح المخرجات اللازمة لصنع الفرص وخلق الوظائف عوضاً عن انتظارها، مشيراً إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة واستخدام ما يعرف بأدوات التعليم الحديثة أصبحت تحصيل حاصل، بحكم أن جيل الطلبة الحالي أصبح يعتمد بشكل كبير على هذه التقنيات ويستخدمها في حياته اليومية.
وقال: إن التعليم عن بعد وعبر الشبكة العنكبوتية لم يعد جديداً، ولم يعد يعتبر نقلة نوعية، أو رفاهية في التعليم، لا سيما وأن العالم يتحدث عن أن 60% من الوظائف ستختفي تماماً ولم يقل أنها ستتغير.
وتابع أن كليات التقنية أصبحت توفر الجيل الرابع الذي يقوم على أساس تمكين الطلبة من صنع فرصهم الوظيفية من خلال ريادة الأعمال وإدارة الشركات وخاصة الشركات الصناعية الكبرى، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من طلبة الكليات يمتلكون مشاريع ريادة الأعمال في مجالات الأزياء والمواد الغذائية والعطور وغيرها، وهي قطاعات وإن كان السوق الإماراتي يحتاجها إلا أن استراتيجية المناطق الحرة تهدف إلى ريادة الأعمال في قطاع الصناعات الكبرى التي تتماشى مع الثورة الصناعية الرابعة، بهدف تنمية اقتصاد الدولة.
وأوضح أن إنشاء المناطق الحرة ووضعها بين أيدي الطلبة يحفزهم على الإبداع والابتكار، ويكسبهم الخبرة والمهارات اللازمة للمرحلة المستقبلية، لاسيما وأن الآلية المتبعة حاليا حول ابتكارات الطلبة ومشاريع التخرج التي يقومون بها، تقتصر على حصولهم على درجة علمية نظير هذا المشروع .
وقال: إن ترجمة المؤسسات التعليمية لبنود وثيقة الخمسين قد يتطلب بعض الوقت، إلا أنها أصبح لديها رؤية واضحة لوضع الأساسات، حيث أطلقت الكليات منصة الابتكارات لطلبة الكليات وتحويلها إلى حاضنات أعمال ثم إلى استثمار مالي من خلال توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتخصيص 100 مليون درهم للمشاريع الابتكارية وتحويلها إلى منتجات تجارية وإلى شركات، بما يساند الكليات على سد الفجوة بين المشاريع الطلابية الابتكارية وبين تنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح أنه على الرغم من أن كليات التقنية تركز بشكل أساسي على البرامج التقنية والتكنولوجيا والتطبيقات والبرمجيات الحديثة واستخدامات تقنية البلوك تشين،، علاوة على التخصصات الصحية المربوطة، إلا أنها في حالة تحديث مستمر لتخصصاتها وبرامجها، لمواكبة المتغيرات، من خلال ربط التعليم الهجين، القائم على وضع حقائب تدريبية للطلبة كجزء لا يتجزأ من المناهج التعليمية، لمواكبة متغيرات القطاع وتضمن خريجين مطلعين على أحدث ما يستجد في القطاع وجودة المخرجات.