الحرف اليدوية و إعادة تدوير المخلفات " ١ "
كتبه : أمجد مصطفى
يعاني كوكب الأرض الكثير من التغيرات المناخية العالمية ، وذلك بسبب العديد من الظواهر المناخية السلبية ، على رأسها الاحتباس الحراري ، والذي يتسبب فيها عدد من العوامل ولكنها كلها تندرج تحت ملوثات البيئة التي تنبعث من المصادر المختلفة سواء المصانع أو المعامل أو وسائل المواصلات أو المحال التجارية وغيرها .
هذه التغيرات وتلك الظواهر تؤثر ليس فقط على حياة البشرية بل حياة كافة الكائنات الحية ، وبالفعل بدأت أضرارها الجسيمة تتجسد في شكل كوارث تتعلق ببعض العوالم الحية ، ويتحرك العالم كل يوم في سبيل حل تلك المشكلة والتخفيف من حدتها لحين القضاء عليها .
والسؤال هنا هل من الممكن أن يكون للحرف اليدوية والهاند ميد والعنصر البشري دور في الحد من تلك الظواهر ومعالجتها ، هل من الممكن أن تستخدم هذه الفنون في التقليل من التلوث ، والإجابة نعم ؛
فمثلاً يُستخدم فن الديكوباج وكان يُسمى قديماً فن الفقراء في إعادة التدوير وخاصة إعادة تدوير المنتجات الخشبية ، و مؤخراً بدأ يدخل في المنتجات البلاستيكية ، حيث يحّول بقليل من الجهد الأشياء القديمة إلى أشياء جديدة تبعث على البهجة ، ويزيد من عمرها فبدلاً من تحولها لنفايات يمكن استخدامها مرة أخرى ويزيد في عمرها ، وبالتالي نوفر المزيد من المساحات الخضراء والأشجار التي هي مصدر الأخشاب ، بجانب تجنيب التربة لدفن المزيد من كميات النفايات في باطنها .
وفن الباتشورك و الذي يُستخدم في إعادة تدوير الملابس ، فمن أسمائه أيضاً فن الترقيع ، حيث يساعد على إعادة الملابس مرة أخرى للحياة بدلاً من إلقائها في النفايات ، وزيادة عمرها الافتراضي .
وغيرها من أنواع الفنون اليدوية التي تساعد في إطالة عمر الأشياء وإعادة تدويرها واستخدامها بأساليب بسيطة وبمجهود يدوي بعيداً عن الآلات التي تطلب في تشغيلها المزيد من الوقود مما يعني المزيد من التلوث .
وسوف نتناول في هذه السلسلة ومن خلال مجموعة من المقالات ، كيف أن الحرف اليدوية من الممكن أن تساهم في حل تلك المشكلة ، وسوف نستعرض بأرقام وإحصائيات حجم الكارثة التي نعيش فيها بسبب كثرة المخلفات ، وكيف يمكن للحرف اليدوية أن تحد وتقلل هذه الأرقام ، فتابعونا .