كتاب فن التعامل مع الناس والنصائح العشرة لديل كارنيجي
كتاب فن التعامل مع الناس هو الكتاب الأشهر بين مجموعة الكتب التي تتكلم عن فن التعامل بين الناس، فهذا الأمر ليس بالأمر اليسير، فالتعامل مع الناس هو فن يحتاج إلى الكثير من الخبرة حتى يستطيع الفرد أن يتكيف مع غيره من الأفراد الذين يختلفون في الطبائع وفي السمات الشخصية.
كما يتمكن الإنسان بعد أن يتقن فن التعامل مع الناس من أن يدخل في تجارب مع الآخرين تكون ناجحة دون مشاكل أو ترك إنطباع سيئ عندهم، وقد قدم لنا كتاب فن التعامل مع الناس للكاتب ”ديل كارنيجي“ عشر نصائح إذا تم العمل بها يستطيع الإنسان أن يتقن هذا الفن.
ونرصد في هذه المقالة النصائح العشر ونتعرف معا على الكاتب ”ديل كارنيجي” عن قرب، وذلك على النحو التالي:
مؤلف كتاب فن التعامل مع الناس
ديل كارنيجي مولود في عام ألف وثماني مائة ثمانية وثمانون، بمنطقة ” فورست هيلز “ بولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد عاش بين أسرة تتسم بالفقر وبعد أن إستكمل تعليمه المتوسط بدأ يشق طريقه في الدروس المتعلقة بتحسين الذات وعقد الدورات المختلفة لتدريب رجال الأعمال حتى يستطيعوا ان يتقنوا فن التعامل مع الناس.
ثم ذاع صيطه بين الناس وربح الكثير من المال، مما جعله يقوم بإنشاء المعهد الخاص به للعلوم الإنسانية والعلاقات، وقد أطلق عليه اسم ” معهد كارنيجي “، وقد ألف العديد من الكتب منها كتاب ” دع القلق وابدأ الحياة “ وقد تم ترجمة هذا الكتاب إلى العديد من اللغات واستطاع أن ينتشر في كل أنحاء العالم، وأيضاً كتاب ”كيف تؤثر على الآخرين وتكسب الأصدقاء“، وقد تأثر بكتبه مجموعة كبيرة من الكُتاب العرب مثل : عائض القرني – الشيخ محمد الغزالي، وقد توفي الكاتب في عام ألف وتسعمائة خمسة وخمسون نتيجة إصابته بسرطان الدم.
النصائح العشرة في كتاب فن التعامل مع الناس
الفكرة الأساسية لكتاب ديل كارنيجي تدور حول نصائح عشر يقدمها لمن يريد أن يتقن فن التعامل مع الناس، وقد قمنا بتلخيصها كما يلي :
1- احصل على قدر من الراحة
يشير الكاتب إلى ضرورة أن يحافظ الإنسان على رونقه الخاص به وهدوءه واتزانه، وحتى يستطيع الإنسان أن يحصل على ذلك عليه أن يتبع الآتي:
القراءة المستمرة لكتب تبعث في النفس الإسترخاء وتخلصها من توترها العصبي.
ترك الجسم مسترخياً والإستماع إلى نوع من الموسيقى الهادئة.
على كل فرد أن يسأل نفسه دائماً هل هو يشعر بالتعب ؟ وإن كانت الإجابة بالإيجاب فعليه أن يسترخي فوراً.
وبهذه الطرق سوف يستطيع الإنسان أن يسترخي ويحافظ على رونقه.
2- لا تنزعج من توجيه النقد إليك
لابد أن تعلم عزيزي القارئ أنك إن إتعرضت للإنتقاد الدائم، فهذا معناه أنك تتمتع بأهمية كبيرة، ولا يجب عليك أن تغضب بل إستمع إلى النقد وفكر فيه وحاول أن تقوم بتعديل بعض الأخطاء الموجودة بك، واهتم بأن تظهر الإهتمام بهذا النقد، لكن إن لاحظت أن النقد ليس في محله فلا تهتم به.
3- صاحب نفسك وكن أنت
أكد الكاتب كارنيجي على ضرورة مصاحبة النفس والتكلم عنها بطريقة لائقة، فلابد أن تسأل نفسك سؤال هام جداً : كيف أتحدث مع نفسي عن نفسي ؟ وإن كنت لا تجيد التحدث عن نفسك بطريقة لائقة مثلما تتحدث مع الآخرين، فاعلم أنك لن تجيد فن التعامل معهم؛ فنفسك هى أول من يستحق أن تعاملها كما يليق بها، واعلم إنك إن أهنت نفسك بينك وبينك سوف تُهان من الآخرين، وعليك دائماً أن تمدح نفسك داخلك وأن لا تظهر أي عيوب بها لمن حولك.
ويتعجب الكاتب من بعض الناس الذين يستخدمون إسلوب التحدث عن عيوبهم أمام الآخرين حتى يتقربوا منهم ويجعلوهم يشعرون بأنهم متواضعين، فهذه غلطة كبيرة يقعون فيها.
4- حافظ على كرامة الشخص المهزوم أمامك
الكثير من الناس يدخلون مع بعضهم البعض في صراعات سواء في النقاشات العادية أو في الفوز بمنصب أو أي شيء يوجد فيه نزاع، فإن كنت أنت المنتصر سواء بشكل مادي أو معنوي فلا توجه أي إهانة إلى خصمك، بل حافظ على كرامته وماء وجهه وعامله على أنه هو الفائز ولست أنت.
5- اجعل العمل الجماعي سراً لنجاحك
يؤكد الكاتب ديل كارنيجي على ضرورة أن يحب الفرد العمل في جماعة ولا ينعزل عن باقي الأفراد، وعدم الإنفراد برأيه وتوجيه أوامره للآخرين، فهذا يهدم أي جسور للود بينهم مما يجعل هناك طاقة سلبية يملأها الحقد والكراهية.
والبديل عن ذلك هو إشعار من أمامك من خلال عملك الجماعي معه أن ما تصلون إليه من نجاح يعود إلى تعاونكم معاً، فهذا سوف يؤدي إلى حب التعاون معك وزيادة محيط معارفك من الناس.
6- تخلى عن غضبك وتميز باللين والرفق
أكد كارنيجي على أن العصبية الزائدة كفيلة بأن تقطع أي حبل مع أي فرد أخر، وهناك أشخاص يستسهلون ردود أفعالهم بوصف أنفسهم بالعصبية، لكن هذا غير صحيح فعندما يلجأ الإنسان لإستخدام العصبية يكون ذلك بسبب عدم وجود حُجة قوية لديه يستطيع بها أن يقنع من أمامه بفكرته.
لكن على أي حال العصبية هى التي تخلق الجو المليئ بالتشاحن والكراهية والطاقة السلبية، والطريقة الأمثل التي أشار إليها الكاتب هى أن يقوم الفرد خلال حواره مع شخص أخر بالإبتعاد نهائياً عن أي نقطة إختلاف، وأن يحاول أن يتجنب الخوض فيها، وبذلك سوف يكون الحديث مع من يقوم بذلك متعة.
7- كن مثل الكلب والجمل
لا تتعجب من هذا العنوان لأنه الحقيقة، والمقصود هو أن كل الناس مجمعين على أن الكلب رمزاً للوفاء، وأن الجمل رمزاً للصبر، فهل هم سألوا الناس يوماً قد قاموا مثلاً بطلب أن يصفهم الناس بهذه الصفات، بالطبع لا، لكن بسلوكهم وأفعالهم إستطاعوا أن ينتزعوا تلك الصفة من كل المخلوقات الأخرى وينفردوا بها.
فعليك أن تنتزع أنت أيضاً الصفات الحميدة وتجعلها هى طريقك وإسلوب حياتك، وهنا سوف تنتزع إعجاب الناس بك ومحبتهم في التعامل معك بدون طلب منك.
8- لا تقوم بموعظة أحد
يؤكد الكاتب على أن هناك خيط رفيع بين النصيحة المفيدة والفاسدة، فإن رأيت أحد يعرف هذا الخيط الرفيع فلا تقم أبداً بنصيحته لأنه يعلم الصحيح من الخطأ، لذلك عندما تُبدي إحترامك لكل أفعال البشر وتتقبلها مهما كانت هذا سوف يحولك إلى شخص محبب إليهم جميعاً، وانظر بأخطائك قبل أن تنظر لأخطاء أحد.
9- رغِب ولا تُرهب
أي فرد يستطيع أن يجعل روح المحبة تدور حوله من الآخرين، إذا قام بترغيبهم في التعامل معه، فأنت بهذه الطريقة تستطيع أن تجعل أي فرد يقوم بأي عمل تريده لأنه يحبك ويحب التعامل معك، لذلك عليك أن تتعامل ببذخ في الثناء على الآخرين ومدحهم.
10- لا تحاسب الناس
البشر على إختلافهم يقومون بمحاسبة بعضهم البعض ولا يحاسبون أنفسهم، ويرى كل منهم ذنوب وخطايا الأخر ولا ينظرون إلى خطاياهم، وقد إستدل الكاتب على ذلك بقول الفيلسوف ” كونفشيوس “ الذي قال : ” لا تتذمر من الجليد المتراكم على عتبة جارك، قبل أن تزيل ما تراكم على عتبتك أولاً؛ فدائماً وأبداً إنتقد نفسك أولاً وهذا سوف يمنعك من أن تنتقد أي احد أخر، فمحاسبة الأفراد تعمل على بناء حاجز من الكراهية لن تستطيع أن تهدمه أبداً.