كيف يصنع القرار في مؤسسات الأعمال؟
تتسم عملية اتخاذ القرارات في مؤسسات الأعمال بدرجة كبيرة من الأهمية؛ إذ يترتب عليها نجاح أو فشل تلك المؤسسات.
وعملية اتخاذ القرار تعني أننا فضلنا بديلًا واخترناه من بين مجموعة بدائل مطروحة أمامنا؛ أي لابد أن يكون اختيارًا واعيًا بالطبع؛ إذ يتوقف عليها جودة ما ننجزه من أعمال.
وليس اتخاذ القرار أمرًا يسيرًا كما يعتقد البعض، فعندما نتخذ قرارًا يكون من الصعب علينا التراجع فيه، خاصة إذا ترتبت عليه أمور كثيرة وماليات وتوظيف أشخاص… إلخ؛ لذا يتعين على رائد الأعمال أو المدير ألا يُقدم على اتخاذ قرار معين، أو تفضيل خيار معين، دون أن يكون لديه القدرة على التنبؤ بكافة عواقبه، أو أغلبها على الأقل.
ونرصد في هذه المقالة كيفية صناعة القرار في مؤسسات الأعمال، وأنواع القرارات، وكيف تعالج المشكلات الطارئة، وذلك على النحو التالي:
أنواع القرارات
عادةً ما تكون عملية اتخاذ القرارات محفوفة ببيئة عمل معقدة، ويكون لها تأثيرات مختلفة على أقسام وإدارات أخرى تعمل في المؤسسة نفسها؛ ومن ثَمَّ تختلف القرارات عن بعضها البعض، فهناك مثلًا قرارات روتينية تتخذ بشكل تقليدي، ويكون تأثيرها محدودًا إلى حد كبير، وهناك قرارات طارئة، تُتخذ وقت الأزمات، ولكنها غالبًا ما تثير حالة من السخط العام لدى الموظفين، وتسبب حالة من الإرباك، لكن على رواد الأعمال والمدراء المحنكين في مثل هذه الظروف أن يُمسكوا بزمام الأمور، وأن يصنعوا التغيير، دون اكتفاء بإدارة الخلافات فقط، فليست الإدارة سوى صناعة التغيير.
وليس القرارا الجديد – الذي يتخذه رائد الأعمال أو المدير – حلًا سحريًا؛ إذ لن يحل المشكلة التي اتُّخِذ من أجلها، إلا إذا كانت هناك خطة واضحة موضوعة سلفًا، وقابلة للتطبيق الفعلي على أرض الواقع.
هندسة القرار
تنطوي عملية اتخاذ القرار إذًا، على تخطيط من نوع ما، وإلا كانت ضربًا من التفكير في الفراغ. فلا فائدة من قرارات اتخذت عفويًا وبدون شكل مخطط ومدروس، فعلينا أن ندرك دائمًا أن التخطيط أو الإدارة عمومًا نوع من الهندسة في البشر؛ وهو ما يجعلها أمرًا عسيرًا لما لها من تبعات وعواقب، قد تكون سلبية، على غيرنا.
وهناك تصنيفات كثيرة للقرارات، يختلف بعضها عن بعض، لكن يمكن القول: إن هناك قرارات عدوانية، وقرارات مؤذية، وقرارات تبصرية، وقرارات غامضة؛ كلها عبارة عن تقييم لرد الفعل الناجم عن هذا القرار أو ذاك.
معالجة مشكلات طارئة
يُعد اتخاذ القرار التزامًا منطقيًا وعاطفيًا، حتى وإن بدا هذه الالتزام بسيطًا، فما من قرار إلا ويترتب عليه جملة عواقب وترتيبات، والأهم من ذلك، أن اتخاذ القرارات يأتي لمعالجة مشكلات قائمة بالفعل، سواء كانت مالية، أو إدارية، أو شخصية، أو فنية. وفي بعض أنماط الإداراة المتطورة، ربما يُتخذ القرار لمواجهة مشكلات مستقبلية.
على رائد الأعمال أن يتذكر دائمًا أن لكل قرار عواقبه، وهذا ما يجعل عملية صنع القرار غير مريحة؛ فعندما يتخذ قرارًا معينًا يكون قد التزم بمسار عمل معين، وهذا لا شك أمر مربك في غالب الأحيان.
ثمة نقطة هامة يجب مراعاتها؛ ألا وهي: أن كل القرارات مؤقتة، فالقرار الذي تم اتخاذه كان أفضل خيار عمل ممكن؛ ومن هنا فإن العدول عنه وارد، إذا تغيرت شروط العمل وظروفه.